زاكروس عربية - أربيل
"عشرة آلاف دولار ... الآن كيف سأؤمن هذا المبلغ من جديد إذا لم أجده؟ لقد بحثت في كل مكان والظرف ليس ضمن الحقائب" يقول الوافد الأنباري، وهو يحادث نفسه ويفتش الحقائب التي جلبها معه من الأنبار إلى أربيل، حيث ستدخل زوجته المستشفى لإجراء عملية جراحية، "لا بد من حل ... لا بد من بحث أوسع فالمثل يقول إن "المال الحلال يعود إلى صاحبه"، يتابع الأنباري الحديث مع نفسه بعد أن أعاد البحث ضمن حقائبه ومن ثم سيارته الواقفة في مرآب الفندق.
"المبلغ فقدته قبل أن أصل إلى الفندق، لا شك، لكن لا ضير من سؤال الإدارة هنا عن حل، ربما هناك ابن حلال وجده"، يتوجه الأنباري إلى الإدارة ويعرض مشكلته: "لقد فقدت المبلغ، هل من نصيحة؟"، لم تستغرق الإجابة جهداً كبيراً، فقد رد المدير بما يملي عليه معرفته المسبقة بالمدينة والحياة فيها: "لقد أتيت من مكان بعيد ولا بد أنك مررت بنقطة السيطرة في مدخل أربيل، وأنت مشرد الذهن متعلق بزوجتك وحاجتها الطبية العاجلة، قدم بلاغاً لإدارة الآسايش، ربما يساعدوك في البحث".
بالفعل توجه الأنباري الذي ضاقت به الخيارات إلى حيث ما نُصح به، قيادة الآسايش ومن هناك بعد السماع إلى قصته التوجه إلى إدارة سيطرات إقليم كوردستان، استقبله هناك المقدم سلام إبراهيم الذي "استمع لقصتي وتحقق من سلامة أوراقي وهويتي ليفاجئني ويفرحني بأن المبلغ موجود بشكل كامل"، وفق ما قاله الوافد الأنباري لزاكروس عربية، وأضاف: "المفاجأة لم تكن فقط بأن المقدم أكد لي أنه أُبلغ من نقطة السيطرة أنهم لقوا هذا المبلغ وسلموه، فقد كان المبلغ ضمن الظرف ذاته الذي كنت قد دونت عليها بعض الحسابات".
فيما أوضح المدير العام لسيطرات إقليم كوردستان، المقدم سلام إبراهيم، لزاكروس عربية "منتصف النهار أبلغني النقب فهمي آمر السيطرة على مدخل أربيل أن أحد منتسبي الآسايش في النقطة عثر على مبلغ قدره 10100 دولار أميركي على ناصية الطريق في الموقع وعليه آثار إطارات دهسته، فلا أحد قد انتبه له كما يبدو، بدوري طلبت منهم الانتظار حتى ظهور صاحب المبلغ، الذي بالفعل زارني بعد التبليغ بساعتين قادماً من مديرية الآسايش".
أضاف المقدم إبراهيم: "أثمن عالياً هذه الأمانة في آمر الموقع وفي المنتسبين وأشكرهم على حسن فعلهم وتصرفهم، الذين أدوا واجبهم على أكمل وجه رغم الازدحام الشديد الموجود في السيطرة دائماً، ونحن هنا لنطمئن الجميع دون استثناء إننا هنا للحفاظ على سلامتهم وأموالهم".
الوافد الأنباري، أضاف أيضاً لزاكروس عربية: "ما حدث معي دليل على أن إقليم كوردستان والحمد لله ينعم بالأمان والإخلاص وهذا فضل من الله، وأشكر السيد المقدم والنقيب آمر الموقع والمنتسبين الذين أثبتوا أمام الله والجميع الأمانة"، مضيفاً "لقد زرت الإقليم قبل عام من الآن، وأعلم أن إقليم كوردستان لديه بعد الأمان النظام وهذا محط فخر لدينا أن يكون في العراق هكذا إقليم".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن