زاكروس عربية – أربيل
أوضح انتفاض قنبر رئيس مؤسسة المستقبل في واشنطن، أن تاريخ العراق يصنفه كبلد يسوده العنف، مبيناً أن الكورد هم من أكثر من عانوا من الظلم والاضطهاد والقمع، لافتاً أن العراق ليس جزءاً من الوطن العربي، إنما هو بلد ذو غالبية عربية وله خصوصية تجعله أمة.
جاء ذلك أثناء استضافته في حصاد زاكروس عربية، مساء أمس السبت (25 أيلول 2021)، حيث أكد أن "أحد الأسباب التي تصنف العراق كبلد يسوده العنف في ذكرى 100 عام على عمر الدولة العراقية الحديثة، هو أنه يسمى (بلد المواجهة)، كونه البلد العربي الوحيد الذي يجاريه دولتين أجنبيتين بدون فاصل جغرافي، في حين يحده مع الدول العربية صحارى، كل هذا تسبب في إيجاد تاريخ عنيف، وجدير بالذكر أن الكورد أصحاب الحصة الأكبر من العنف ضدهم".
أما بالنسبة للحركة التحررية الكوردية وعداء الأنظمة المتعاقبة التي حكمت العراق، قال قنبر: "عاشرنا الغرب كثيراً واطلعنا على تفاصيل التفرقة العنصرية، إلا أنه من الملاحظ أن التعريف الأكاديمي للتفرقة العنصرية لا ينطبق على بشر كما ينطبق على الشعب الكوردي، فالكوردي هو الشخص الوحيد في العالم إن قال (أنا كوردي) يعتبر ذنباً وخطيئة، ويُتهم بالخيانة والعمالة وإخلال الأمن ويعتبر من العصاة".
وأضاف: "كل هذا تنطبق على مواصفات التفرقة العنصرية والشوفينية، والتي ترعرعت في بغداد (للأسف)، ومارسه النظام البعثي الصدامي في القتل المبرمج ضد الكورد، عبر عمليات خاضها ضدهم في الأنفال وجرائم أخرى يتحمل نتائجها كل عراقي، وليس فقط صدام والبعث، يجب أن نخجل منها نحن كعراقيين، فالكورد شاركوا فعلياً في تأسيس الدولة العراقية عام 1921 حيث كان أول فوز في الجيش العراقي بأمرة الضابط الكوردي جعفر العسكري، وضباط كورد آخرين (من أصدقاء والدي) كانوا أكثر وطنية من غيرهم في الجيش العراقي".
وتكررت التجربة في العام 2003، عندما كان الكورد جزءاً من عملية التغيير في العراق في إسقاط أكبر دكتاتور، وشاركوا في كتابة الدستور، وللعلم أن الدستور كتب في منزل الرئيس مسعود بارزاني ببغداد، وكذلك كانت تحل جميع الأزمات السياسية في أربيل".
وكان الكورد دوماً عاملاً للصداقة والاستقرار، لكن للأسف جوبهوا بالقوة والقتل، ولاقوا المرّ من بغداد، حتى بعد سقوط الطاغية واجتثاث البعث، ظلّ التفكير الشوفيني وانتقل إلى ميليشيات تابعة لإيران تستخدم أسلحتها لقتل الشعب الكوردي وتهديد أمن كوردستان".
وأشار قنبر إلى أن "ثروة العراق أصبحت نقمة عليه بسبب (لعنة النفط)"، موضحاً أنه "بعد عام 1958 وبعد أن كانت الملكية تخصص واردات النفط لمجلس الإعمار، بدأ استعمال النفط في أغراض التسليح، فبدل أن يكون النفط نفعاً مالياً واقتصادياً للشعب العراقي، أصبح يستخدم لشراء الأسلحة والكيماوي لقتل الشعب الكوردي والشعب العراقي عامة".
أوضح أن "كل مانراه من قتل وترهيب من مليشيات في بغداد وكافة أنحاء العراق، يتم رفده بالنفط العراقي سواء ما يتم تصديره بشكل شرعي، أو بشكل تهريب من هذه الميليشيات، وحتى أن النفط استخدم من قبل داعش في تمويل عملياته القاتلة ضد الشعب العراقي".
وأشار قنبر إلى "الجرائم الملكية في العراق والاعتداءات على الكورد، وغض البصر للسماح بارتكاب مجزرة الفرهود بحق اليهود في العراق، وتسفير اليهود وسحب الجنسية منهم، إلا أن نسبة الترهيب والقتل كانت أقل بكثير، بل لا تقارن مع حكم عبدالكريم قاسم، والحكومات التي خلفته ولا يغيب عن ذاكرتنا مقتل 180 ألف كوردي في أشهر معدودة على يد النظام الصدامي المجرم في عمليات الأنفال".
وبين أيضاً أن "الخطأ الذي ارتكبته الحكومات المتعاقبة في العراق، هو انخراط الجيش في السياسة، وهذا ما حدث في الدولة العراقية أثناء استلام عبد الكريم قاسم للحكم، فالجيش أسس للتدريب وحماية البلد من عدوان خارجي، وليس للانقضاض على القصور وتغيير الحكومات".
وأضاف أن "التأميم ومنع الشركات النفطية العالمية من الاستثمار في العراق، حيث اتجهت بدورها الشركات إلى الخليج مضطرة، وانتعش الخليج بها، بينما أدى ذلك إلى تأخر إنتاج الثروة النفطية في العراق".
وأوضح قنبر أن "العراق ليس ببلد عربي ، بينما هو بلد ذو أغلبية عربية وأقلية كوردية ليست قليلة تفوق الـ 20%"، موضحاً أنه "كان من الأولى الأخذ بمقترح الملك فيصل الأول واعتبار العراق أمة بذاتها، فالعراق يختلف عن الدول العربية، وله خصوصية تجعله أمة – فمثلاً العراق مهد المسيحية- رغم أنه في المغرب العربي لا يعترفون بوجود مسيحي عربي".
وأردف بالقول: "لذلك فخصوصية العراق تجعله أمة وليس جزءاً من الوطن العربي، كما جاء في إيديولوجية حزب البعث الشوفيني، فكان للمد القومي الشوفيني الناصري إلى العراق السبب الرئيسي في قتل الكورد وقمعهم".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن