زاكروس – أربيل
أكد رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، اليوم السبت (22 شباط 2025)، أن "الاستقرار السياسي والاقتصادي للعراق بأكمله هو مصلحة وطنية مشتركة، ولا يمكن تحقيق التنمية الحقيقية بدون التكامل بين بغداد وأربيل وكذلك بين العراق ومحيطه من دول المنطقة والعالم"، وفيما أشار إلى أن "العراق والمنطقة تمر بمرحلة من التغيير الاستراتيجي العميق الذي يتطلب التعاون والشراكة وليس الصراع والمزيد من التعقيدات، ويجب أن يكون تعاملنا ورؤيتنا للتغيرات الجيوسياسية على أساس التوازن والاعتدال والتعاون والمصالح المشتركة"، أعرب عن شكره لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني "على جهوده وخطواته لجعل العراق جسراً للحوار وليس ساحة للصراع".
جاء ذلك في كلمة ألقاها نيجيرفان بارزاني خلال مشاركته في مؤتمر حوار بغداد الدولي السابع الذي انطلق اليوم في بغداد ويستمر على مدى يومين.
وقال نيجيرفان بارزاني: "يسرني أن أشارك في المؤتمر السابع لحوار بغداد الدولي هذا المؤتمر الذي يعكس رؤية العراق للانفتاح والتكامل الإقليمي والتزام العراق بالعمل المشترك من أجل الاستقرار والتنمية المستدامة".
وأضاف: "أيها السادة يمر العراق والمنطقة بمرحلة من التغيير الاستراتيجي العميق الذي يتطلب التعاون والشراكة وليس الصراع والمزيد من التعقيدات، ومن هذا المنطلق يأتي مشروع طريق التنمية كمبادرة وخطوة تاريخية لبناء عراق أكثر استقراراً وازدهاراً على أساس اقتصاد متنوع والانفتاح الإقليمي والتكامل مع دول الجوار".
وتابع: "أننا في إقليم كوردستان نؤمن دائماً بأن الاستقرار السياسي والاقتصادي لكل العراق بأكمله هو مصلحة وطنية مشتركة وأن التنمية الحقيقية لا يمكن أن تتحقق بدون التكامل بين بغداد وأربيل وكذلك بين العراق ومحيطه من دول المنطقة والعالم".
وأوضح: "من هذا المنطلق نؤكد دعمنا الكامل لهذا المشروع الكبير ونتطلع إلى أن يصبح نموذجاً للتعاون والبناء بين جميع مناطق ومكونات البلاد من زاخو إلى الفاو وكذلك بين العراق وشركائه الإقليميين والدوليين"، مبيناً أن "العراق بموقعه الجغرافي الاستراتيجي وثرائه بالثروات الطبيعية والبشرية يتمتع بفرصة كبيرة تؤهله ليصبح مركزاً اقتصادياً نشطاً وكبيراً في المنطقة وكذلك يصبح جسراً مهماً يربط الخليج بأوروبا والشرق والغرب".
واستدرك قائلاً: "لكن النجاح في هذا يتطلب توفر عدة أسس رئيسة منها وجود إطار قانوني واقتصادي متين يشجع دائماً الاستثمار المحلي والأجنبي باستمرار ويوفر بيئة محفزة وجاذبة للاستثمار ووجود حوار سياسي مسؤول بين الأطراف السياسية ومكونات العراق يقوم على أساس الشراكة الحقيقية والتفاهم والاتفاق لحل مشاكل البلاد بروح ورؤية وطنية وكذلك تعزيز المؤسسات الدستورية وترسيخ النظام الفيدرالي بالكامل وكذلك وجود استراتيجية أمنية متينة لضمان استقرار دائم يمنح المستثمرين الثقة والطمأنينة ويمكنهم من تنفيذ مشاريع كبرى في مختلف مجالات البنية التحتية لجميع القطاعات، كذلك من المهم والضروري أيضاً أن يصبح جامعاً للكل بدون تمييز ونموذجاً للشراكة الحقيقية بين العراقيين من كل القوميات والأديان والمذاهب وفي كل أنحاء البلد ليكون عاملاً في التنمية الاقتصادية للعراق بأكمله".
ولفت إلى أن "تنوع المجتمع العراقي هو قوة وثروة يستطيع العراق أن يجعل من هذا المشروع فرصة لتجاوز كل الاختلافات القومية والدينية والمذهبية بل ليجعله قوة كبيرة لكل العراق تعزز مكانة البلاد اقتصادياً وسياسياً واستراتيجياً كما أنه خطوة صحيحة نحو بناء مستقبل أكثر إشراقاً لكل العراقيين لذلك فأن دعمنا في إقليم كوردستان بهذا المشروع ليس من منظور اقتصادي فحسب بل من منظور استراتيجي لأنه في نظرنا خطوة نحو تعزيز مفهوم العراق كدولة فاعلة في الأمن والاستقرار الداخلي والإقليمي وقوة اقتصادية مؤثرة في الشرق الأوسط كذلك يمكن في المستقبل أن يصبح قوة اقتصادية عالمية".
وذكر نيجيرفان بارزاني أنه "لقد تعلمنا من ماضي العراق أن التنمية والتقدم لا يتحققان إلا في بيئة مستقرة ولا يمكن فصل استقرار العراق عن استقرار المنطقة لذا يجب أن يكون تعاملنا ورؤيتنا للتغيرات الجيوسياسية على أساس التوازن والاعتدال والتعاون والمصالح المشتركة"، مؤكداً "أهمية استمرارنا بالنهج الدبلوماسية الفعالة الذي تتبعه الحكومة العراقية لتعزيز علاقاتها، ومن هنا أجد من الضروري أن نجدد شكرنا لدولة رئيس الوزراء السوداني على جهوده وخطواته في هذا السياق، لقد أثبت هذا أن العراق يمكن أن يكون جسراً للحوار وليس ساحة للصراع".
ومضى بالقول: "صحيح أن هناك تحديات ولكن في نفس الوقت فأن العراق بثرواته البشرية والطبيعية مليء بالفرص إن نجاحنا يعتمد على قدرتنا في إدارة التعددية والتنوع الداخلي وتعزيز روح الشراكة وإرساء أسس الحكم الرشيد وترسيخ الاستقرار السياسي والاقتصادي، نحتاج إلى خطط دائمة وإرادة سياسية جادة وشراكة استراتيجية حكيمة وهذا المؤتمر خطوة مهمة في هذا الاتجاه".
واختتم كلمته بالقول: "أشكر جزيل الشكر المعهد العراقي على تنظيم هذا المؤتمر وأتمنى النجاح لأعماله، وآمل أن يخرج بتوصيات مثمرة تساعد في وضع خارطة طريق واضحة لمستقبل أكثر إشراقاً للعراق".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن