زاكروس عربية - أربيل
قال الكاتب والمحلل السياسي، الناصر دريد، إن إيران تريد تأكيد نفوذها في العراق من خلال الاستعراض الأخير لفصائل الحشد الشعبي في معسكر أشرف بمحافظة ديالى، والذي حضره رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي مع قيادات في وزارة الدفاع، معتبراً أن الدولة "غائبة" في العراق، كما لفت إلى أن إيران في عهد الرئيس الجديد تريد إخضاع المناطق "الخارجة عن سيطرتها" في العراق وسوريا ولبنان.
وأكد دريد في لقاء مع، زاكروس عربية، الثلاثاء (29 حزيران 2021) أن استعراض فصائل الحشد الشعبي بحضور رئيس الوزراء العراقي، كان "رسالة واضحة من إيران إلى كل دول المنطقة والعالم مفادها أنها تملك العراق وأن الحكومة العراقية غير قادرة على اتخاذ قرار أو موقف إلا بضوء أخضر منها".
وأوضح المحلل السياسي أن من يحكم العراق حالياً "عبارة عن مجموعات تبحث عن مصالحها الذاتية وخاضعة لإيران وتأتمر بأمرها"، مشيراً إلى "غياب الدولة"، وأن رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي "لا يملك من السلطة سوى اسمها ويجد نفسه مجبراً على حضور الاستعراض العسكري"
كما أكد دريد في الوقت نفسه على وجود جهات عراقية كثيرة رافضة لـ "السيطرة الإيرانية على العراق"، منها الفصائل التابعة للمرجعية والتيار الصدري، فضلاً عن التيار الشعبي الذي يمثله "ثوار تشرين".
وأضاف "تنظيم الاستعراض في معسكر أشرف له دلالة رمزية باعتبار أن المعسكر كان مخصصاً للمعارضة الإيرانية التي تم طردها ومنح المعسكر للقوى التابعة لإيران، فضلاً عن أن ديالى تعتبر منطقة إستراتيجية وأقرب نقطة بين إيران وبغداد، وهي رسالة إلى الأخيرة بأنها تستطيع الوصول إلى العاصمة بسهولة، كما أنها رسالة إلى كل الأطراف الإقليمية والدولية التي ما تزال تعتقد أن بإمكان أي حكومة في بغداد الوقوف في وجه إيران".
وتابع "إيران ستحاول في الفترة المقبلة حسم كثير من الملفات العالقة، وهناك مناطق في العراق وسوريا ولبنان كانت عصية على السيطرة الإيرانية، ويجب أن تخضع لسيطرتها بحسب تصوراتها، في حين أن المجتمع الدولي لا يملك الإرادة والرغبة في الوقوف أمام طموحات إيران، لذا على الجميع الانتباه إلى خطر ما يحاك في المرحلة القادمة".
وكان الحشد الشعبي في العراق قد نظم استعراضاً عسكرياً يوم السبت الماضي في معسكر أشرف شمالي ديالى الذي كان سابقاً معسكراً لـ"مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة، بحضور رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس هيئة الحشد فالح الفياض، وقيادات أمنية وعسكرية أخرى.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن