Erbil 15°C الخميس 09 أيار 16:38

محلل سياسي عراقي يكشف عن رسالة مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة

انعقاد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، له أهمية كبرى على أصعدة عدّة

زاكروس عربية – أربيل

أوضح المحلل السياسي العراقي، باسل الكاظمي، أن انعقاد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، له أهمية كبرى على أصعدة عدّة، مبيناً أن رسالة المؤتمر موجّهة للعالم بأن العراق لا يمكن أن ينحصر علاقاته مع إحدى دول الجوار، كما هو متداول على مدى سنوات طويلة، بأن العراق ولائه وانتمائه هو للجانب الإيراني.

جاء ذلك أثناء استضافته الجمعة (27 آب 2021)، على شاشة فضائية زاكروس عربية، حيث أكد فيها أن "السيد الكاظمي يريد نقل رسالة العراق من خلال هذه القمة بأن العراق يقف على مسافة واحدة من كل الجوار"، مضيفاً " هذه مسألة مهمة جداً أن يمتلك العراق لغة الحوار والإقناع لترطيب الأجواء"، لافتاً أن"العراق يمكنه لعب دور حلحلة الأزمات والتصعيدات بين الجانبين الإيراني والسعودي".

وأضاف أن "الجانب الآخر هو دعم العراق وإقناع المؤتمرين بمساعدة العراق على جميع الأصعدة،  فالدعم والمساندة ليست بمجرّد التصريحات والقمم، إنما تستدعي أن تترجم على أرض الواقع".

وأشار إلى أن "من الجوانب المهمة أيضاً على العراق أن يعيد النظر في هذه القمة لما حدث في أفغانستان، وأن لا يدع أن يتكرر السيناريو في العراق، وذلك عن طريق فتح قنوات ومنافذ جديدة مع الدول المستضيفة، ليحصل العراق على المرتبة الأولى، وذلك من خلال إعادة الثقة بين بغداد والبلدان، وأن العراق ليس مستباحاً إيرانياً".

 أما عن غياب اللاعب الأميركي عن القمة، قال باسل الكاظمي: "غياب اللاعب الأميركي هي مسألة إيجابية عندما لم يتدخل الجانب الأميركي في هذه القمة، وتخرج القمة عراقية مخلصة من العاصمة بغداد"، مبيناً أنه ثمة أصدقاء للجانب الأميركي متواجدون في القمة، فالكثير من الدول العربية لها علاقات مشتركة مع الجانب الأميركي".

أما عن تواجد الجانب الأيراني رغم تداول جملة (أن العراق مستباح من جانبها) بالمقارنة مع الجاني الأميركي قال الكاظمي: "لا إشكال في تمثيل إيران بوزير خارجيته، كونه من دول الجوار، ويوضح من جلوسه مع الدول الأخرى تحت سقف واحد وعلى طاولة واحدة، رسالة واضحة له (لإيران)، بأنه لا يختلف قربكم من العراق عن الجانب السعودي أو القطري أو الأردني وباقي البلدان، والكل على مسافة واحدة".

وبيّن المحلل السياسي أن "القمة ستنطلق بنقطة إنطلاق جبّارة مع جميع البلدان، وسيحدد هذه المسألة الأطراف السياسية"، وأضاف متسائلاً: " هل الشركاء في العملية السياسية من لديهم ولاءات خارجية، سيرحبون بمخرجات القمة؟ أم أنهم سيضعون العصا بعجلة التقدم ويضعون العقبات، كونها تتعامل بالمزاجيات مع الدول".  

وأكد الكاظمي أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من الداخل، وبدونه لا يمكن أن ينتظر العراقيون من أحد أن يحقق لهم إصلاحات أو يأتي إليهم بإنجازات، مستشهدا بالمثل الشعبي: (من ليس فيه خيراً لأهله ليس للناس خير فيه)، وتابع "فالقوى السياسية إذا لم تفيد الشعب العراقي، فإنها لن تفيد أحداً خارج العراق ودول العالم ".

وأردف الكاظمي: "أنا أستبعد أن تتعارض مخرجات القمة مع الإرادة الأميركية، لأن العراق يتعامل مع جميع البلدان على مسافة واحدة، ومن ضمنها معيار مؤتمر دول الجوار، بأن تكون المعاملة حتى مع واشنطن على مسافة واحدة"، مضيفاً "ومادام المحور العربي متواجد في هذه القمة فهو مؤشر واضح أن المخرجات لن تكون ضد الجانب الأميركي، فالمحور العربي لا يمكن أن يساوم مع القرابات المشتركة مع البيت الأبيض".

وتابع "ما يطمح إليه واشنطن هو نفسه ما يطمح إليه الدول العربية، فهي تسعى لإعادة العراق إلى حاضنة الدول العربية، ويسعى لأن لايكون العراق عبارة عن حديقة خلفية أو بعبارة أخرى أن لا يكون محافظة تابعة لإيران".

وأشار إلى أنه "من ضمن الملفات المطروحة للدراسة في المؤتمر، ملف التدخلات والأذرع، والتهديدات التي تأتي من الجانب الإيراني وحلفائه باتجاه الجانب الأميركي في العراق".

واختتم المحلل السياسي بـ "أننا نستبشر خيراً من المؤتمر، لكننا نتخوّف من بعض التدخلات من الأطراف التي تمتلك ولاءات خارجية، وتأثيرها على مخرجات القمة".

ويستضيف العراق اليوم السبت (28 آب 2021)، مؤتمراً لـ"التعاون والشراكة" أبرز المشاركين فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ويضمّ عدداً من الدول الإقليمية مثل إيران والسعودية.

ويأمل العراق من خلال المؤتمر في الحصول على دعم لاستعادة الاستقرار الأمني والاقتصادي وتعزيز دوره الإقليمي.

العراق

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.