زاكروس عربية – أربيل
سجّلت مدينة الموصل ولادة أول روبوت، أطلق عليه مصنعه اسم (يوسف) نسبة لجمال مظهره، والذي يختلف عن أقرانه من الروبوتات، كونه خصص لمرضى التوحد لما يحمله من برامج تتماشى مع احتياجاتهم.
فالروبوت يوسف يستجيب لأوامر "تعليمية"، فهو يميّز الألوان عن بعضها، كذلك الأرقام وأعضاء الجسم، وبصوت طفولي يستهدف فئة مرضى التوحد، لما يشكله من انعطافة مميزة في طريقة تعليمهم.
أما ظهور هذا الطفل الآلي، جاء نتيجة اهتمامات خاصة جعلت من صانعه يجعل تقديم هذه الخدمة لهذه الفئة هدفاً له، بالرغم من العقبات التي واجهته في بادئ الأمر، كون هكذا مشاريع لاتجد عادة آذانا صاغية ولا جيوب حكومية كريمة تغدق عليها، لكن الدعم المادي والمعنوي الذي قدمه له استاذه في الجامعة، جعل منه مصمماً على أن يرى اختراعه الضوء.
مراسل زاكروس عربية محمد طلال، التقى بصانع الروبوت الموصلي، حذيفة مثنى، الذي أوضح أنه أقدم على هذا المشروع بتشجيع من وزارة الصناعة الاتحادية التي "وعدت بدعم المشاريع الخمسة الأولى في الجامعة، وقد حصلت على الدرجة الأولى، ولكن لم تلتفت الوزارة إلى وعدها منذ ذلك اليوم وإلى الآن، ونفذت مشروعي من إمكانياتي الخاصة دون أي دعم حكومي".
وأضاف " بعض القطع اقتنيتها محلياً من أسواق مدينة الموصل، كالمحرّكات والسمّاعات والمعالجات، أما الشاشة استوردتها من بغداد عن طريق التسوق".
أما عن فكرة الإختراع والعزم على صناعة روبوت خاص بحالات التوحّد يقول مثنى: "بعد النظر والتدقيق في احتياجات الأطفال الذين يعانون من التوحد، على أساس التشخيص اعتمدنا صناعة هذا الروبوت تماشياً مع رغباتهم ومتطلبات علاجهم".
أما استاذ مثنى -الاستاذ في كلية هندسة النفط والتعدين بالموصل، د.قاسم يحيى رحاوي، يقول من جانبه: "أخبرني حذيفة مثنى أنه ثمة مشروع من هذا النوع، فأخبرته أنه كان لدينا فريق عمل يتبنى الفكرة عينها، وقد صنعنا روبوتاَ ولكن بحجم صغير، وكنا نودُّ أن نطور حجمه للأكبر ، إلا أن انعدام الدعم للمشروع حال دون تنفيذه وجعلنا ننصرف عنه منذ سنتين".
ويضيف الدكتور رحاوي "عرضت عليه أن يأتي لاستكمال المشروع، بإعادة الفكرة والبدء بالعمل فيه، مبدياً جميع الاستعدادات لدفع ما يترتب المشروع عليه من تكاليف مادية، مهما كان المبلغ".
ويشكل الروبوت انعطافة مميّزة في طريقة تعليم مرضى التوحّد، بصوت طفولي يستجيب لعدّة أوامر جميعها تعليمية، كالتميّز بين الألوان وتسمية أعضاء الجسم، ومعرفة الأرقام، بتصميم مميّز يشد الطفل إليه، حيث تم تسجيله بصوت طفل لهذا الغرض.
كما التقى مراسل زاكروس عربية بالطفل وسام عثمان، الذي ينطق الروبوت بصوته، والذي أبدى من جانبه سعادة كبيرة بتطبيق صوته على الروبوت يوسف قائلاً: " سعيد أن يكون جزء من الروبوت جزء مني أنا"
ويبقى ولادة يوسف في العراق، تختلف عن بقية أقرانه من الروبوتات، في مدينة عانت من الحروب والإرهاب الذي أخّر مبدعيها ومخترعيها لسنوات، وتعتبر نقلة نوعية لكن ثمة حلم لايزال يسعى اليه صانعه حذيفة، ليتساءل هل سينجو يوسف من الإهمال على غراره من الابداعات والاختراعات، أم سيلقي اهتماماً من الحكومة ليكون الأول إلى البلوغ العتبة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن