زاكروس عربية - أربيل
أكد الباحث في الشأن السياسي العراقي، نظير الكندوري، أن خطاب الشحن الطائفي لم يعد يلقى أي صدى بين أبناء الشعب العراقي، معتبراً أن هذه الدعوات تخدم "الأجندة الإيرانية" ولها ارتباط بقرب موعد الانتخابات النيابية المبكرة المقرر إجراؤها في 10 تشرين الأول المقبل.
وأوضح الكندوري في لقاء مع، زاكروس عربية، يوم الأحد (13 حزيران 2021) أن الشعب العراقي وخاصة بعد "ثورة تشرين قد تسامى على الخلافات الطائفية إلى غير رجعة"، مشيراً إلى أن الكتل السياسية هي من تراهن على الشحن الطائفي لأغراض انتخابية أو التمسك بالسلطة والتمديد في عمرها.
وأضاف الباحث السياسي أن هناك من يريد توجيه رسالة من خلال الدعوات إلى تدمير مرقد أبو حنيفة النعمان مفادها أن العراق تم "تشييعه وتلوينه بصبغة طائفية واحدة ولا مكان لأي مكون آخر للعيش في هذا البلد"، مشدداً على أن هذا الأمر "مرفوض من قبل مكونات الشعب العراقي وعلى رأسها أبناء المكون الشيعي الذين يرفضون تمزق النسيج الاجتماعي في العراق".
وقال "هذه الدعوات تخدم نفوذ إيران التي استفادت كثيراً من الحرب الطائفية التي اشتعلت بين عامي 2006 و2007 واستطاعت تقوية نفوذها آنذاك وهي تريد أن تعيد الكرة وتجعل الفوضى مستمرة في العراق، لأن موضوع اللحمة الوطنية للشعب العراقي لا تصب في خدمة النظام الإيراني بل إبقاء العراق في فوضى عارمة وتمزيق نسيجها الاجتماعي ومع الأسف هناك من سقط في هذه الأجندة الإيرانية ممن يدعون أنفسهم بأنهم ولائيون".
وحذر الكندوري من أن التهديد بتدمير مرقد أبو حنيفة النعمان سيعطي فرصة مثالية لتنظيم داعش للتجنيد طائفياً، والإيهام بأن هناك هجوماً شيعياً على مراقد السنة.
وتابع "الجماعات المتطرفة من السنة والمتطرفة من الشيعة هما وجهان لعملة واحدة، حيث أن تنظيم داعش كان يحطم كل معالم الحضارة العراقية والجوامع والحسينيات والكنائس، وفي نفس الوقت نجد أن الجماعات المتطرفة من الشيعة تدعو إلى هدم مراقد أهل السنة والمعالم الحضارية في بغداد."
وأشار الكندوري إلى أن الشعب العراقي فقد الأمل من أن الانتخابات القادمة ستجعل الأوضاع الحالية بشكل أفضل، معتبراً أن "النظام الحالي فقد صفته الوطنية وأصبح نظاماً وظيفياً يعمل لخدمة أجندات دول أخرى"، داعياً الشعب العراقي إلى "رص الصفوف وتنظيم الأعمال" لإيجاد بديل عنه.
هذا وأطلقت في الآونة الأخيرة دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل جهات مجهولة لتدمير مرقد الإمام أبو حنيفة النعمان وإزالة نصب للخليفة العباسي أبو جعفر المنصور في بغداد، وسط إدانات رسمية وشعبية في العراق لهذه الدعوات.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن