Erbil 11°C الجمعة 22 تشرين الثاني 22:22

نيجيرفان بارزاني: إقليم كوردستان ملتزم بأي قرار يصدر من الحكومة العراقية بشأن وجود القوات الأميركية

العراق لا يزال بحاجة لدعم المجتمع الدولي حتى الآن
Zagros TV


زاكروس عربية – أربيل

أكد رئیس إقلیم كوردستان، نیجیرفان بارزاني، اليوم الثلاثاء (26 تشرين الأول 2021)، التزام إقليم كوردستان بأي قرار يصدر من الحكومة العراقية بشأن وجود القوات الأميركية، مبيناً أن العراق لا يزال بحاجة لدعم المجتمع الدولي حتى الآن.

وقال نيجيرفان بارزاني خلال مشاركته في ملتقى ميري إن "الولايات المتحدة استحدثت الديمقراطية في العراق بعد 2003 رغم الانتقادات، كما كان لها استثمارات في البلاد، والكرة الآن في ملعب العراق لتحديد شكل العلاقات بين بغداد وواشنطن وهي لا تقتصر على الجانب العسكري بل تشمل مجالات متعددة أخرى".

وأشار إلى أن "نظرة بغداد إلى الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة تقتصر على بقاء القوات الأميركية أو انسحابها فقط وهذا ليس صائباً"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة قامت بما عليها، والآن حان الوقت لكي يتولى العراقيون شؤونهم بأنفسهم".

وشدد على أن "العراق بحاجة لدعم المجتمع الدولي حتى الآن وهذا ما يؤكده العسكريون أنفسهم بأن الحرب على داعش لا تزال قائمة"، لافتاً إلى أن إقليم كوردستان ملتزم بأي قرار يصدر من الحكومة العراقية بشأن بقاء القوات الأميركية".

"على مفوضية الانتخابات التعامل بجدية مع الاعتراضات"

وحول الانتخابات التشريعية التي أجريت في 10 تشرين الأول الجاري، قال رئيس إقليم كوردستان إن "الانتخابات الحالية كانت الأفضل من الناحية الفنية مقارنة بسابقاتها رغم ملاحظات البعض عليها"، مشيراً إلى أن "نسبة المشاركة كانت ضئيلة في عموم العراق".

وأضاف أن "لدى بعض الجهات ملاحظات على نتائج الانتخابات وهذا حق طبيعي لها ولا بد أن تتعامل معها المفوضية بجدية لتبديد شكوك تلك الجهات"، مبيناً أن "مقاطعة الانتخابات كانت رسالة واضحة من الشعب لمن هم في السلطة بأنهم غير راضين عن نظام الحكم".

ومضى بالقول إن "مواطني العراق يستحقون الأفضل، ولا بد أن يراعي السياسيون بأن الثقة التي منحها لهم الناخبون أمانة ومسؤولية على عاتقهم ويجب أن نؤديها كما ينبغي في حين لا تزال الخدمات لا تقدم بالمستوى المطلوب"، لافتاً إلى أن "العراق لا يزال في مرحلة انتقالية ومن المهم أن يرى الناس أن الديمقراطية تمضي في مسارها الصحيح".

وأردف قائلاً إن "قادة الأحزاب في العراق لا يشاركون في الحكومة بشكل مباشر بل يسندون المناصب لأشخاص آخرين وهذا دليل على عدم أخذ قضية الحكم بجدية لكن اقتناع الناس بأن التغيير لا يكون عبر صناديق الاقتراع أمر خطير"، مشدداً على أن "الشعب العراقي شعب واعٍ والمتظاهرون كانوا جادين في إحداث التغيير وتنفيذ مطالبهم واعتقد أنه ينبغي بأن نكون متفائلين بأن العراق يمضي في المسار الصحيح".


ماذا يريد إقليم كوردستان من بغداد؟

وبشأن العلاقات بين أربيل وبغداد، أوضح نيجيرفان بارزاني: "مطالباتنا أكبر من تقاسم المناصب وإعطاء عدد منها للكورد بل تتعلق بحزمة كاملة من الحقوق والاحتكام للدستور"، مؤكداً أن "العراق هو العمق الاستراتيجي لإقليم كوردستان، ونأمل حل الخلافات مع بغداد لتحقيق مصلحة جميع العراقيين، فالعلاقات الودية بين العرب والكورد ومجيء السياح للإقليم محل فخر للجميع".

وذكر أن "زياراتنا الخارجية تؤكد الرسائل الودية وأننا نريد أن نكون جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة، ونكون عامل استقرار سياسي واقتصادي في العراق بالتعاون مع الجميع، وأننا نرغب بإيصال العراق لبر الأمان"، داعياً إلى أن "تكون جميع القوات المسلحة تحت إمرة رئيس الوزراء لكننا قلقون بشكل جاد من وجود مسلحين خارج إطار الدولة، ولكننا نرى أن حل هذه المشكلة يكون في بغداد وليس في وجهة أخرى أو مكان آخر".

وقال إن "السنة يخشون المستقبل والشيعة يخافون من الماضي، أما الكورد فقلقون حيال الماضي والحاضر والمستقبل، وأرى أن الاستقرار السياسي أمر ضروري للعراق".

وشدد على ضرورة "بناء العراق على مبادئ الشراكة والتوافق، وإقليم كوردستان مستعد للقيام بما يجب بهذا الصدد"، موضحاً أن "مطالبنا واضحة وتتمثل بتطبيق الدستور، فمنذ عام 2003 لم نقصر في المشاركة بالعملية السياسية بل أرسلنا البيشمركة لحماية أمن بغداد أيضاً، ولكن بعد 18 عاماً من إقرار الدستور لم يطبق حتى الآن والعقلية المركزية هي الطاغية".

وأكد استعداد إقليم كوردستان لمعالجة الخلاف حول الملف النفطي وبقية الملفات العالقة في إطار الدستور، مبيناً أن "إهمال معالجة القضية الكوردية داخل العراق في الماضي أدى إلى حدوث الكثير من المشاكل وهذا ما تؤكده الوقائع التاريخية، وهمنا في كركوك ليس النفط ولا نرغب باندلاع اقتتال داخلي في المحافظة، بل نريد تطبيق الدستور".

ولفت إلى أن "عداء إقليم كوردستان كان وسيلة لجمع الأصوات سابقاً، لكننا نشكر جميع الشعب العراقي لتفهمهم كل ما يحصل وإنهاء هذه الممارسة"، قائلاً: "أقسم بأننا نتمنى الخير والرفاهية والتطور لجميع محافظات ومدن العراق كما نتمناها لإقليم كوردستان كما أن لنينوى حق الجوار علينا، وقد استقبلنا نحو مليوني نازح ولاجئ بعد 2014 ما رفع نسبة سكان الإقليم بـ29% ونحن نعتز بذلك".

وانتقد رئيس إقليم كوردستان بعض الجوانب بالعراق، بالقول إن العراق في المرتبة الخامسة في قائمة الدول الأكثر تأثراً بالتغير المناخي ولا بد من الالتزام بالإجراءات العالمية بهذا الشأن، كما أن "اقتصاد العراق يقتصر على بيع النفط وتوزيع الإيرادات والتعامل بالبورصة فقط ولا وجود لاقتصاد قوي في البلاد، كما أن قانون الاستثمار في العراق لا يجذب المستثمرين الأجانب ولا بد أيضاً من الاهتمام بالقطاع المصرفي لتحسين اقتصاد أي بلد في العالم وبدون إصلاح هذه الجوانب لن نحرز أي تقدم"، مشيراً إلى أن "النظام المعتمد في العراق مركزي بامتياز ولا يمت للفيدرالية بصلة".

وأكد أن "الاطمئنان على مستقبل الأجيال المقبلة في إقليم كوردستان داخل العراق لم يتبلور حتى الآن"، وفيما استنكر "استخدام رواتب موظفي إقليم كوردستان كورقة سياسية"، رأى أن إقرار قانون توزيع الإيرادات والثروات في العراق كان كفيلاً بمعالجة الكثير من المشاكل.

وحدة الصف الكوردستاني

وقال رئيس إقليم كوردستان إن "جميع الأحزاب الكوردستانية تتفق على ضرورة الدفاع عن حقوق إقليم كوردستان في بغداد رغم وجود الخلافات الداخلية بينها"، ذاكراً أن "مصلحة إقليم كوردستان هي الهم المشترك بين أغلب ممثلي الكورد في البرلمان العراقي".

ولم ينكر وجود بعض الأخطاء قائلاً: "نحن لا ندعي أن الأمور مثالية في إقليم كوردستان ولا ننكر وجود تقصير لكن السلطة تستمد شرعيتها من إرادة وثقة الشعب عبر الانتخابات"، موضحاً أن "السلطة في إقليم كوردستان مرت بعدة مراحل منذ عام 1991، ومرحلة الإعمار بدأت فعلياً بعد عام 2004".

وشدد على أنه "لابد أن تكون رئاسة إقليم كوردستان المظلة الجامعة لكل القوى الكوردستانية التي لها تمثيل في بغداد وندعو لوحدة موقف الكورد في بغداد بعد ترتيب البيت الداخلي للدفاع عن حقوق كوردستان"، مبيناً: "في رئاسة إقليم #كوردستان واثقون من أننا نخطو نحو بناء مستقبل أفضل والمضي صوب المؤسساتية في عملية مستمرة، ومع ذلك هناك أخطاء يجب تصحيحها، لكن لو قمنا بمقارنة الحاضر بالماضي سنجد إحراز تقدم وتطور في العديد من المجالات".

وبشأن صياغة دستور إقليم كوردستان، قال نيجيرفان بارزاني إن "هناك لجنة مشتركة تعمل بالتعاون مع رئاسة الحكومة والبرلمان من أجل اتخاذ إجراءات فعلية لإقرار دستور إقليم كوردستان باتفاق جميع المكونات، قبل إجراء الانتخابات المقررة بعد عام من الآن".

دول الجوار وتهديدات حزب العمال الكوردستاني

وتطرق رئيس إقليم كوردستان خلال مشاركته في ملتقى ميري إلى العلاقات مع دول الجوار والتهديدات التي يشكلها حزب العمال الكوردستاني، بالقول إن "لدينا حدوداً طويلة مع دول الجوار وعلاقات متعددة الجوانب معها فعلى سبيل المثال يبلغ حجم التبادل التجاري مع إيران 11 مليار دولار".

ومضى بالقول: "يجب ألا يكون العراق وإقليم كوردستان منطلقاً للاعتداء على أي دولة"، مبيناً أن "حزب العمال الكوردستاني يفتعل المشاكل داخل أراضي إقليم كوردستان ولا يحترم مؤسسات الإقليم وقرارات الحكومة ولا يلتزم بقرارات برلمان كوردستان بل يعلن عداءه للإقليم صراحة ونرى أن الحزب يجب أن يعيد النظر بممارساته ويحترم سيادة البلاد".

وحول اتفاقية سنجار الذي أبرم بين أربيل وبغداد قبل عام من الآن ولم يطبق بعد، أوضح نيجيرفان بارزاني: "نعتب على بغداد فيما يتعلق بعدم تطبيق اتفاقية سنجار والذي يعود لوجود حزب العمال في القضاء بل أن الحزب يتلقى الدعم والتمويل من بغداد".

وتابع: "لو لم يمارس حزب العمال الكوردستاني هذه الأفعال المخلة بالأمن والسيادة لكان يمكن مطالبة تركيا بالكف عما تقوم به في أراضينا"، مشيراً إلى "بذل جهود حثيثة لإحياء عملية السلام وحل القضية الكوردية في إطار الدول التي يوجد فيها الكورد".
 

 

كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.