زاكروس عربية – أربيل
مرت أعوام وقطار الموصل العجوز يجثو فوق سكة متهالكة، بعد إن كان يصول ويجول بين المحافظات، فالحرب والصراعات أودت به كحال الكثير من وسائل النقل الأخرى.
لم تعد الأغاني الموصلية تصلح مع مشهد الخراب، فالقطار أصابه الصم ونخر الإهمال جسده، فمنذ أعوام والمكان يعمه الهدوء، لم تعد القاطرات تصفر ولم تعد عجلاتها تعزف ضجيجا لذيذا على السكة، لكن مؤخرا كان لشركة السكك الحديدية رأي آخر ربما سيغير هذا المشهد.
قحطان لقمان، المدير العام لدائرة سكك حدد المنطقة الشمالية يقول لفضائية زاكروس "بدأت كوادرنا بإعادة تأهيل خط بغداد الموصل ومنذ فترة قصيرة بدأ العمل بمشروع التأهيل، وتم انجاز معظم الخط".
وأضاف "حاليا نحن في المراحل الأخيرة للوصول إلى محطة الموصل".
نقل البضائع دون المسافرين كان مستمرا حتى عام ٢٠١٤، وبعد سقوط المحافظة بيد داعش توقف كل شيء وتقطعت أوصال المدينة.
وتسهم خطوة الربط السككي بين بغداد والموصل في تحريك بركة الركود الاقتصادي الذي تشهده نينوى منذ أعوام.
الخبير الاقتصادي، ابراهيم أديب يوضح لزاكروس أنه "تمثل شبكة سكك الحديد أحد الوسائل الرئيسية لتسهيل النقل التجاري ونقل الركاب، لأنها تعتبر وسائل النقل منخفضة التكاليف والسريعة والآمنة"، مشيراً إلى أنه "في العراق موضوع الأمن موضوع حساس ويترتب عليه عوائد وتكاليف اقتصادية لاسيما نلاحظ أن القوافل البرية تتعرض لسيطرات كثيرة وأحيانا لابتزاز وهذا يؤدي لرفع التكاليف".
أديب لفت إلى أنه "إذا توفرت سكة الحديد وخاصة إذا امتدت للحدود التركية ستكون وسيلة مهمة للنقل التجاري".
ويأمل الموصليون أن تنفذ هذه الخطوة بجدية، فأهالي المدينة تواقون إلى مقاعد القطار، فشوقهم لسكة خالية من مطبات طريق موصل بغداد التي أكلت من مفاصلهم الكثير، كبير.
رعد الجماس، أحد مواطني الموصل تحدث لزاكروس "إعمار محطة قطار الموصل مهم جدا لتنفيذ مشاريع الإعمار في المحافظة خاصة وأن الطريق بين الموصل وبغداد غير صالح ويأخذ من الموطن الكثير من الجهد والتكلفة، نتمنى أن يكون هناك تجديد أمني على هذا الطريق".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن