إدموند غريب: لا أحد يستفيد من الصراع في المنطقة والسلام ضروري

زاكروس عربية - أربيل

أكد الأكاديمي إدموند غريب، المتخصص في الشؤن الدولية، أن الصراعات التي تجري في المنطقة بين دول إقليمية، تستغل الترهلات في بعض الدول لتحقيق مكاسب لنفسها، إلا أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قد سبق جميع الصراعات التي تشهدها المنطقة الآن.

جاء ذلك أثناء استضافته في نشرة أخبار فضائية زاكروس عربية، وقال فيها: إن "صفقة القرن لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية، لم ولن تجلب السلام لوحدها، على الرغم من أهميتها، فهناك قضية إقامة دولة الفلسطينيين على أرضهم، وهي أقدم من كل الصراعات التي تدور الآن ".

وأشار غريب إلى أن شيئاً من الصراع بات "مفتعلاً"، مستشهداً بما قاله آرون ميلر المسؤول الأميركي والشخصية البارزة في إدارة عملية السلام والذي قال: إن "نتنياهو كان بحاجة إلى أزمة، لأنه كان يخشى موضوع محاولة إدارة الرئيس الأميركي في التقارب للتوصل إلى تفاهم  مع إيران، والعودة إلى اتفاقية الـ5+1، هذه أقلقت الإدارة الإسرائيلية، وحاولت بعدة سبل لتحقيق مكاسب من خلال أصدقائها في الولايات المتحدة ومن خلال تحركاتها الإقليمية".

كما أوضح غريب أن "منظمة الجهاد الإسلامي لها أيضا مصالحها حول السلطة الفلسطينية في رام الله ،والصراع بين الفصائل الفلسطينية وحماس والانتخابات، الأمر الذي لعب دوره، إلا أن المسألة السياسية تبقى على حد قول منظمة هيومن رايتس ووتش،  والتي دعت إدارة الرئيس الأميركي وقالت إن هذه الإدارة وسياستها الخارجية ترغب في التركيز على حقوق الإنسان، لذلك عليها الالتزام بأقوالها بما يجري في غزة والضفة الغربية".

وأكد غريب أنه "لا أحد يستفيد من الصراع الدائر في فلسطين، لأن  الطرفان ( الإسرائيلي والفلسطيني) يدفعان ثمنا باهظاً ما لم يكن هناك حلا عادلا ودائم لهذه القضية".

وأضاف "فهناك قرارات دولية تنصّ على إقامة دولتين (دولة إسرائيل ودولة فلسطين)، فهناك حلان دون ثالث لهما: إمّا أن تكون للفلسطينيين دولتهم، ولهم أرضهم وسيادتهم حسب المؤسسات الدولية، أو تكون هناك دولة ديمقراطية للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، لكن ليس هناك أي إشارة لتحقيق أي من هذين الحلين في المستقبل المنظور".

وبشأن كثافة الصواريخ في معارك بين الطرفين وتأثيرها قال غريب: "هناك تأثيرات على الأرض وهذه المعارك تختلف عن سابقاتها، فالقوى الفلسطينية تنادي بـ(وجوب استخدام المقاومة ضد إسرائيل)، لأن إسرائيل ليس لديها أي تنازل أو اعتراف لمنح الحق الفلسطيني في إقامة دولتهم، إضافة إلى أن التعاضد الفلسطيني يشكل خطرا على إسرائيل، بالإضافة إلى الخطر الكامن ضمن إسرائيل نفسها، والذي أعرب عنه وزير الدفاع الإسرائيلي بأن الخطر في الداخل توازي خطر صواريخ حماس".

وتابع غريب أن "السلام مهم وضروري للجميع في المنطقة، فطالما ترك هذه المسألة دون حل، فستكون بذرة لصراعات دائمة وسنرى صراعات ونزاعات شرسة في المستقبل، ويبدو أنها ستكون أكثر شراسة لأنه هناك أجندة أخرى فهناك دول خارج الإقليم تحاول الاستفادة من هذا الصراعات بالوكالة".

أما بشأن الموقف الأميركي من الصراع الدائر في إسرائيل، قال غريب: إن "العلاقة بين إسرائيل وواشنطن ليست وليدة الغد، كما أن القوة المؤيدة لإسرائيل في الإدارة الأميركية قوية وتتعاطف مع الإسرائيليين وتراها دولة ديمقراطية في المنطقة، ولكن هناك تغيير، ولأول مرة نرى قوة في الكونغريس تطالب بمحاسبة الدول التي تنتهك حقوق الإنسان، بغض النظر أية دولة، ومعاملتها بالمساواة ".

وأردف غريب قائلاً: "إلا أنه بسبب المعايير الازدواجية التي تتبعها الدول العظمى  في سياساتها تجعلنا نراها صعبة التحقيق"

واستشهد غريب بحدث عن موقف أميركا من القضية الكوردية بالقول:" في المسألة الكوردية عندما سُئل مرّة لماذا تخليتم عن الكورد، ردوا بأن الولايات المتحدة ليست منظمة تبشيرية أو خيرية".

مضيفاً "فالإدارة الأميركية بدأت تعاني من مشاكل على المستوى الشعبي وحتى في بعض أوساط الكونغريس".

وبشأن التحرك الأميركي لإيجاد تسوية للصراع في إسرائيل، قال المتخصص في الشؤن الدولية: "من رأيي أن إدارة بايدن ستضطر مجددا وأكثر من السابق،  للانخراط في محاولة التوصل إلى تسوية، والتي ستزيد من الصراعات الداخلية، والكثير منها ستعتمد على نتائج مفاوضاتها مع إيران، عبر مجموعة الدول المتبقية في اتفاقية 5+1، مع أنني لا أتوقع حلا قريبا ، إلا أن نجاح هذه المفاوضات ربما تقدم بداية لحلول دبلوماسية، ولكن لن تأتي اليوم وغدا أو هذا العام، وخطورة الوضع في المنطقة تزداد مع بقاء الوضع دون تفاهمات، والتي تأتي في تصعيد واشنطن الصراع مع الصين، والانسحاب من أفغانستان، وتخفيف وجودها في المنطقة، للتركيز على مواجهة الصين من جهة، وروسيا من جهة أخرى ، لذلك ستجد نفسها مضطرة للانخراط في هذه القضية المعقدة".