زاكروس عربية – أربيل
نظم عشرات السوريين من طالبي اللجوء في إقليم كوردستان، وقفة احتجاجية أمام مقر مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في أربيل عاصمة الإقليم، مطالبين المفوضية بالجدّية في عملها وتحمّل مسؤولياتها وخاصة في مسألة إعادة التوطين، بعد أن قضى تسع سنوات على لجوئهم إلى إقليم كوردستان.
ونقل مراسل زاكروس، مصطفى سلمان، عن المشاركين في الاعتصام بأن المفوضية تخلت عنهم في وقت حرج، وهم يطالبون بإنقاذهم من الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها، في ظل غياب الخدمات الأساسية ومنها تعليم الأطفال الذي توقف نتيجة قطع الرواتب عن المعلمين.
ونقل مراسلنا عن أحد المعتصمين، أن "الحياة ضاقت بنا ذرعاً في جميع مناحيها، وها قد مضى تسع سنوات ونحن نواجه العدم من النواحي الخدمية والتعليمية والاقتصادية وحتى القانونية".
وأضاف اللاجئ: "نحن نعيش هنا في أزمة قانون، ونواجه المصاعب في جميع الأمور الحياتية، فالحكومة الاتحادية في بغداد تبرر عدم اهتمامها بذريعة أنها لم توقع على اتفاقية جنيف 1951 لحماية اللاجئين، لتنأى بنفسها عن المسؤولية، وتقول لسنا معنيين بكم، وحكومة إقليم كوردستان هي تابعة للحكومة الاتحادية ولا تستطيع فعل شيء، لذلك فنحن بحماية الأمم المتحدة ومطالبون منها، وللأسف الشديد أنها مقصّرة كثيراً، يكاد ينعدم خدماتها، فحتى أولادنا باتوا محرومين من حق التعليم، وهم الآن خارج المدارس نتيجة قطع رواتب المعلمين الذين بدورهم انقطعوا عن التدريس نتيجة الظروف المعيشية المدقعة بسبب تقصير المنظمة المعنية".
وتابع بدوره في نداء عبر مداخلته: "إن لم تستطيعوا أن تحمونا هنا، فأوجدوا لنا وطناً بديلاً لنذهب إليه من أجل مستقبل أطفالنا ومستقبلنا جميعاً".
وعن المطالب التي يطالب بها المعتصمين قال: "نطالب المفوضية بإعادة توطيننا في وطن بديل أو منحنا صفة لاجئ عوضاً عن صفة (طالب لجوء) التي نحملها منذ تسع سنوات، ليحق لنا في المرحلة التالية الوطن البديل".
وأردف بالقول: "حسب القوانين الدولية، تتحمل الأمم المتحدة مسؤولية حماية اللاجئ إينما كان، ونحن نتواجد هنا فارّين من الكوارث مستنجدين بالمفوضية من أجل الحماية الدولي، إلا أنها لم تؤدي واجباتها ومهامها التي تتطلب منها، بل هي في أدنى درجات التنصل عن الخدمات الضرورية، ونتلمس أنها سحبت يدها من جميع المسؤوليات التي تقع على عاتقها للأسف الشديد".
فيما أشار المراسل إلى أن "المعتصمين وجهوا نداءاً إلى الأمم المتحدة، مطالبين بإيجاد حل لوضعهم في كافة محافظات إقليم كوردستان، مشيرين إلى أن المفوضية تخلت حتى عن الحالات المرضية الطارئة والحالات الحرجة للاجئين، بالإضافة إلى إهمال ملفات اللجوء واللاجئين".
هذا ويستضيف إقليم كوردستان أكثر من 250 ألف لاجئ سوري معظمهم من الكورد السوريين الذين هربوا من مناطقهم جراء الأزمة التي تعصف بسوريا منذ آذار 2011.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن