زاكروس عربية – أربيل
يطوف فارس بين كراسي مرضى الثلاسيميا كل يوم، يداعبهم ويمزح معهم، بعضهم جعل منه صندوقاً لأسراره.
أربعة وعشرون عاماً قضاها بينهم، يعرفهم ويعرف تفاصيلهم الصغيرة وأمانيهم، كل واحد منهم بالنسبة لفارس فرد من أفراد عائلته.
وكشف فارس البرزنجي وهو أقدم معاون طبي في المركز لزاكروس عربية وجود 937 مراجع في ثلاسيمي حالياً في المركز، مشيراً إلى أن عدد الساعات التي يقضيها في المركز يفوق تلك التي يقضيها في منزله، وبالتالي فأن العلاقة بينه والمرضى باتت أشد مما هي مع أفراد أسرته.
لم يختلف رافد عن فارس كثيراً سوى بمعايشته للمرض، فتجربته السابقة مع وخز الإبر وأخذ الدم والديسفيرال جعلت منه شخصاً يشعر بمعاناة هذه الشريحة ونذر نفسه لهم خصوصاً وأنه أحد المصابين الذين تماثلوا للشفاء بعد إجراء عملية زراعة نخاع العظم.
ويتحدث الممرض رافد رمضان لزاكروس عربية مبيناً أنه اختار العمل وسط هذه الشريحة من المرضى كونه "أكثر من يعلم بأحوالهم"، إذ أنه "عاشرهم"، وبسبب ما شهده من معاناة مع المرض قرر أن يكون بينهم لـيخفف عنهم ما أمكن.
تعاني هذه الشريحة من ضيق المكان خصوصاً بعد الدمار الذي لحق بالقطاع الصحي، فيما يسعى المقيمون على هذا القسم، أن يقدموا ما هو متاح لهم من امكانيات، فلا خيار أمامهم سوى الانتظار ولا عزاء لهم سوى الصبر.
مدير مركز الثلاسيميا في نينوى، الدكتور مدين محمد ، يقول في حدثه لزاكروس عربية إن هذا المركز هو الثاني من نوعه في العراق من حيث أنه مخصص لمرضى الثلاسيميا، والذي تم إنشاءه في العام 1997، موضحاً أن الأطباء في هذا المركز متفرغين للعمل فيه والمستشفى، وأن المريض منذ العلاج في المركز يقدم مجاناً حتى في الوقت الذي كان المركز ذاتي التمويل.
ويوضح كذلك أن المركز يتعامل مع المرضى بشكل خاص نظراً لطبيعة مرضهم الي يتطلب ذلك، حيث أن المريض الذي عمره عشر سنوات يجب أن يراجع المركز ما لا يقل عن 150 مرة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن