Erbil 9°C السبت 23 تشرين الثاني 01:48

نازحو جرف الصخر "المنسيون" يرهنون مشاركتهم في الانتخابات بالعودة الآمنة

سبع سنوات عجاف

زاكروس عربية – أربيل

تصدعت ثقة الناخبين من النازحين على وجه الخصوص بوعود السياسيين، ويشككون باستغلالهم في المعركة الانتخابية، وخاصة نازحو جرف الصخر من محافظة بابل الذين بقوا "منسيين" كما وصفت بعض النسوة منهم المقيمين في مخيم بحركة بأربيل عاصمة إقليم كوردستان.

 فمع قرب موعد الانتخابات النيابية في العراق تزيد المخاوف من محاولات توظيف قضية ناحية جرف الصخر لتحقيق مكاسب سياسية فيما يدفع النازحون الفاتورة الأكبر منذ سبعة أعوام متتالية، دون أي محاولة لإيجاد حلٍ لقضيتهم أو للمغيبين من رجالهم.

7 سنوات عجاف

أم محمد التي مازالت تعيش في مخيم للنازحين مع أطفالها الأربعة بأربيل منذ سبع سنوات، بدون معيل ودون أن تجد أي اهتمام من أي  مسؤول عراقي، ودون أية معلومات عن زوجها المختطف، ترهن (أم محمد) مشاركتها في الانتخابات بعودتها التي "باتت ورقة يلعب عليها بعض السياسيين للفوز بالانتخابات" على حد تعبيرها.

 تقول أم محمد : خُطف زوجي منذ 2017 ، دون أثر، لم أوفر جهدا وبحثت عنه في كل مكان ، لكن لم أجد له أي أثر أو أية معلومة تدلني على أثر له".

وأضافت " حالتنا يرثى لها .. نحن أربعة نسوة ساكنين في المخيم وكل واحدة لديها أربعة أطفال، بدون أي معيل أو راتب أو رجل، اعتمادنا على السلال الغذائية والمساعدات وهبات أهل الخير".

وأشارت إلى أن المعونة الشهرية الـ(سيم كارت) والتي تتقاضى بموجبه 60 ألفاً بالشهر، "لا تنفع شيئاً بالمقارنة مع المتطلبات اليومية لخمسة أشخاص".

سأنتخب عندما أعود إلى منطقتي بأمان

ما من متغير طرأ على حياة النازحين من جرف الصخر بمحافظة بابل إلى مخيم بحركة في أربيل، سبع عجاف مضت والحال على ما هو عليه زوج مختطف وتركة ثقيلة من أطفال .

أم مثنى – نازحة تسكن هي الأخرى تقطن المخيم ذاته، ولا تفرق عن جارتها أم أحمد بشيء، وهي تقارن بين معاناتها وما يعيشها المسؤولون من رفاهية قائلة: " لا أعتقد أنهم يرضون بالجلوس في مكاننا، ولا يقبلون"، مشددة على أنها لن تصوت لأي مرشح قبل عودتها إلى منطقتها الأصلية، لافتة "عندما يعود الاستقرار إلى منطقتي وأعود إليها بأمان، حينها سأنتخب".

وأضافت " لن أنتخب وأنا مهجّرة مع أطفالي وأسكن المخيم بدون أي مساعدة أو عون، لن أنتخب لأحد".

جرف الصخر .. لعبة السياسيين

يرى مراقبون أن استغلال قضية جرف الصخر باتت ورقة يلعب بها السياسيون على طاولة الانتخابات، وفي هذا الإطار يقول الدكتور مهند الجنابي - أستاذ العلوم السياسية " هذه القضية ليست جديدة، فالشعب العراقي هو ضحية حولها السياسيون إلى مادة يستعينون بها للوصول إلى السلطة والتمسك بالمناصب".

وأضاف " قضية الجرف و قضية النازحين والمهجّرين وقضية المغيبين وقضية المتظاهرين بما فيهم متظاهري تشرين، لا تزال تستغل من قبل بعض القوى السياسية التقليدية".

يذكر أن وزارة الهجرة والمهجرين أغلقت عددا من المخيمات بمحافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين ، باستثناء المخيمات التي تأوي نازحي جرف الصخر، والذي رفضت حكومة إقليم كوردستان إجبار النازحين على العودة دون توفير البدائل.

فقد النازحون الثقة على ما يبدو بوعود السياسيين والمرشحين الجدد، فمع اقتراب موعد الانتخابات تضاعفت وعودهم لكن الثابت الوحيد ومنذ سنوات هو العيش بلا موطن دائم.

ويبلغ عدد نازحي جرف الصخر نحو 65 ألف نازح، أخرج جميعهم بالقوة عام 2014 ، فيما تتحدث الروايات عن وجود جهات "متنفذة" تمنع عودتهم إلى هناك .

 

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.