زاكروس عربية – أربيل
كشفت تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية أن شركات النفط العاملة في العراق تفاقم أزمة التلوث ونقص المياه، مع استهلاك كميات كبيرة من المياه العذبة التي يفترض أن تغطي حاجة الأسر، من خلال محاولة تحقيق أعلى الأرباح واستغلال ارتفاع أسعار النفط بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
بحسب الصحيفة فأن الشركات هذه تضخ كميات كبيرة من المياه في باطن الأرض للمساعدة في استخراج النفط، لافتة أنه مقابل كل برميل من النفط، يتم ضخ ما يصل إلى ثلاثة براميل من المياه في باطن الأرض، مبينة أنه مع ارتفاع صادرات العراق من النفط، فقد انخفضت مناسيب المياه بشكل كبير في بلد يعاني أصلا من أزمة جفاف حادة.
يستشهد التقرير بتحليل لصورة الأقمار الصناعية أظهر إقدام شركة "إيني" الإيطالية على بناء سد صغير لتحويل المياه من قناة البصرة إلى محطات معالجة مياه تابعة لها، كما تشير إلى وجود محطة معالجة أخرى قريبة تستخدمها شركات النفط بما في ذلك "بي بي" و"إيكسون موبيل" تستخدم ما معدله 25 في المئة من استهلاك المياه اليومي في منطقة يبلغ عدد سكانها حوالي 5 ملايين شخص. وفق الصحيفة.
رغم زعم الشركة "إيني" في بيان إنها "لا تستخدم أي مياه عذبة، لأن المياه من القنوات مالحة وملوثة"، لكن "الغارديان" تؤكد أن الوقائع على الأرض وصور الأقمار الصناعية تظهر أن المياه في تلك القنوات المائية تستخدم من قبل محطة معالجة عامة توفر 35 في المئة من المياه التي تستخدمها الأسر في البصرة.
في الوقت ذاته نقلة الصحيفة عن وليد الحامد، رئيس هيئة البيئة في جنوبي العراق، المسؤولة عن عمليات التفتيش على حقول النفط وفرض عقوبات على المخالفات البيئية تأكيده أن شركات النفط الأجنبية "لا تفعل شيئا للحد من تأثيرها البيئي، فتلويث البيئة يعد خيارا أرخص" بالنسبة إليها.
في عام 2012، رجح تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن احتياجات المياه في البلاد من النفط ستزيد عشرة أضعاف خلال السنوات المقبلة.
في السعودية التي تعاني من مشاكل مائية مماثلة، يتم الاستعانة بمياه البحر لحقن الحقول النفطية.
وتقول الصحيفة إنه في العراق، استمرت المناقشات حول إنشاء مشروع للاستفادة من مياه البحر لأكثر من عقد، ولكن لم يتم فعل أي شيء حتى الآن.
فيما يؤكد الرئيس التنفيذي لشركة "قمر" للطاقة، وهي شركة استشارية مستقلة، للصحيفة البريطانية أن "وزارة النفط (العراقية) ليس لديها الميزانية الكافية، وشركات النفط لا تريد تحمل التكاليف".
وزاد العراق إنتاجه من النفط الخام بأكثر من الضعف خلال السنوات الماضية، وارتفعت معدلات الإنتاج أكثر بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وسجلت شركات النفط والغاز العاملة في العراقية، العام الماضي، أرباحا غير مسبوقة، وفقا للصحيفة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن