زاكروس عربية – أربيل
أكد الخبير في الشؤون الأمنية العراقية، سرمد البياتي، أن تسويق فكرة انضمام الحشد الشعبي للجيش، مجرّد دعاية انتخابية، وليست هناك أي نداءات من هذا القبيل، مشيراً إلى أن هذه الإثارة تصدر من داخل الحشد نفسه .
جاء ذلك خلال استضافته على شاشة زاكروس عربية، في حصاد السبت(18 أيلول 2021)، حيث أكد أن "جميع القوى الأمنية من الحشد والبيشمركة، هي أبناء الشعب العراقي، وقاتلت من أجل العراق وقارعت الإرهاب دفاعاً عن العراق"، مبيناً أن الدعوة لدمج الحشد مع القوات الأمنية العراقية هي صوت يتصاعد داخل الحشد وأوساطه فقط.
وأضاف أن "مثل هذه الدعوة (إن كانت جادة) يجب أن تصدر من المرجعية التي أصدرت فتوى الجهاد الكفائي، فهي بإمكانها إصدار فتوى أخرى"، مشدداً على أن قانون الحشد الشعبي لا يمكن تغييره إلا إذا اتفقت الكتل السياسية فيما بينها على ذلك.
البياتي أكد أن الموضوع "لا يزيد عن كونه دعايات انتخابية" بهدف إثارة الناخبين وشدهم، مشدداً على أنه "ليس هناك نداء ولا طرح من هذا القبيل، والسيد العامري يعلم هذا جيداً".
وأكد البياتي أن "هناك من يطمح في الخارج والداخل إلى أن يلغي مصطلح الحشد الشعبي"، فيما أشار إلى "عدم التوافق بين المكونات الأساسية في العراق (سنة وشيعة وكورد)"، لافتاً إلى "وجود تصدّع بين الأذرع المسلحة وأن الكل منقسمون، ومن الصعب سيطرة جهة واحدة على السلك الأمني كله".
أما بشأن التمييز بين الحشد الشعبي "المنضبط" وبين الفصائل الولائية التي تدّعي انتماءها للحشد، قال البياتي: "من الصعب هذا الأمر، فهناك فصائل غير منضوية تحت ألوية الحشد الشعبي موجودة وتقاتل وتعرفها القيادة، وهذه مشكلة أخرى، لكن هناك أدوات لضبط هذه المشكلة، قد تكون داخل البلاد أو خارجه".
أما عن اندماج حشد العتبات بالجيش العراقي بفتوى من المرجعية الدينية، أوضح البياتي أن "الأمر مختلف لدى الجهتين، فحشد العتبات هم من طلبوا الانضمام لوزارة الدفاع، أما بالنسبة للحشد الشعبي فلا أرى داعياً لإثارة الموضع حالياً، لأنه من الصعب انجازه، لكن كثير من الأصوات التي تثير الموضوع لأنه لديها توجس من أن يكون الحشد قوّة خارج سيطرة الحكومة، ولكن هناك اتفاق على الموضوع بعد حادثة قاسم مصلح، على أن تحترم الحكومة ورئيس الوزراء الحشد الشعبي، كما يعتبر كل الحشد بأمرة القائد العام للقوات المسلحة".
وبشأن إصرار قادة الفصائل وقادة الكتل السياسية الشيعية، على بقاء الحشد وهي تؤدي ما تقوم به بقية الأجهزة الأمنية، أجاب البياتي: "الحشد دفع خسائر كبيرة جداً، ضحوا بالشهداء والجرحى، كنظرائه من القوى الأمنية والبيشمركة، وهي كهيئة ومؤسسة أمنية، لها مديرية أمن ودراسات ومدارس عسكرية خاصة بهم، لذلك من الصعب دون اتفاق رؤساء الكتل الشيعية اتخاذ إجراء معين، لذلك فحل الموضوع ليس سهلاَ، لكن إذا ازداد ضبط هذه القطاعات لن تعود هناك أية مشكلة أبداً".
عن تصعيد الهجمات الإرهابية والخروقات الأمنية بالتزامن مع الحملات الانتخابية، عزا البياتي تنشطها في هذا التوقيت إلى إشكالية أسلوب مقاتلتهم، داعياً إلى تحديثه مردفاً أن "العصابات الإرهابية تختار أماكن تنفيذ أعمالها وبأساليب عدّة خارجة عن إمكانات الدفاع الذاتي في الجبهات القتالية، لذلك يستوجب تصحيح أسلوب جنودنا في مقاتلتهم" .
وأردف بالقول: "ندائي هذا قلتها مراراً، لكن يبدو أنه لم يصل للقائد العام للقوات المسلحة، فالإرهابيون يتخذون أسلوب القتال المتحرك ونحن في المعارك منذ 1985 ، إلا أن هؤلاء يفترض مقاتلتهم بأسلوب مغاير، علينا اكتشاف أسلوب خاص بنا للتعبئة، ونكمن في أماكن معينة يجري تحديدها عن طريق وكالات استخبارية"، لافتاً "فنحن فقط نرد بردّة الفعل، وهذا من غير المعقول".
مختتماً " إلى متى ... العملية تحتاج لتجديد، وأسلوب قتالي أدق من الذي نسلكه".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن