زاكروس عربية – أربيل
أكد رئيس المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية، غازي فيصل، أن الموقف الأميركي الذي هدد بالرد على استعراض القوة الذي تمارسه الفصائل المسلحة إذا لم ترد الحكومة العراقية عليها، ينسجم مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والتعاون الإستراتيجي بين واشنطن وبغداد، مشيراً إلى أن هذا الموقف "تهديد وإعلان بأنها سترد أي تهديد مسلح يستهدف أمن البعثة الدبلوماسية".
وأوضح فيصل في لقاء مع، زاكروس عربية، يوم الجمعة ( 4 حزيران 2021) أن "اجتياح المنطقة الخضراء وقصف السفارة الأميركية بصورة دورية بصواريخ كاتيوشا وغيرها من المواقع التي تتواجد بها القوات الأميركية غير المقاتلة يشكل تهديداً خطيراً للقوات الأميركية والوجود الأميركي في العراق وانتهاكاً للقانون الدبلوماسي الدولي".
وأشار فيصل إلى أن الإعلان الأميركي "يثبت الحق المشروع للولايات المتحدة الأميركية للرد" كما يشكل إعلاماً للحكومة العراقية بأن الولايات المتحدة الأميركية على استعداد "للرد على أي تهديد محتمل لأمن البعثة للدبلوماسيين والسفير ومبنى السفارة وغيرها".
لكنه استدرك أن الولايات المتحدة الأميركية لم تكشف التفاصيل التكتيكية والاستراتيجية لهذه الخطوات أو للضمانات الأمنية التي تتبعها، مشيراً إلى أن الرد سيكون "مناسب وملائم".
وقال فيصل "الأحزاب الوطنية العراقية والكوردستانية تذهب باتجاه ترسيخ السيادة واستقلال القانون والدستور والدولة المدنية وبالتالي عبر الجهود السلمية والدستورية ولن نسمح بانتشار نموذج ولاية الفقيه سواء عبر الانقلاب العسكري أو غيرها من الأدوات".
وشدد على أن العراق يلعب "دوراً مهماً جداً في تطبيع العلاقات بين التيار المعتدل في إيران وبين المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي"، لافتاً إلى أن العراق لايعتبر نفسه "عدواً" لإيران.
وأضاف الخبير العراقي، أن هناك مصالح تجارية واقتصادية لإيران في العراق لذا يجب عليها أن تكون حريصة على تطوير هذه العلاقات مع العراق و"حريصة على بناء السلم والاستقرار والتنمية والرفاه للشعب العراقي بدلاً من حالة الفقر وعسكرة المجتمع، الذي يقف وراءه التيار المتشدد في إيران".
كما أكد على حق "أصدقاء إيران" في الحديث عن دورها في محاربة داعش، لكن هذا الدور "يرتبط بتصريحات من قيادات عسكرية في إيران التي أشارت إلى أن وجودها في العراق وسوريا هو لمحاربة العدو قبل أن يأتي إلينا، لذا فإن وجودهم في البلدين هو لحماية أمنهم الوطني والقومي الإيراني وليس للدفاع الدفاع عن العراق فقط".
ونوه فيصل إلى دور الكبير للولايات المتحدة الأميركية ودول التحالف في الحرب على الإرهاب في العراق وسوريا، لكنه أضاف "يجب أن لا ننسى الدور الكبير لقوات البيشمركة والتضحيات التي قدمتها على سبيل الشهداء والمواجهة ودورها أيضاً في تحرير الموصل وسهل نينوى من التنظيم الإرهابي".
يشار إلى أن المنطقة الخضراء في بغداد التي تتواجد فيها السفارة الأميركية وعدد من البعثات الدولية تعرضت إلى العديد من التفجيرات والاستهدافات منذ عام 2003.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن