زاكروس عربية – أربيل
أكد رئيس المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية، غازي فيصل، أن الدعوات لهدم مرقد أبو حنيفة النعمان ونصب الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور هي رسالة خطيرة تشير إلى وجود تيارات متطرفة ما تزال تؤمن بالعنف في المجتمع العراقي، مضيفاً أن تلك الدعوات تنبع بعد طائفي تتم تغذيتها من اتجاهات متطرفة داخل العراق وخارجه.
وأوضح فيصل في لقاء مع، زاكروس عربية، يوم السبت (12 حزيران 2021) أن التطرف الشيعي يولّد التطرف السني مثل داعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية، مضيفاً أن الثقافة التي ظهرت في العراق بعد 2003 هي "ثقافة الكراهية والتمييز المذهبي والعنصري والديني والتطرف".
وقال "هذا النمط الدموي سيحول العراق إلى أفغانستان ثانية، وستكون البلاد تحت سيطرة مليشيات لا تفكر ببناء البلد رغم وجود الثروات ،كما سيؤدي هذا النمط إلى حالة اللادولة ورفض الديمقراطية ودولة المؤسسات والقانون وسيقود المجتمع إلى كوارث مدمرة في كافة المجالات".
وشدد فيصل على أن الدعوات إلى هدم مرقد الإمام أبو حنيفة هي "رسالة خطيرة تؤكد أنه ما زال في مجتمعاتنا تيارات متطرفة ومتشددة ومتخلفة تؤمن بالعنف ولا فرق بين التيارات الشيعية المتطرفة وتنظيم داعش أو حركة طالبان وغيرها من التنظيمات التي ترتبط بفيلق القدس أو الحرس الثوري الإيراني، وكل من يقوم بعمل ينتهك به القانون والدستور ويبث الرعب في المجتمع المدني هو خارج عن الدين الإسلامي والقانون والنظام".
واعتبر الخبير الإستراتيجي أن الاختلاف في وجهات النظر حول بعض الخلفاء العباسيين يجب أن لا يتحول إلى "حروب وصراعات دموية في الوقت الحالي".
وتابع "العراق ليس دولة دينية بل مدنية لكن الذين احتكروا السلطة بعد 2003 اتجهوا لتكوين الحكومات من خلال الأحزاب الدينية التي هي موجودة حالياً في مجلس النواب، والنظام الذي تأسس بعد 2005 طبقاً للدستور هو مدني لكن يضم أحزاب مذهبية متشددة تحمل ثقافة التمييز المذهبي والطائفي".
وأضاف فيصل أن مرجعية النجف تنادي بالتعددية وبدولة مدنية وديمقراطية وليست دينية على غرار إيران، مؤكداً على أن "التيارات المتطرفة بين الشيعة لا تمثل المذهب الجعفري بل تمثل انحرافاً عن نهجه المتسامح".
هذا وشهدت منطقة الأعظمية في بغداد، يوم أمس السبت ، انتشاراً أمنياً مكثفاً في محيط مرقد الإمام أبو حنيفة النعمان، على خلفية ظهور دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي من جهات مجهولة متطرفة لهدم المرقد.
كما ظهرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت نفسه تطالب بإزالة نصب للخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، الموجود في دوار رئيسي بمنطقة المنصور في بغداد.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن