زاكروس عربية - أربيل
أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم السبت (28 آب 2021)، حرص بلاده على دعم استقرار وأمن العراق والتعاون بين البلدين في العديد من المجالات.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك بين رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بغداد التي وصل إليها في وقت متأخر من بعد منتصف الليلة الماضية.
وقال الكاظمي: "نتقدم بالشكر والتقدير للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على زيارته، ونرحب به في بغداد للمرّة الثانية خلال هذا العام، ونقدّر عالياً الجهود الفرنسية الداعمة للعراق، وهذا الموقف محل تقدير من الشعب العراقي"، موضحاً: "نثمن الجهود التي بذلها الرئيس ماكرون للتنسيق والمشاركة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي سيعقد اليوم، ونتقدم بالشكر أيضاً لكل القادة الذين قدموا إلى العراق للمشاركة في هذا المؤتمر لدعم الشعب العراقي، ودعم جهود العراق في تحقيق التنمية المستدامة ووترسيخ الاستقرار بما ينعكس إيجاباً على الأمن، والسلم، والتهدئة في منطقتنا والعالم".
وأضاف أن "العمل الثنائي المشترك بين العراق وفرنسا قائم على أساس شراكة اقتصادية استراتيجية مستدامة، وهناك مشروعات اقتصادية مهمة بين البلدين نسعى إلى تذليل كل العقبات من أجل إطلاقها ولاسيما في مجالات البنى التحتية والطاقة"، مبيناً أن "العراق وفرنسا شريكان أساسيان في محاربة الإرهاب، ونثمن الدور الفرنسي في دعم العراق في مجالات محاربة الإرهاب، سواء بنحو مباشر أو عبر تواجد فرنسا ضمن التحالف الدول، ونطمح إلى تعاون أكبر في المجالات الاستخبارية والأمنية".
ومضى بالقول "إننا نرى آفاقاً كبيرة للعلاقة بين البلدين، ونسعى إلى تطويرها وإلى أن نستفيد من الخبرات الفرنسية في مشروعات النفط، والكهرباء، والنقل، والصناعات، العسكرية وغيرها، ونأمل أن تسفر المباحثات بين الجهات المعنية في البلدين بشكل عاجل عن التوصل إلى تعاون واتفاقات تطبق على الأرض لخدمة شعبنا"، مؤكداً أن "لدى العراق رغبة جدية لتعميق العلاقات الثقافية مع فرنسا، ونسعى إلى التوسع في هذا المجال والاستفادة من الخبرات الثنائية وتوسعة مجال تبادلها بين البلدين".
وشدد على أن "الرئيس إيمانويل ماكرون صديق عزيز للعراق، ومرحب به دائماً، ونقدّر احترامه لخصوصية العلاقة بين بلدينا، ونعتقد أن هذه الزيارة ستكون ذات نتائج إيجابية ودافعة للأمام في كل مسارات التعاون بين العراق وفرنسا".
بدوره، أشار ماكرون إلى أن "فرنسا حريصة على استقرار العراق وأمنه وملتزمة بدعم العراق، ونحن نتطلع للتعاون في مجالات عدة".
وشدد على أن الزيارات المتبادلة بين البلدين تهدف لتعزيز العلاقات الثنائية، مبيناً: "مستمرون بدعم الجهود العراقيّة لإعادة النازحين وفرنسا خصصت ميزانية لدعم استقرار المناطق المحررة".
وحول إجراء الانتخابات المقررة في 10 تشرين الأول المقبل، رحب الرئيس الفرنسي بالتقدم الذي تحرزه الحكومة العراقيّة لإجراء الانتخابات المقبلة.
ولفت إلى أن "مؤتمر بغداد مهم لتحقيق الاستقرار في المنطقة، ومن الضروري الجلوس خلال مؤتمر بغداد على طاولة واحدة".
ويستضيف العراق السبت مؤتمراً لـ"التعاون والشراكة" أبرز المشاركين فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ويضمّ عدداً من الدول الإقليمية مثل إيران والسعودية.
ويأمل العراق من خلال المؤتمر في الحصول على دعم لاستعادة الاستقرار الأمني والاقتصادي وتعزيز دوره الإقليمي.
ويرجّح أن تتمحور المحادثات حول التطورات المتسارعة في أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على البلاد، وبروز تنظيم داعش الذي تبنى الخميس اعتداء على مطار كابول، ما يعزّز المخاوف من تصاعد نفوذه مجددا، بعد أن تمّ دحره في العراق في 2017 وفي سوريا في 2018 بدعم من تحالف دولي بقيادة أميركية.
وفيما يلوح انتهاء "المهمة القتالية" للولايات المتحدة التي تحتفظ بنحو 2500 عسكري في العراق، في الأفق، مع تحوّل مهمتهم إلى استشارية فقط بحلول نهاية العام، لا تزال بغداد تواجه عدداً من التحديات الأمنية.
وهي ثاني زيارة للرئيس الفرنسي إلى العراق خلال أقل من عام.
وسيزور ماكرون الأحد إقليم كوردستان، ثم الموصل التي كان ينظر اليها على أنها بمثابة "عاصمة الخلافة" التي أعلنها التنظيم على أجزاء واسعة من سوريا والعراق.
من جهة ثانية، وفيما تقول بغداد إن المؤتمر لا يهدف لبحث "القضايا الخلافية" في المنطقة، لكنها تسعى من خلاله إلى "نزع فتيل التوتر" بين طهران والرياض اللتين قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية منذ العام 2016، وفق ما ذكر مستشار لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن