زاكروس عربية – أربيل
أكد رئيس مؤسسة المستقبل في واشنطن، انتفاض قنبر، أن الأحزاب الشيعية تتعامل مع العراق كمستعمرة تابعة لدولة أخرى ولم تقدم أي إنجاز لشيعة البلاد بل تحولت إلى "سيف مسلط على رقابهم"، متهماً إياها أيضاً بالانقلاب على حلفائها الكورد الذين أسقطوا معها نظام صدام "في حين أن أميركا لم تكن تثق بالأحزاب الشيعية الإسلامية لولا وجود الكورد".
وقال قنبر لزاكروس عربية إن "المؤتمر الوطني العراقي تم تأسيسه في صلاح الدين وكان مظلة لكل الأحزاب المعارضة لنظام صدام الدكتاتوري وجرى باستضافة الشعب الكوردي وبمساهمة الحزبين الكورديين الرئيسيين وكان الاتفاق أن تكون هنالك دولة مدنية ديمقراطية ذات دستور ضد الإرهاب، دولة مستقلة وذات سيادة والدستور تمت كتابته في بيت الرئيس مسعود بارزاني في بغداد".
وأضاف أن "هنالك انقلاب كبير على الدستور فرغم اعتبار الإسلام هو دين الدولة الرسمي ولكن هنالك فقرة تمنع التعارض مع مبادئ الديمقراطية فمثلاُ يمكن أن يكون الرئيس مسيحياً أو امرأة"، مبيناً أن "الأحزاب الإسلامية التابعة لإيران جلبت تجربة ولاية الفقيه إلى بغداد وتتعامل مع العراق على أنه مستعمرة أو جزء من امبراطورية ولاية الفقيه في طهران".
ومضى بالقول إن "الأطراف التي ساهمت في إسقاط نظام صدام أصبحت أطرافاً صغيرة حتى من قبل الأحزاب الشيعية الإسلامية في الحكومات الحالية وجاءت أطراف أخرى وتناست أن نظام صدام تم إسقاطه من قبل المعارضة العراقية والتحالف الكوردي والأميركي وأصبحت تهاجم الكورد وأميركا وحولت أرض العراق إلى ساحة لمحاربة أميركا ودول الجوار وحتى محاربة الشعب العراقي والكوردي وأدت إلى أن هذه الأحزاب لم تقدم أي إنجاز في المناطق الشيعية بل أن من يقتل الشيعة اليوم ليسوا سنة أو أعداء الشيعة بل هم الأحزاب الشيعية الإسلامية التابعة لإيران وتتخصص بقتل الشيعة في الناصرية والبصرة والسماوة والديوانية وبضرب الشباب وقتلهم واقتناصهم لأنهم يطالبون بحقوقهم المشروعة".
وأشار إلى أن "هؤلاء يريدون حكما بأغلبية شيعية ومشاركة الكورد والسنة لكنهم انقلبوا على حلفائهم الكورد الذين اسقطوا معهم نظام صدام في حين أنه لو لا جهود الأحزاب الكوردية والشعب الكوردي لما كان لديها مقرات للأحزاب العراقية داخل كوردستان ما أعطانا شرعية كاملة، ولا تأمين علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية فالكورد كانوا الطرف في هذه العلاقة التي أدت إلى إسقاط نظام صدام، فأميركا لم تكن تثق بالأحزاب الشيعية الإسلامية لو لا وجود الكورد".
وحول الفساد المستشري أشار إلى أن "هناك فتاوى تحلل سرقة النفط بدعوى أنه لا صاحب له مثل المطر والنهر، لذلك حللوا لأنفسهم سرقة أموال الشعب العراقي، كما أن ولاءهم إلى إيران يعني أنهم يسرقون من العراق ويعطون لطهران".
ولفت إلى أن "الشيعة اكتشفوا أن هذه الأحزاب لا تمثلهم ولا تمثل مصالحهم بل أصبحت سيوفاً على رقابهم، فالمدن الشيعية هي الأكثر دماراً وخراباً لذلك فإن ثورة تشرين جاءت من قلب المناطق الشيعية وبالذات مدينة الناصرية والتي فضحت حقيقة أن هذه الأحزاب لا تمثل شيعة العراق بل تمثل ولاية الفقيه".
وتشير تقارير منظمة الشفافية الدولية إلى أن العراق كان خلال السنوات الأخيرة وباستمرار، واحداً من أكثر دول العالم فساداً، وتقول منظمة النزاهة (G.A.N) الأميركية في تقرير لها إن الحكومة العراقية تواجه مجموعة عقبات جدية تُبقيها ضعيفة، والفساد واحد من هذه العقبات، حيث أثّر الفساد على مختلف القطاعات في البلد وأدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتقليص المجالات التي توفر فرص العمل، فقد أشارت موازنة العام 2014 إلى أنه تم إنفاق 190 مليار دولار على ستة آلاف مشروع غير مكتمل أو متوقف أو وهمي، وفي هذا الإطار كان حجم الهدر منذ العام 2003 يقدر بنحو 400 مليار دولار.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن