زاكروس عربية – أربيل
تتزاحم مياه أنابيب الصرف الصحي الثقيلة بشكل يومي على نهري دجلة والفرات، وروافدهما في معظم المحافظات العراقية، منذرة بكارثة بيئية مع بلوغ نسبة التلوث الأنهر 90 %، فيما فشلت إجراءات الحكومة في معالجة المشكلة.
هذا ما كشفته تصريحات أدلى بها مدير عام الدائرة الفنية في الوزارة، عيسى الفياض، اليوم الخميس (13 نيسان 2023)، للوكالة الرسمية، ولفت خلالها إلى أن كل محطات الأمطار في بغداد تحولت إلى محطات للصرف الصحي وترمي المياه إلى الأنهار دون معالجة، وأحيانا محطات الأمطار تكون قريبة من مأخذ مياه الشرب.
أشار المسؤول إلى أنه" تم عقد عدة اجتماعات في مجلس الوزراء، وطرح معالجات سريعة لتلوث المياه وصيانة محطات المعالجة وتطويرها لتقليل نسبة التلوث الموجودة بالأنهر، أما الحلول الجذرية تحتاج إلى وقت طويل، لأن البنى التحتية للعاصمة بغداد تحتاج إلى توسيع الطاقة الاستيعابية لمحطات الصرف الصحي".
تعد العاصمة بغداد مصدر التلوث الأكبر لمياه دجلة، إذ توجد بها 18 محطة للصرف الصحي تصب مياهها دون معالجة في مجرى النهر بمعدل 700 ألف متر مكعب في اليوم، بينما تقوم المحطات بضخ مياه النهر إلى أحياء سكنية.
لهذا التلوث ليس وليد اليوم، لكن ما حصل هو تزايد نسبته، في ظل الاكتظاظ السكاني الذي تعاني منه بغداد، فضلا عن تعاظم تأثيره بسبب أزمة المياه التي يشهدها العراق، حيث قطعت إيران طوال الشهور الماضية معظم الأنهار المتدفقة من أراضيها نحو البلاد، الأمر الذي تسبب بجفاف شديد، رغم أن قرابة 40 نهراً متدفقا من إيران نحو العراق، هي أنهار دولية عابرة للحدود.
كما تراجعت كميات الماء المتدفقة من نهري دجلة والفرات وفروعها من تركيا، على مدار السنين الماضية، وهو ما دق ناقوس الخطر.
هذا ويرى خبراء أن مشكلة تلوث الأنهار تفاقمت مع تزايد إنشاء الأحياء السكنية العشوائية، في أغلب مدن العراق ولا سيما الكبيرة منها، ذلك أن البناء خارج التخطيط البلدي والهندسي ومن دون شبكات صرف صحي جديدة، زاد الضغط على الشبكات والبنى التحتية القديمة المتهالكة أصلا.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن