زاكروس عربية – أربيل
أوضح أثيل النجيفي، القيادي في حزب "للعراق متحدون"، في لقاء مع برنامج "بوضوح" والذي يعرض على شاشة زاكروس عربية، أن الحديث عن "الزعامات"، ليس شيئاً حقيقياً بل هو تنافس على فراغ، فالزعامة لها معنى مختلف عن المنصب الوظيفي.
كما لفت في لقائه مع زاكروس إلى أنه على رئيس الوزراء، إقرار ما اذا كان العراق بحاجة إلى وجود القوات الأميركية في البلاد أم لا.
فيما يلي نص الحوار:
- هل مشكلة البيت السني هي الزعامة؟ وهل هو امتداد لحكم العراق 35 سنة على اعتبار أن حكم العراق كان حكم سنة؟
الحديث عن زعامات ليس شيئا حقيقيا وليس عمل وانجاز حقيقي، هؤلاء يتنافسون على فراغ، الزعامة لها معنى مختلف عن المنصب الوظيفي، ولا اعتقد أن هناك عاقل يقول إن المنصب الوظيفي زعامة.
- هناك جهات تعاملوا مع المكون السني ووسخت هذه الفكرة وكأنها تقول : نحن زعاماتنا في برج حصين لا أحد يتدخل به ونحن نحدد زعاماتكم.
كل الجهات السياسية تتشارك باختيار رئيس البرلمان وليس فقط المكون السني ، ينتخب من الكتل السياسية الأخرى، الحديث عن زعامات كلام غير منطقي وغير مقبول ومتى كانت الوظيفة تعني زعامة؟
- هل محمد الحلبوسي زعيم؟
لا طبعا ، أين هي الزعامة، وأين المجتمع السني القادر على إخراج زعامات، وما نراه من وضع متردي، هل نتحدث عن زعامة أو عن مشاكل نعيشها وبحاجة للتخلص منها.
- هل الزعامة حسب المنجز؟ مثلا: فكرة الأقاليم كانت مطروحة وقابلة للتطبيق بعهد أسامة النجيفي، فكرة الأقاليم انتهت بعهد الحلبوسي وبالتالي الزعيم هو من يسترد حقوق المكون ؟
عندما أنادي بفكرة الأقاليم فأنا زعيم للجهة التي تسعى لهذا الموضوع، وهذه تكون "جزء" من السنة وليس كل السنة، وهناك مجموعة ترفض إقامة الأقاليم ،اذاً ليس هناك شيء اسمه زعامة لمكون، إنما وظائف، هناك زعامات وقيادات لأحزاب وجهات معينة أو لتيارات سياسية، ولكن ليس هناك تيار سياسي يشمل الجميع.
- هل يمكن أن يحسب للحلبوسي المنجز "إعمار الأنباء حتى تصبح كما دبي" ؟
كيف يكون الإنسان زعيما عندما ينقل مخصصات نينوى للأنبار، ويصرف مخصصات الأنبار لصلاح الدين، أي زعامة هذه ؟ هذا يعمل انتخابيا لمنطقته، أتساءل ما هو الإنجاز الذي قدمه لعموم السنة ؟ حتى إعمار الأنبار علينا أن نسأل أهل الأنبار عنه.
- هل تشبيه إعمار الأنبار بدبي مبالغ فيه؟
على أهل الأنبار التحدث عن أنفسهم، لو كان الحلبوسي كما يدعي لكان اكتسح الأنبار في الانتخابات، الآن لديه العديد من المنافسين.
مشكلة الزعامات ليست مشكلة المكون السني، بل خلقت للمكون لإبقائه العيش في "تفاهة"، لإبقاء هذا المكون وحصره في قضية سخيفة، إن لم يكن هناك مشاريع سياسية وعمل سياسي فما هو صراع الزعامات؟
- هل يعيش الساسة السنة بزمن تفاهة؟
قسم منهم نعم، هم يتصارعون على فساد وقضايا لا تليق بالمكون السني، هذه قمة الاستهانة بالمكون السني.
- من هي الجهات التي تريد أن يعيش الساسة السنة بهذه التفاهة؟
هناك صراع يفتح أبوابه، هناك عقلاء عندما يفتح الصراع بابه تنأى بنفسها عنه، وهناك من إذا فتح الفساد بابه يدخل
- هل تريد القول أن محمد الحلبوسي فاسد؟
لا أتحدث عنه كشخص وإنما عن ظاهرة، نلاحظ في المجتمع الشيعي أن هناك أموال كثيرة نهبت من الدولة، لكنها صرفت ضمن ايديولوجيا سياسية معينة لترسيخها، لكن عند السنة ذهبت لأشخاص عاديين حاولوا أن يكتسبوا ويستمتعوا بتلك الأموال.
- هل هناك زعامة شيعية؟
هناك زعامات شيعية وليس زعامة واحدة، ومن يجتمع عليه الشيعة هو المرجع السيستاني فهو زعامة دينية . لكن عندما تقول زعامة سياسية هناك زعامات كالصدر والحكيم .... وعند الكورد ذات الشيء.
وعندما نتحدث عن السنة يفترض بنا القول زعامات وليس زعامة واحدة.
- لماذا تنتقد قضية تدخل المكون الأكبر بعملية اختيار رئيس البرلمان هل هي ديمقراطية الأغلبية أم ديكتاتورية الأغلبية؟
لا انتقد سياق دستوري، هذا اختيار وظيفي، لكن انتقد الشخص الذي يدعي الزعامة، هذا ترويج إعلامي لإقناع البعض في هذا المجال، تطرح هذه القضية فقط في الاعلام ، في الوقت الذي يتدخل الشركاء باختيار رئيس البرلمان، المكون السني لا يستطيع التدخل باختيار رئيس الوزراء.
- ما الفرق بين ديمقراطية وديكتاتورية الأغلبية؟
النظم الديمقراطية في العالم وصلت الأمور بأن لا تقبل الديمقراطية على اطلاقها، وبدأ الكثير يأخذون بالديمقراطية الليبرالية التي تغير بعض القضايا، هناك قضايا خارج الديمقراطية تتعلق بحقوق أساسية للإنسان.
- لماذا لا يوجد للمكون السني مرجعية؟
يمر بمرحلة ما بعد الاحتلال الأميركي، الجهات الأخرى كوّنت أحزاب منذ زمن بعيد، أتحدث عن قدم الأحزاب الشيعية والكوردية والسنية، السنية كلها حديثة، لذلك تحتاج إلى فترة طويلة، لتتعرض لنكبات وتبني منهجها من جديد، أما الفرص الاستثنائية لا تبني زعماء.
- الكتل السياسية السنية تجتمع قبل الانتخابات ولكن يندثر التقارب بعدها، لماذا؟
لأن ليس هناك مشروع سياس قوي، هم يمثلون أقلية، في اعتمادهم فترة طويلة فكرة بناء الدولة العراقية.
العراق كله يمر بمرحلة اضطراب، لأن مفهوم الدولة الذي نريد تأسيسه بعد الـ 2003 للآن غير واضح، وهذا الاضطراب يخلق جو غير مستقر، ومن يفوز من السنة يركض خلف الاغراءات المادية.
- أسباب عدم وجود مشروع سني حقيقي؟
لمقاطعة جزء كبير من المجتمع السني للعملية السياسية، هذا المجتمع بقي متفرجاً، فمن دخل العمل السياسي هم قلة قليلة بالنسبة للمجتمع، بعكس الشيعي والكوردي، السني غير مقتنع بالعمل السياسي.
بعد الاحتلال كانت هناك جهات حاضرة لاستلام الوضع في العراق، السنة كانوا بعيدين جدا.
- الحكم بالعراق شيعي هل هناك تخوف من ذلك؟
يجب أن لا نتنافس، مشاكل البلد أكبر من ذلك، من الخطأ التحدث بهذا الموضوع، لا المجتمع السني مستفيد من رئاسة البرلمان، ولا المجتمع الشيعي مستفيد من رئاسة الوزراء، ولا الكوردي مستفيد من رئاسة الجمهورية ، لدينا مشاكل حقيقية، ومن الخطأ الدخول بصراع حول مسألة المناصب.
صدامنا بالنهج وليس بالمناصب، كان هناك مسار خاطئ حذرنا منه مراراً، لكن الخطأ استمر وأخذ مداه الأقصى حاليا، ومن وصل لنهاية الطريق عليه حل المشكلة.
الأمور وصلت لمنعطف خطير، إذا دخلنا الصراعات الدولة معرضة للانهيار.
- رغم الثقل الجماهيري في الموصل إلا أن نتائج الانتخابات السابقة كانت مخيبة للآمال بالنسبة لحزبكم؟
الانتخابات السابقة كانت استثنائية بكل المعايير، الموصل كانت قد خرجت حديثاً من تحت احتلال داعش، كنا مبعدين عنهم تماماً، أهالي الموصل عاشوا بجو من الخوف بعد الفترة العصيبة والواقع المأساوي الموجود، اعتبر جمهور متحدون هم ضمير وهوية الموصل.
- هناك تسريبات تفيد بأن لكم توافقات مع خصوم لكم في بغداد ومع زعامات شيعية كالمالكي والصدر، كيف يواجه "متحدون" جمهور الموصل وهم يجدون أن المالكي كان سبباً بسقوط الموصل؟
هناك نظرة تفاهم وغلق ملفات، لا أحد من القوى الشيعية يمتلك القرار في نينوى، ولا نحتاج لأحد للعمل في نينوى، لكن الجميع سيبحث عمن يفوز في نينوى.
هناك فرق بين القضايا السياسية، علينا تفهم الوضع الحالي، موضوع الحرب والقتال يجب أن يغلق.
- كيف تعملون داخل الموصل بوجود كل هذه الحشود "المسلحين"؟
لا يعتبرون حشود، هؤلاء نستطيع تسميتهم حمايات شخصية لبعض النواب.
- بوجود الحشود هل انتهت مدنية الموصل؟
مدنية الموصل ضعفت كثيراً، وتحتاج إلى جهد لإعادة مدنيّتها
- ماذا نحتاج لبناء الدولة المدنية؟
نحتاج لدولة مدنية بالمفهوم الذي يعترف به العالم، وليس بدولة دينية تستغل الدين في السياسة.
- •هل أنتم مع خروج القوات الأميركية من العراق؟
على رئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة إقرار هذا الأمر، لأنه يقدّر استطاعة وامكانيات العمل بدونهم أو لا، عليه معرفة حجم وقوة القوات العراقية وعلى أساس ذلك يقرر، لكن الحكومة لا تجرؤ على الافصاح عن الحقيقة.
- رأيك بمبدأ الإزاحة الجيلية؟
موضوع يتم في الحزب نفسه، ليس من شأن حزب آخر أن يأتي ليزيح القيادات في حزب آخر.
- يثار ملف المغيبين من ثم يتم السكوت عنه وخصوصا إذا كان الحشد الشعبي متهم به؟
سابقاً لم يكن هناك ملف مغيبين، إنما إجراءات في حكومة عادل عبد المهدي، كنا قد وثقنا الأسماء التي تم تغييبها في العراق.
هناك أكثر من 10 آلاف شخص مغيّب، وتم تقديم الأسماء للجهات المعنية داخلا لدولة وكذلك للجهات الدولية أيضا، ولازلنا نسعى لمعرفة مصير هؤلاء.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن