زاكروس – أربيل
تصاعدت حالة من الذعر والترقب في العاصمة السورية دمشق، وبداً ذلك في حركة الإقبال الشديد على تموين المواد الغذائية وسط حالة استنفار أمني للقوات الحكومية، وتفعيل نقاط التفتيش المنتشرة في الشوارع، وانتشار حواجز «طيارة» لملاحقة المطلوبين للخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياط.
فقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قيام الشرطة العسكرية وقوات الجيش والأجهزة الأمنية التابعة لدمشق، بشنّ حملات مداهمة واعتقال جماعية في الأسواق، والأحياء السكنية، والشوارع، والأماكن العامة، واستهدفت الرجال والفتيان الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و45 عاماً، بمن فيهم حاملو وثائق الإعفاء أو التأجيل من الخدمة العسكرية. كما طالت الحملة أشخاصاً أجروا تسويات لأوضاعهم الأمنية، بالإضافة إلى عدد من اللاجئين الذين عادوا من لبنان في سبتمبر (أيلول) 2024.
فيما قدرت الشبكة أعداد المعتقلين بنحو ألف شخص، نُقلوا فوراً إلى جبهات القتال دون إخضاعهم لأي تدريبات عسكرية أو إجراءات قانونية، بحسب الشبكة التي أضافت أن هذه الحملات تأتي في سياق التصعيد العسكري، وسيطرة الفصائل المسلحة المعارضة على مناطق واسعة في محافظات حلب وإدلب وحماة.
في الأثناء تواردت أنباء أن العاصمة بغداد، ستشهد غداً الجمعة، اجتماعاً ثلاثياً "عراقي - سوري – إيراني"، لبحث تداعيات الأحداث الأمنية المتسارعة في السوريا، وتأثيراتها على المنطقة ككل، سيحضرها وزراء خارجية الدول الثلاث، وأن "الاجتماع سيشهد كذلك، مناقشة وساطة العراق لعقد اجتماع دولي في بغداد خلال الفترة المقبلة، لحل المشكلة السورية عبر الأطر السياسية والدبلوماسية".
فيما ما تزال الأسعار تسجل قفزات كبيرة بين ساعة وأخرى على خلفية استمرار انهيار سعر الصرف في السوق الموازية؛ أو «السوق السوداء»، وتفاوته بين محافظة وأخرى؛ إذ وصل في حلب إلى مستوى غير مسبوق، حيث وصل سعر صرف الدولار الأميركي إلى 25 ألف ليرة سورية، بنسبة ارتفاع تتجاوز 1200 ليرة خلال أقل من أسبوع.
وفي دمشق ارتفع سعر صرف الدولار من 14450 ليرة قبل أسبوع إلى 16500 ليرة، وفي إدلب ارتفع إلى 16300 ليرة، وقالت مصادر تجارية إن التجار في دمشق يسعّرون بضائعهم على سعر صرف 17 ألف ليرة فما فوق، وذلك رغم احتفاظ البنك المركزي بسعر صرف عند حدود 13668 ليرة سورية للدولار الأميركي، الأمر الذي يُحدث ارتباكاً كبيراً في الأسواق، لا سيما أسعار المواد الغذائية المستوردة والمحروقات، مع ازدياد حاد في الطلب عليها نتيجة التصعيد الحاصل في سوريا.
على صعيد متصل بدأت قيادة الجيش اللبناني لاتخاذ إجراءات وقائية خشية وصول مجموعات المعارضة إلى الحدود اللبنانية أو "تحرك خلايا نائمة" داخل البلاد.
وبحسب مصدر أمني لبناني تحدثت إليه «الشرق الأوسط»، فقد «تم نشر راجمات صواريخ، وتم تعزيز الوحدات المنتشرة عند الحدود الشمالية؛ كي تكون هناك جهوزية للتعامل مع أي طارئ»، لافتاً إلى أن هناك «انتشاراً كبيراً للجيش في عكار وبعلبك الهرمل، حيث إن هناك فوجَي حدود برية، ولواءين، وسرايا من وحدات خاصة، حيث إنها تعد منطقة مفتوحة، وضبط الحدود ليس بالأمر السهل».
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن