زاكروس عربية - أربيل
أكد الناشط صلاح السويدي، أن وقت التظاهرات قد انتهى وأن تنظيم أي احتجاج حالياً يصنف على أنه "فتنة لافتعال الفوضى والطائفية"، داعياً إلى تحقيق التغيير في العملية السياسية من خلال صناديق الاقتراع في الانتخابات المبكرة.
وقال السويدي خلال استضافته في حصاد زاكروس إن "التظاهر حق دستوري لكل مواطن عراقي في الأماكن التي خصصت للتظاهر، والأجدر بالاخوة في محافظة بابل التوجه إلى ساحة التحرير أو بوابات الخضراء في العاصمة بغداد للتظاهر".
ومساء أمس الجمعة، حاول جمع من متظاهري محافظات الوسط والجنوب تنظيم احتجاجات في محافظة الأنبار، لكن القوات الأمنية منعت دخولهم إلى المحافظة.
وتعليقاً على ذلك، أوضح السويدي أن "سكان هذه المحافظات الآمنة خرجوا من ويلات داعش وعلينا كمتظاهرين أن نحتويهم ونضمد جراحهم بعدما قامت ثورة تشرين بنبذ الطائفية".
وحذر من أن "مثل هذه الخطوات غير المدروسة قد تعيد العراق إلى مربع الفتنة والطائفية أو الحروب والمشادات واستضعاف الأخوة السنة، ومن حق أهالي الأنبار رفض تنظيم مظاهرات فيها لأن المحافظات السنية دمرت بالكامل ولا يزال الكثير من أهلها لاجئين ومهاجرين، وموقفهم الرافض دليل على أنهم يعون خطورة الموضوع".
وأشاد الناشط بـ"تدارك الأمر من القيادات الأمنية وبعض القوى السياسية".
وشهدت محافظات وسط العراق وجنوبه تظاهرات عارمة بدأت في تشرين الأول 2019، تخللتها أعمال عنف أسفرت عن سقوط 700 قتيل وآلاف الجرحى، لكنها نجحت في إجبار رئيس الوزراء الاتحادي آنذاك، عادل عبدالمهدي على التنحي.
وأوضح السويدي: "خرجنا من أجل تغيير مسار كامل والرئاسات الثلاث، وبعد استقالة عادل عبدالمهدي تحقق شيء من مطالبنا، والآن من يريد التغيير عليه الذهاب إلى صناديق الاقتراع".
التظاهرات التي كانت مقررة في الأنبار يوم أمس، جاءت بدعوة من الناشط ضرغام ماجد الذي حشد مئات المتظاهرين استقلوا سبع حافلات للوصول إلى الأنبار، لكن السويدي لفت إلى أن "المؤشرات تؤكد ضرغام التقى بقادة الحزب الإسلامي قبل سنة في الأنبار، وهو لديه تخبطات حيث لم يقبل الانضمام إلينا في ساحة التحرير بل ذهب إلى ساحات أخرى حدثت فيها أعمال شغب ويتحملها هو مسؤوليتها".
واعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ذهاب العشرات من الشباب إلى محافظة الأنبار بهدف التظاهر هناك، ليس إلا محاولة لإثارة "الفتنة الطائفية"، حيث قال في تغريدة على تويتر أنه "من هنا ينبغي أن تأخذ الحكومة بزمام الأمور وتنهي الاستهتار الطفولي من بعض أتباع الأحزاب الذين يدعون التظاهر تحت مسمى تشرين وهو منهم براء.. بل والكل منهم براء إلا بعض الفاسدين الذين يتغذون على أذى الشعب والتبعية للخارج من هنا وهناك".
ووصف الناشط صلاح السويدي أولئك بأنهم "حديثي التظاهر لا يعون ما يفعلون، لكن الوضع لا يتحمل المزيد من الدماء والمزيد من التظاهر، فالتظاهرات انتهت وكفى، ومن يريد التغيير انتخاب المستقلين للمضي بالعملية السياسية إلى الأمام".
وشهدت المحافظات العراقية مؤخراً، موجة غير مسبوقة من عمليات استهداف أبراج نقل الكهرباء بين المدن، وبيّن السويدي أن "تفجير أبراج الطاقة يأتي لصالح دولة ما من أجل عدم حل أزمة الكهرباء، ونحن نحتاج إلى تكاتف من أجل تغيير الفاسدين".
وحول الدور الخارجي، شدد على أن "التيارات الدولية والإقليمية فاعلة في العراق والبرلمان العراقي مخطوف من دول الجوار التي تتحكم بالعملية السياسية على هواها، وما يحصل الآن من تظاهرات وتجاذبات رسائل ترسلها دول معينة عبر أحزاب معينة إلى أحزاب أخرى بقدرتها على خلق الفتنة، فالتظاهر في هذا الوقت فتنة لافتعال الفوضى، وعلينا أن نذهب مع السيد الكاظمي إلى الانتخابات من أجل التصحيح".
والعراق على موعد مع الانتخابات المبكرة في 10 تشرين الأول المقبل، وسط تشكيك من بعض الجهات بإمكانية تنظيم العملية إثر انسحاب عشرات الكيانات الانتخابية منها، وعلى رأسها التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، وائتلاف الوطنية برئاسة إياد علاوي، والحزب الشيوعي وغيرها.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن