زاكروس عربية – أربيل
أكد القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، جعفر إيمينكي، أن الجماعات المسلحة استغلت الوضع في شنكال وبقية المناطق الأخرى وضعف الحكومة الاتحادية وفرضت سيطرتها بقوة السلاح على المواطنين، مبيناً أن حضور الحزب كان ضمانة لحماية المواطنين وهيبة الدولة ولمساعدة الأجهزة الحكومية والأجهزة الإدارية.
وقال إيمينكي في مقابلة مع زاكروس عربية إن "مسألة السلاح المنفلت تعتبر مصيبة كبيرة في شنكال ليس فقط بالعملية الانتخابية والديمقراطية وحدها، ويؤلمنا جداً أن يعيش المواطنون الإيزيديون في المخيمات ويرفضون الذهاب للعيش تحت السلطة القمعية لـ(ب ك ك) لأنهم لا يريدون أن يقعوا تحت حكم هذه الجماعات المسلحة التي لا تعرف بالتقاليد والقانون وفي هذا الشأن تواصلنا مع الحكومة الاتحادية وقامت بالتنسيق الجيد معنا".
وطالب القيادي في الحزب الديمقراطي، الحكومة الاتحادية "بالإسراع والاستعجال في تنفيذ اتفاقية شنكال لأنها تضمن للعراق هيبته في منطقة حساسة، ومواطنو شنكال يستحقون أن تهتم الحكومة الاتحادية بمستقبلهم، فليس لديهم أي مستقبل في ظل هذا الوضع الأمني الكارثي وهذا السلاح المنفلت غير مقبول وعلى الحكومة الاتحادية اتخاذ الخطوات العملية لإبعاد هذا السلاح وهذه المجموعات المسلحة".
وتابع: "ينبغي على الحكومة الاتحادية تأمين صناديق الانتخابات في هذه المنطقة، فصنادبق الاقتراع غير آمنة والناخب غير حر ويجب أن يكون هناك إجراءات حول هذه المسالة".
وفيما يلي نص المقابلة:
زاكروس: مازال مسلحو(ب ك ك) يفرضون سطوتهم في شنكال ،على ماذا يتعكزون في فرض قرارهم على المدينة؟
جعفر إيمينكي: هذه الجماعات المسلحة استغلت الوضع في شنكال وبقية المناطق الأخرى وفرضت سيطرتها بقوة السلاح على المواطنين الموجوين فيها واستغلت غياب حزبنا، فحضور حزبنا هناك كان ضمانة لحماية المواطنين ولحماية هيبة الدولة ولمساعدة الأجهزة الحكومية والأجهزة الإدارية، لكنها استغلت في الفترة الأخيرة ضعف الحكومة الاتحادية وهذه المسألة تؤلمنا كثيراً بأن لا تستطيع الحكومة الاتحادية أن يكون لها حضوراً قوياً وبسط سلطة القانون هناك.
زاكروس: لماذا يخشى الـ(ب ك ك) ومن وراءهم من دخول الديمقراطي الكوردستاني إلى السباق الانتخابي في منطقة شنكال وأيضاً بعض المناطق الأخرى التي يفرض هيمنته عليها؟
جعفر إيمينكي: هناك بعد سياسي، فسياسات (ب ك ك) تتناقض على الساحة الكوردستانية وعلى الساحة العراقية مع سياسات حزبنا ويوجد جانب تاريخي أيضاً، (ب ك ك) فشلت في ساحتها الرئيسة في كوردستان تركيا فلم تستطيع أن تحقق شيئاً للمواطنين وللشعب الكوردي هناك، فبدأت بإشغال الرأي العام في مناطق أخرى وأصبحت تؤذي الناس في شنكال وتستغل بساطة الناس وحسن نواياهم والوضع العام الأمني فيها.
(ب ك ك) لا تؤمن لا بالديمقراطية ولا بالانتخابات بل تحتكم إلى السلاح أينما كانت وأينما حلت، فهم يصرحون بذلك وليس نحن، ونحن نختلف دائماً على هذه المسألة، مسألة السلاح المنفلت تعتبر مصيبة كبيرة في شنكال ليس فقط بالعملية الانتخابية والديمقراطية وحدها، ويؤلمنا جداً أن يعيش المواطنون الإيزيديون في المخيمات ويرفضون الذهاب للعيش تحت السلطة القمعية لـ(ب ك ك) هناك وحتى النازحين في جبل شنكال لا يذهبون إلى ديارهم داخل مدينة شنكال لأنهم لا يريدون أن يقعوا تحت حكم هذه الجماعات المسلحة التي لا تعرف بالتقاليد ولا تعترف بالقانون ولا بالقوانين العراقية وفي هذا الشأن تواصلنا مع الحكومة الاتحادية وقامت بالتنسيق الجيد معنا.
نحن ماضون في حملتنا الانتخابية ولا يستطيع أحد أن يؤثر على جماهيرية حزبنا لا (ب ك ك) ولا من يقف وراءها، فحضور حزبنا في شنكال معروف تاريخياً وحتى في الوقت الحالي لدينا حضور قوي فيها، ورغم أن مقراتنا غير موجودة هناك ولكن جماهيرنا ازدادوا عدداً ونوعاً ولدينا كوادر قيادية عديدة في المنطقة وهذه الجماهير هم سندنا وسوف نفوز بالانتخابات في دائرة شنكال.
زاكروس: هل هناك صمت حكومي من قبل الحكومة الاتحادية تجاه تصرفات الـ (ب ك ك)، وإن كان هناك صمت حكومي في شنكال تحديداً فهل سيكون له تبعات على مستقبل الاتفاقية التي عقدت بين أربيل وبغداد؟
إيمينكي: بالنسبة لنا نحن نؤكد على تنفيذ الاتفاقية وفي هذه الفترة وبعد هذا الحادث أصبح جلياً للحكومة الاتحادية بأن (ب ك ك) تشكل مشكلة للجميع، للعملية الانتخابية وللعملية السياسة، وعليه نتمسك بأن يكون تنفيذ هذه الاتفاقية من أولويات الحكومة الاتحادية الحالية والمقبلة.
نعم يوجد هناك صمت ولكن نعلم بأن هناك جهوداً حثيثة من قبل مصطفى الكاظمي والفريق الحكومي، وهم مصرون على تنفيذ هذه الاتفاقية رغم وجود بعض المشاكل والعقبات ولكن الأمر يسير بصورة هادئة بعيدة عن الإعلام، واليوم نطالبهم بالإسراع والاستعجال في تنفيذ هذه الاتفاقية لأنها تضمن للعراق هيبته في منطقة حساسة، ومواطنو شنكال يستحقون أن تهتم الحكومة الاتحادية بمستقبلهم، فليس لديهم أي مستقبل في ظل هذا الوضع الأمني الكارثي وهذا السلاح منفلت غير مقبول وعلى الحكومة الاتحادية اتخاذ الخطوات العملية لإبعاد هذا السلاح وهذه المجموعات المسلحة.
زاكروس: قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومع انطلاق الحملات الانتخابية أكدت على ضرورة الالتزام بالمعايير الأخلاقية والابتعاد عن التسقيط، فكيف تلقى المنافسون الآخرون في السباق الانتخابي لهذه الدعوات وكيف سيواجه الحملات المغرضة التي أطلقها مناوروه؟
إيمينكي: الحزب الديمقراطي الكوردستاني له أسلوبه الخاص في الدعاية الانتخابية، إيماننا بالديمقراطية هو عملنا وحضورنا القوي والتزامنا بأخلاقيات الحياة البرلمانية والنيابية سواء كانت في بغداد أو أربيل، ونحن نرحب بالمنافسة البرلمانية والانتخابية وأخلاقيات الدعاية الانتخابية المرتبطة بالقوانين والإجراءات، وحتى الآن لا توجد هناك خروقات من قبل مرشحينا هنا أو هناك، وما حصل في شنكال ليس خرقاً بل هو تهديد للعملية الديمقراطية برمتها لأنهم جاءوا و طوقوا وفدنا وقافلتنا المدنية بالسلاح الثقيل ومنعونا من حضور مهرجاننا الانتخابي السلمي والديمقراطي، حيث يعد تهديد الناخبين من الجرائم الكبيرة في العمليات الانتخابية، وينبغي على الحكومة الاتحادية تأمين صناديق الانتخابات في هذه المنطقة، فصنادبق الاقتراع غير آمنة والناخب غير حر فيجب أن يكون هناك إجراءات حول هذه المسالة، وبتأكيد ممثلو حزبنا سيقومون بإجراء اللازم.
زاكروس: الحزب الديمقراطي الكوردستاني يتقدم بخطوات واثقة في حملاته الانتخابية سواء السابقة التي أتاحت له تصدر قائمة الفائزين أو اللاحقة كيف تقرأون هذه الثقة العالية؟ وأين تكمن مصادر قوة الحزب حتى بدأ الجميع يخشى حضوره؟
إيمينكي: منافسو حزبنا يدركون قوته، حزبنا يملك تاريخاً مشرفاً والذي يعد محل اعتزاز لحزبنا، ونملك قيادة تاريخية وكاريزما الرئيس مسعود بارزاني معروفة ومشهودة لها في العراق وكوردستان وفي الأوساط الدولية ولدينا قيادة حكيمة على مستوى الحكومة وعلى مستوى رئاسة الإقليم ولنا كفاءات سواء التي خدمت ضمن الكابينات الحكومية في الحكومة الاتحادية أو كوادرنا في إقليم كوردستان، فالحزب الديمقراطي الكوردستاني أينما حل يكون عنصرا فعالاً للسلام والتعايش، الناس يريدون الازمات ونحن الذي نطفئ نار الأزمات.
الفرق بين حزبنا والكثير من المنافسين شاسع جداً فنحن نعيش بمبادئ ونموت بمبادئ ونسعى من أجل تحقيق أهداف عليا على مستوى القضية الكوردية وعلى مستوى القضية الوطنية في العراق كلها وعندما حضرنا إلى العراق كنا عنصراً للبناء والعمران والجميع يشهد لنا بأن حزبنا هناك كان يسعى من أجل المشروع الوطني ومساعدة الحكومة الاتحادية في مختلف المجالات في الدبلوماسية والبناء والعمران والقاصي والداني يعلم بأن الديمقراطي الكوردستاني يملك حضوراً قوياً في الإقليم وفي الحكومة الاتحادية أيضاً.
زاكروس: في ظل التحديات الحقيقية على الساحة السياسية وغيرها من التحديات المفتعلة ما هي الاستراتيجية التي يعتمدها الديمقراطي الكوردستاني للحصول على مقاعد أكثر مما حصل عليه في الانتخابات السابقة؟
إيمينكي: نحن نراهن على نقل تجربة إقليم كوردستان إلى كل المناطق التي يحتاجها العراق سواء في شنكال أو كركوك أو بغداد أو نينوى، ونتصور بأن حزبنا يملك هذه الأدوات والتجارب، فالأمن والاستقرار مسألة مهمة جداً والحكومة الاتحادية تحتاج إليهما فالمواطن العراقي يفتقد الأمن والاطمئنان، والمواطن الذي يزور إقليم كوردستان ويرى هذه التجربة الحية فيها يستشهد بكفاءاتنا الأمنية وبالاستقرار النسبي في الإقليم، ومن المسائل التي يركز عليها حزبنا هو كيف نخلق مجتمعاً للتعايش، وعنوان قبول الآخر هو العنوان الأسمى الذي نحتكم عليه على مستوى العراق.
ومن المسائل المهمة التي يحتاجها العراق هو تعزيز المؤسسات الرئيسة في البلد، ونحن عنصر للتواصل والتكاتف والتضامن من أجل مجلس نواب عراقي أكثر كفاءة ويجب أن يكون هم البرلمان على مستوى العراق جميعه لا على مستوى المحافظات والمناطق والطوائف فالعراق يحتاج إلى مجتمع متضامن لكي نزرع الأمل في نفوس شبابنا.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن