زاكروس عربية - أربيل
قال الباحث في الشأن السياسي، الدكتور ريبين سلام، إنه "لا يوجد في العالم ثورة كانت خطها العسكري والسياسي في دولة أخرى، فما هي هذه الثورة التي عمرها أربعين سنة ولم تتمكن من تحرير أربعين متراً يأوي أبناء الثورة"، مشيراً إلى أن "الخط العسكري لحركة التحرر الكوردستانية كان دائماً ضمن العراق مع إمكان تواجد الخط السياسي في إيران أو سوريا"، مشدداً في القوت ذاته أن "الرد التركي قاسي وخلط الحابل بالنابل، فحياة المواطنين في إقليم كوردستان تعرضت للخطر، ومئات المدنيين يتم استخدامهم من قبلPKK كحزام سكاني ويقومون بالتوغل بين قراهم فيما تقوم القوات التركية بقصف تلك المناطق".
أضاف الباحث في لقاء عبر شاشة زاكروس عربية، الجمعة (4 أيلول 2020) أن " PKK اعتاد على ملئ أي فراغ أمني في العراق أو سوريا، وكان هناك اتفاق بين النظام البائد والحكومة التركية، رغم ذلك ما يحدث هو تجاوز لهذا الاتفاق أيضاً، ويطلب إقليم كوردستان من الطرفين بأنه لا يجب أن تكون أراضيه التي تحررت بسواعد ودماء أبناءه، ساحة صراع وتصفية حسابات، أو أن يتم تسليمها بحجة فض الصراعات الدولية وحلحلة المشاكل القديمة لهذه الحركة".
كما نوه الباحث إلى أن لقاءات الرئيس نيجيرفان بارزاني الأخيرة مع الرئيسين الفرنسي والتركي "تدل على أهمية الموقع الاستراتيجي لكوردستان، ولولا جبال كودرستان وقوات البيشمركة لوصل داعش إلى تركيا وأوروبا، لذلك يشكل كوردستان خط الدفاع الأولي عن أوروبا، وفرنسا اليوم تلعب دور قائد الفريق الأوربي سياسياً".
وأشار إلى أهمية الدور الفرنسي "رغم البعد الجغرافي إلا أن فرنسا كانت أول دولة تنضم للتحالف الدولي ضد داعش حين تشكله، كما أنه سبق وأن احتضنت فرنسا الطاولة المستديرة لإنهاء الحربين العالميتين وصدفا إن كانتا في أيلول، وهذا ثالث أيلول تجمع فيها فرنسا أوراقها وتلعب دور الواسطة، كما لا ننسى الدور المنفتح لفرنسا دبلوماسياً بعد استفتاء الاستقلال وحملة المقاطعة التجارية والدبلوماسية مع كوردستان، وكانت فرنسا المنفذ الأول والأخير للإقليم دبلوماسياً".
في الجانب الآخر، أشار الباحث إلى أن العلاقة بين إقليم كوردستان وتركيا "تاريخية تعود إلى حين بداية تشكيل إقليم كوردستان وحماية القوات الدولية له انطلاقاً من قاعدة انجرليك التركية، وقدمت تركيا ودول أخرى يد العون للشعب الكوردستاني لا سيما حين وقوع الهجرة المليونية، فيما بعد تطورت العلاقة إلى تجارية مع حركة الاستيراد والتصدير المتبادلة كون كوردستان هي البوابة الوحيدة للإقليم والعراق مع تركيا، وكانت التوقعات بارتفاع حجم التبادل بين الطرفين إلا أن جائحة كورونا حالت دون ذلك".
في سياق آخر ، أشار الباحث إلى أن "هناك مستجدات منها جائحة كورونا والانتخابات الأميركية القادمة والضغوطات على العراق للحد من السيطرة الإيرانية عليه، وضبط السلاح المنفلت وهي ملفات هامة في سياق الحملة الانتخابية الرئاسية لترامب"، مشدداً أيضاً أن "مسألة السلاح على مساس مع الاهتمام التركي الذي تدخلت قواته لهذا السبب في الأراضي العراقية لعمق أكثر من 30 كم، وهو ما أزعج السلطات العراقية، فيما الساحة التي يتم فيها هذا التدخل هي إقليم كوردستان".
وأن "هذه المشكلة المزمنة لأنه أصبحت هناك قوات باسم الثورة والدفاع عن شعب كوردستان تركوا ساحة المقاومة في بلدهم ولجأوا لإقليم كوردستان مستغلين الفراغات الأمنية في العراق أو سوريا ويقومون باحتلال الأرض، وتنظيم هجمات على السلطات التركية وهذا غير متوافق مع القانون الدولي ولا ميثاق الأمم المتحدة وعلاقات حسن الجوار".
اختتم الباحث في الشأن السياسي، الدكتور ريبين سلام لقاءه عبر شاشة زاكروس عربية، بالإشادة بشخصية الرئيس نيجيرفان بارزاني التي كانت "جامعة للاختلافات طوال حياته السياسية ، وربما يكون لعب دور الوسيط بين الرئيسين الفرنسي والتركي عبر حمل رسالة من ماكرون إلى أردوغان، فحل الخلافات عبر طاولة الحوار يعتبر تكنيك دائم لإقليم كوردستان وليس أمراً تكتيكاً آنياً".
هذا وكان رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني وصل في زيارة رسمية إلى أنقرة، أمس الجمعة، واجتمع فيها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغولو والرئيس التركي ردب طيب أردوغان.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن