زاكروس عربية - أربيل
قال الخبير الأمني والإستراتيجي، أحمد الشريفي، إن احتمال عملية عسكرية جديدة في العراق من قبل قوات التحالف الدولي ضد فصائل مسلحة بات وشيكاً بسبب عجز الحكومة العراقية عن القيام بالتزاماتها بحماية قوات التحالف في البلاد بموجب القانون الدولي، مرجحاً أن تكون العمليات جوية ومحدودة.
وأوضح الشريفي في لقاء مع، زاكروس عربية، يوم الخميس (10 حزيران 2021) أن هناك "ضعفاً في القرار السياسي وعجزاً في مؤسسات الدولة" الذي سيقابل بالتدخل الدولي وستستخدم الولايات المتحدة ما يطلق عليه "حق الدفاع عن النفس " في استخدام مواردها ضد التهديد، مشيراً إلى العملية عسكرية من المحتمل أن لا تقتصر على "منظومة القيادة والسيطرة العسكرية لتلك الفصائل المسلحة فقط بل ربما تصل إلى شخصيات سياسية مقربة منها".
ورجح الخبير الأمني أن تكون العمليات العسكرية محدودة اعتماداً على غارات جوية دقيقة انطلاقاً من الأراضي الكويتية وسيكون التأثير المحلي محدوداً، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية "قامت باتخاذ حزمة قرارات بدأت منذ شهرين بتكليف طائرات أميركية بمهام قتالية لم يعلن عنها بين الكويت وأميركا، ووصلت إلى طلب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من الإدارة الأميركية إذناً بالقيام بعمليات عسكرية".
ولفت الشريفي إلى أن خروج القوات الأميركية من العراق غير وارد في الوقت الحالي، مضيفاً " حتى ولو كان هناك إجماع بخروج تلك القوات من العراق فإن القانون الدولي يملك فوقية على القانون المحلي في القضايا المتعلقة بالأمن والسلم الدوليين، وقوات التحالف الدولي هي قوة مكلفة من الأمم المتحدة بمحاربة الإرهاب".
وأكد الخبير الأمني أن واشنطن تركز على محورين أساسيين في الشرق الأوسط هما، الطاقة وأمن حلفائها ، مشيراً إلى أن هذين المحورين متحققان في العراق، لذا "من المستبعد أن تخضع الولايات المتحدة الأميركية إلى ضغوط محلية كونها لا تمثل سوى تعبير عن رأي غير ملزم لها".
وأضاف: "المرحلة القادمة ستشهد مزيداً من التقارب بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وخاصة الدول الفاعلة فيها، لأن دولاً مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا ستدخل كدول فاعلة ومؤثرة في توازنات منطقة الشرق الأوسط، وسيستعاض عن الأدوار الإقليمية بالاتحاد الأوروبي".
وتابع " كنت مؤيداً لعرض ألمانيا المتعلق بتدريب وتسليح قوات البيشمركة لأننا سنحتاج هذه القوات في معادلة قتال إذا أخفقنا على مستوى القدرات الوطنية ولكي نعطي الفرصة للإرادة الدولية من إجراء عملية التمكين، ولو كانت قدرات الردع الوطنية لقوات البيشمركة والأسايش بإمكانيات قتالية وتسليحية أعلى لكانت مواجهة التجاوزات التركية أفضل".
واستبعد قيام حرب أهلية في العراق بسبب العملية العسكرية الأميركية المرتقبة، بسبب عدم وجود "إجماع على المستوى الاجتماعي لدعم خيارات سياسية أو عسكرية إداركاً أن المرحلة التي مضت لم توفق في إدارة الأزمة والملفات ولا توجد قواعد شعبية قادرة أن تربك الأوضاع".
وأضاف: "إذا استمرت الحكومة بهذا الضعف وأسلوبها الحالي قد يصار إلى حكومة طوارئ التي ستتكفل بانتشار أمني وعسكري مدعوم بجهد استخباراتي للحد من النشاطات التي قد تستهدف القوات الأمريكية والتحالف الدولي والهيئات الدبلوماسية".
هذا وتعرضت مساء الأربعاء الماضي، قاعدة بلد الجوية بمحافظة صلاح الدين، والتي تضم جنوداً أميركيين إلى هجوم صاروخي، أعقبه هجوم بـثلاث طائرات مسيرة استهدفت مطار بغداد الدولي، ولم يخلفا خسائر بشرية، وفق وزارة الدفاع العراقية.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن