زاكروس عربية – أربيل
أكد الكاتب والمحلل السياسيي جاسم الغرابي، أن قانون الدوائر المتعددة الذي سيطبق لأول مرة في الانتخابات بالعراق، بتصغير الدائرة التي يتنافس ضمنها أبناء المنطقة الواحدة والمتقاربين، لتفادي المشاكل، قد ساهم إيجاباً في غياب حملات التسقيط والفضح في الحملات الدعائية للانتخابات الحالية، ولو بشكل نسبي، فيما أوضح أن الشعب الكوردستاني يعي ما يترتب عليه من مسؤولية انتخابية نتيجة الديمقراطية الراسخة في إقليم كوردستان وقادته المثابرين على التوعية الجماهيرية.
جاء ذلك أثناء استضافته في الحصاد الإخباري على شاشة فضائية زاكروس، مساء أمس الأربعاء (6 تشرين الأول 2021)،حيث قال إن "من الواضح أن القبلية تسود الانتخابات الحالية، فكل قبيلة رأيناها تحتفي بمرشحها والمنتخب منها للترشيح لمجلس النواب، ولذلك ساهمت الأواصر المتواجدة بين القبائل في منع التسقيط بين المرشحين كي لا يتسبب بصدام محلي فيما بينهم".
وعن احتمالية نشوب نزاع عشائري بين القبائل إثر نتائج الانتخابات أو في المعركة الانتخابية أوضح الغرابي أن "من دون حدوث تجاوزات وشكوك حول تزوير الدوائر الانتخابية، والتي تتواجد فيها مراقبين عن الكيانات الانتخابية لايحدث شيئاً من هذا القبيل، كما أن تواجد القوات الأمنية سوف تسيطر على هكذا إشكالات".
وأضاف: "التزوير سيحصل في هذه الانتخابات، وأنا لا أنزه الانتخابات"، مستشهداً بالانتخابات الرئاسية الأميركية "في أعلى الديمقراطيات في الولايات المتحدة الأميركية علمنا ما حصل بين المرشحين (بايدن وترامب)، لذا لا نستبعد هجمات إلكترونية سيبرانية قد تعصف بالمشهد العراقي، فالكل على دراية بالتدخل الدولي الإقليمي وتأثير العاملين الدولي والإقليمي في العراق، إلا أن قرار إعلان النتائج خلال 24 ساعة يبقى جزءاً من عامل الإطمئنان النفسي لدى المرشحين والكتل السياسية".
أما عن مخاوف اعتراض الخاسرية والدعوة لإعادة احصاء النتائج قال الغرابي: "هذا ما آلت إليه العملية الانتخابية في العراق منذ 2003، إذ لم نرى خاسراً سلّم على فائز وبارك له، واعتقد جازماً أنهم سيكررون نفس التحرك بالادعاء أنه حصل التزوير، إلا أنه هناك رقابة دولية وأممية، كما أن العملية ستكون تحت أنظار الجامعة العربية، علماً أن الأمم المتحدة مكلفة بالإشراف والرقابة، فإذا شابها التزوير ستلغي النتائج ولا تعترف بها، لذا على الناخبين القبول بالفوز والخسارة".
وعن احتمالية إمكانية إعادة فرز نتائج مناطق معيّنة أكّد الغرابي أن "في حال الثبوت بحصول تزوير وتلاعب بالأدلة والقرائن، بنسبة مئوية 5% فما فوق – حسب المفوضية، سيعاد الفرز والعد اليدوي كما حصل عام 2018 في بعض المحافظات".
أما بالنسبة للإقبال الجماهيري على الانتخابات وتدني أعداد المستلمين للبطاقات البايومترية في المحافظات العراقية وخاصة الجنوبية منها، مقارنة بمحافظات إقليم كوردستان، والتي تصدّرتها محافظة دهوك بتوزيع 95% من البطاقات، بيّن الغرابي أن "الديمقراطية في العراق ناشئة، ولا زلت أعتبرها ناشئة رغم المناداة بها منذ 2003، أما في إقليم كوردستان فالديمقراطية راسخة، والمواطن في كوردستان واع، يدرك كيف يكون هناك انتخابات"، لافتاً أن "هناك قيادات مثابرة في الإقليم لقّنت المواطن وثابر على توعيته حول واجباته تجاه الانتخابات، ليكون له ممثل في الحكومة الاتحادية ليضمن حقه في التمثيل الاتحادي وتثبيت حقه الدستوري".
وأردف بالقول: "أما في باقي المحافظات فهناك فجوة بين المواطن العراقي والطبقة السياسية نتيجة وجود عدم الثقة، تتسبب في عزوف المواطنين عن التصويت، لكن فتوى المرجعية الأخيرة في حثّ المواطنين على التصويت، سوف تزيد من الإقبال الجماهيري على الانتخابات".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن