زاكروس عربية – أربيل
أدى انخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات، خلال الفترة السابقة، إلى ظهور مشاكل عدة، في مقدمتها ارتفاع معدلات التلوث المائي ، الأمر الذي ينذر بخطر كبير على حياة المواطنين.
من جديد تعود أزمة المياه إلى الواجهة، لكن هذه المرة رفقة مشكلة أخرى وهي ارتفاع نسب التلوث، فنقص المياه يزيد تركيز نسب التلوث البيئي، وسط انعدام محطات تنقية مياه المجاري، ما أربك المشهد لدى دائرة ماء نينوى.
حازم كاكائي، مدير ماء نينوى يقول في تصريح لفضائية زاكروس إن "سحب الماء بالمضخات والغواطس الموجودة بمشاريع الماء تخفض كفاءتها إلى أكثر من 60 بالمئة من طاقتها الانتاجية، بسبب انخفاض مستوى المياه".
ويضيف "تتراكم النفايات والطحالب والأشنيات عند انخفاض نسبة الماء، وينخفض سرعة جريان المياه داخل نهر دجلة"، مبيناً أن "التلوث يؤخر عملية جريان الماء داخل الأنهر وبالتالي التأثير يكون على جوانب ضفاف نهر دجلة".
فيما يرى مختصون أنه على الجهات المعنية البدء بإعداد خطة واسعة لمواجهة حرب المياه التي بدأت بوادرها تلوح في الأفق، ومعالجة مشاكل التلوث البيئي لتفادي الوقوع في كارثة إنسانية ربما تفرض نفسها خلال السنوات القليلة القادمة.
علاء نبيل، مدير مركز التحسس النائي في جامعة الموصل أوضح لشاشة زاكروس عربية أن "ملف المياه أصبح سائد جدا في الفترة الأخيرة خصوصا مع انخفاض مستوى المياه في نهري دجلة والفرات".
وأشار إلى أن "التأثيرات بسبب السدود التي تم انشاؤها في تركيا، وهذا الانخفاض أصبح كبيراً، خصوصا بعد انشاء سد اليسو في تركيا، وهناك احتمال لإنشاء سد آخر باسم جزرة، وهذا سيؤثر بنسبة 20 -30 بالمئة".
أيضاً، غياب تطبيق القانون وقلة الوعي لدى المواطن أدى إلى تفاقم ظاهرة تلوث المياه، إضافة إلى ضعف أداء الدوائر ذات العلاقة، فيما لعب التخبط الحكومي في إدارة ملف البلاد دورا كبيرا نتج عنه، تجازوا صارخاً على حقوق العراق المائية.
عميدة كلية تقنيات البيئة، يسرا مجيد قالت لزاكروس إن "الأنهر تحاول تنقية نفسها بنفسها، نسميه "تنقية ذاتية" بعد 5 كيلومترات من جريانه، أما إذا زادت الملوثات بكميات هائلة حتى التنقية الذاتية لن تفيد".
بدوره لفت نشوان شاكر، مدير إعلام دائرة البيئة إلى أن "موضوع المصبات هو الحيز الأكبر من الحلول، لكنه ليس موضوع سهل يحتاج لإمكانيات مالية وخطط هندسية، ومدينة الموصل ليس لها شبكة تصريف مجاري وإنما هي لتصريف الأمطار".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن