زاكروس - أربيل
كشف تقرير صادر عن شركة "آي كيو إير" السويسرية لمراقبة جودة الهواء، أن غالبية دول العالم تعاني من هواء ملوث يتجاوز الحدود الآمنة، فيما احتل العراق المرتبة 13 عالميًا خلال العام 2024 بنسبة تلوث أعلى بأكثر من 7 مرات من الحد المسموح به وفق معايير منظمة الصحة العالمية.
التقرير الذي جاء استنادًا إلى بيانات من 40 ألف محطة في 138 دولة، أن 12 دولة وإقليمًا فقط تستوفي معايير الهواء النظيف، في حين أن معظم دول العالم تعاني من مستويات عالية من التلوث، لا سيما في الشرق الأوسط وجنوب آسيا.
تلوث الهواء في العراق
احتل العراق المرتبة 13 عالميًا في تقرير 2024 بمتوسط تركيز PM2.5 بلغ 38.4 ميكروغرام/م³، أي أعلى بأكثر من 7 مرات من الحد المسموح به وفق معايير منظمة الصحة العالمية.
هذا الترتيب يضع العراق في القائمة الأرجوانية، التي تشير إلى تلوث يتراوح بين 7 إلى 10 أضعاف المستوى الآمن، حيث سجل العراق 38.4 ميكروغرام لكل متر مكعب، فيما سجلت مصر 39.8 ميكروغرام لكل متر مكعب.
رغم أن العراق شهد انخفاضًا طفيفًا في مستويات التلوث مقارنة بالعام السابق، إلا أن الوضع لا يزال خطيرًا، خاصة في العاصمة بغداد، التي سجلت متوسطًا قدره 40.5 ميكروغرام/م³، مما يجعلها إحدى أكثر المدن تلوثًا في غرب آسيا. وفق التقرير ذاته.
بينما جاءت الإمارات والبحرين وقطر والكويت والسعودية في القائمة الحمراء التي تشير إلى مستويات تلوث تتجاوز الحدود المسموح بها 5 إلى 7 مرات.
المدن العربية الأكثر تلوثًا
وفقًا للتقرير، فإن أكثر 10 مدن تلوثًا في غرب آسيا جميعها عربية، وجاءت رأس الخيمة في الإمارات على رأس القائمة، بالإضافة إلى مدن: بغداد، المنامة، الدوحة، مدينة الكويت، الخبر، الظهران، الدمام.
الدول الأقل تلوثًا عالميًا
تمكنت 12 دولة وإقليمًا فقط من تحقيق معايير الهواء النظيف، ومعظمها يقع في أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي وأوقيانوسيا:
جزر الباهاما، برمودا، بولينيزيا الفرنسية، جزر فيرجن الأميركية، بورتوريكو، مونتسرات، بربادوس، غرينادا، أيسلندا، نيوزيلندا، أستراليا، إستونيا.
الأسباب الرئيسية لتلوث الهواء في العراق
حرق الغاز المصاحب: يُعد العراق من الدول الرائدة في حرق الغاز أثناء استخراج النفط، مما يُطلق كميات هائلة من الجسيمات الدقيقة والغازات السامة.
العواصف الترابية: تتسبب التصحر وزيادة العواصف الرملية في ارتفاع مستويات PM2.5، خاصة في المناطق الجنوبية والوسطى.
النشاط الحضري: الازدحام المروري، الاعتماد على مولدات الديزل، وضعف البنية التحتية في مدن مثل بغداد يُفاقم الأزمة.
تغير المناخ: انخفاض الأمطار وارتفاع درجات الحرارة يُعززان تراكم الملوثات في الجو.
التأثيرات الصحية والبيئية
تلوث الهواء في العراق يُشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة، حيث يرتبط بأمراض الجهاز التنفسي، أمراض القلب، والسرطان. كما أشار التقرير إلى أن استنشاق الهواء الملوث لفترات طويلة قد يُسبب أمراضًا مثل الزهايمر. بيئيًا، يُؤدي التلوث إلى تدهور التربة والموارد المائية، مما يُهدد الزراعة والأمن الغذائي.
تحديات المراقبة
أشار التقرير إلى أن نقص محطات المراقبة، خاصة في أفريقيا والشرق الأوسط، قد يعني أن مستويات التلوث الحقيقية أعلى مما هو مسجل. في العراق، يُعاني نظام المراقبة من ضعف يُصعب معه تقديم صورة دقيقة ومحدثة بشكل مستمر.
يُظهر تقرير "آي كيو إير" لعام 2024 أن تلوث الهواء يبقى تهديدًا عالميًا خطيرًا، مع تصدر دول الشرق الأوسط، بما فيها العراق، لقوائم المناطق الأكثر تضررًا. رغم الانخفاض الطفيف في مستويات التلوث بالعراق، فإن الوضع يتطلب تدخلات عاجلة للحد من مصادر التلوث وحماية السكان والبيئة. يُحذر الخبراء من أن غياب الوعي الكافي ونقص المراقبة قد يُفاقما الأزمة، مما يستدعي تعاونًا دوليًا ومحليًا لمواجهة هذا التحدي المتفاقم.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن