زاكروس عربية – أربيل
أكد نظير الكندوري، عضو هيئة العصيان المدني، استمرار المظاهرات من أجل تغيير الطبقة السياسية في العراق، وأنها لن تنحصر أمام السفارة الإيرانية، إنما ستمتد للمنطقة الخضراء، مبيناً أن الشعب العراقي لن يرضى بـ "الانتداب الإيراني" ويريد العيش بكرامة في وطن يعتز بالانتماء إليه.
الكندوري خلال حديثه عبر شاشة فضائية زاكروس عربية، أكد أن "التظاهر أمام السفارة الإيرانية هي رسالة للعالم، مفادها أن العراق الآن ليس إلا عبارة عن حامية إيرانية، يتم التصرف فيها من خلال هذه السفارة، كمندوب ثان للتحكم بمصير هذا البلد"، مبيناً أن الشعب العراقي لن يرضى العيش تحت الإنتداب الإيراني، ومن الواضح أن الخروج الجماهيري هو لإيصال هذه الرسالة".
وأشار الكندوري إلى أن "التظاهرات المدعودة إليها يوم الثلاثاء القادم، لن تختصر على السفارة الإيرانية، إنما ستتجه إلى المنطقة الخضراء، باعتبارها تجمع كل الكتل والأحزاب (الفاسدة) والتي تدير هذه العملية الفاسدة"، على حد تعبيره.
وأضاف أن "المتظاهرين ينادون باقتحام هذه المنطقة، و"تنظيفها" من هذه كل هذه الأحزاب، وبعدها ستكون لهم خطط أخرى لإيجاد "البدائل".
وعن سبب إصرارهم على التظاهر في بغداد تحديداً دون غيرها من المدن العراقية أجاب الكندوري: أن "المدينة الفاعلة والتي تتحكم في سياسة البلد هي العاصمة بغداد، فأي تغيير فيها سيمتد تأثيره إلى كامل العراق، لذلك يتوافد (الثوار) من جميع المحافظات إلى بغداد للتعبير عن احتجاجهم، وإيصال رسالتهم للمجتمع الدولي، لذلك فالتظاهر أمام السفارة الإيرانية لها دلالة خاصة، وليست كالتظاهر أمام قنصلياتها المنتشرة في المدن العراقية، وهذا إن دلّ فإنها يدل على وعي الشباب العراقي، وأنهم أصبحوا يدركون من أين تؤتى النتائج، لذا يكثفون نشاطهم في بغداد".
وتابع "أما عن ردود الفعل لدى سلطات بغداد أو الميليشيات الإيرانية المساندة لها، فإنها لن تتجاوز خيار قمع هذه التظاهرات وقتل المتظاهرين، والتي ستحول نظام مصطفى الكاظمي إلى ما يشبه سابقه عادل عبدالمهدي، ويلقي مصيره، وينكشف الأمر أمام الجميع بأن مجيء الكاظمي لم يعني شيء وأنه قد انحاز إلى صف الميليشيات"، مبيناً "إن لم يتجرّأ الكاظمي على إعطاء الأوامر لهذه الميليشيات بقمع المتظاهرين، قد يستطيع المحتجون الدخول إلى المنطقة الخضراء وتنظيفها من الفاسدين".
ورجّح الكندوري أن الميليشيات لن تقف مكتوفة الأيدي وستقود عملية انقلابية، وتقوم بتشكيل حكومة جديدة، وبالتالي سيظهرون إلى العالم، بأن هناك حكومة ميليشياوية تقود العراق"، مشيراً إلى أن "هذا أيضاً لصالح العراق كون العالم لن يرضى التعامل مع دولة ميليشياوية، ولن يرضى به أي نظام دولي ولا المجتمع الدولي، وتكون الغلبة لجماهير المتظاهرين".
وأجزم الكندوري أنه"هناك منظومة فساد ربما تستمر لعشرات السنين، لذلك العملية الصحيحة هي إزالتها"، لافتاً إلى أن "محاولة إزالة هذه الحكومة لا تعتبر عملية إنقلابية، إنما سيوجه المتظاهرون -إذا استطاعوا إسقاط المنطقة الخضراء- خطابهم لرئيس الجمهورية، أن يعلن حل البرلمان والحكومة العراقية وإعلان حكومة الطوارئ، ويفوّض الجيش العراقي بمسك مؤسسات الدولة، وقتها نستطيع خلالها إصلاح الأمور والتعجيل بانتخابات حقيقية تمثل العراقيين، وليست كالانتخابات المعلنة عنها والتي هي تدوير لنفس الشخصيات".
أما بالنسبة لتوسيع التظاهرات قال الكندوري: في حال لم يُستجَب لمطالب المتظاهرين، سيتم إعلان عصيان مدني مفتوح، لمحاولة شلّ هذا النظام بكل مؤسساته العسكرية والمدنية، للوصول إلى مرحلة إسقاطه والذي جاء عبر انتخابات مزورة ولا يمثل الشعب العراقي، واعتبر الكندوري يوم الـ 25/5/ 2021، استفتاءاً شعبياً بإرادة العراقيين، تحاول سحب الشرعية من هذه السلطة وإعطائها للشعب العراقي وممثليه من النخب السياسية النظيفة.
وأردف الكندوري أن "مفصل ومفتاح تغيير واقع العراق من حالة سيئة إلى حالة أفضل هو تغيير هذه المنظومة السياسية، وهذا بركان في صدور الشباب العراقي، وأن ثورة تشرين غيرت عقلية الإنسان العراقي، وحددت الطريق الصحيح لنيل الكرامة، فمن يريد حياة كريمة ويعيش في عراق يعتز بالإنتماء إليه عليه العمل على تغيير هذه الطبقة السياسية".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن