زاكروس عربية – أربيل
يعيش الشارع العراقي منذ أمس الثلاثاء على وقع صدمة من وثيقة متداولة صادرة باسم وزير العدل العراقي خالد شواني، تؤكد عدم وجود قاتل الخبير في الشأن الأمني العراقي هشام الهاشمي في سجون الوزارة، وسط دعوات لفتح الحكومة تحقيقاً بالملف، والكشف عن مصير القاتل ومحاكمته.
في الوقت الذي يلف الغموض ملف محاكمة المتهم بقتل الهاشمي، أحمد عويد الكناني، وهو ضابط اعترف بالتورط في اغتيال الهاشمي في تموز/ يوليو 2020، وهو منتسب أمني في جهاز الشرطة الاتحادية، إضافة إلى عمله مع فصيل مسلح نافذ في بغداد، وقد تأجلت محاكمته تسع مرات خلال العام الماضي، وسط شكوك عن تهريبه من السجون أو محاولة ذلك.
إلا أن الوزرات المختصة من العدل والداخلية لا تزال تلتزمان الصمت دون أي تعليق على الوثيقة المسربة التي حملت جواب الوزير شواني لمجلس الناب العراقي بعدم وجود المتهم بقتل الهاشمي في سجون الوزارة.
عائلة الهاشمي من جهتها، دعت رئيس الوزراء إلى التحقيق بملف "تهريب" القاتل من السجن، وقالت في بيان "نشعر بالصدمة من الأنباء والتقارير التي تؤكد هروب المتهم الرئيسي في عملية اغتيال الهاشمي باعتراف واضح وصريح من وزير العدل".
وأشارت إلى أنه "إذا ما تأكد ذلك، فإن هذه جريمة أخرى تضاف إلى جريمة الاغتيال، بل هي أشد من الاغتيال، فالأول استهدف شخصية مؤثرة في الشارع العراقي أمنياً واجتماعياً، أما تهريب المجرم فهو يستهدف الدولة العراقية ويجعلها دولة من ورق لا تحمي أبناءها وغير قادرة على تحقيق العدالة"، داعية رئيس الوزراء إلى "فتح تحقيق فوري للتوصل إلى الحقائق ونشرها أمام الرأي العام".
كما دعت "المنظمات الأممية وممثلة الأمم المتحدة بالعراق جنين بلاسخارت إلى الضغط على الحكومة من أجل التوصل إلى المجرمين".
ردود الفعل لم تقتصر على العائلة، فغرد ناشطون عراقيون متسائلين عن معنى اختفاء متهم بجريمة بهذا الحجم في سجون الوزارة، فيما ذهب
الصحافي العراقي محمد الكبيسي في تغريدة له: "كلنا نعلم أن قاتل هشام الهاشمي تم تهريبه منذ مدة طويلة خارج العراق، وعملية تأجيل المحاكمات كانت لكسب الوقت"، معتبراً أن "تسريب الوثيقة اليوم فيه رسالة مفادها أن ملف اغتيال الهاشمي أغلق نهائياً دون محاسبة الجاني ومن يقف خلفه".
كذلك تسائل باحث عن أسباب "خشية الجميع من المساس بقاتل الشهيد هشام الهاشمي؟ ولماذا بقيت القضية معلقة حتى اليوم؟ أين القاتل؟".
هذا ويخشى ناشطون وعائلة الضحية من أن يكون تم تهريب المتهم الكناني من السجن بسبب ارتباطاته مع مليشيات نافذة في البلاد، خاصة مع وجود ما يعزز ذلك بعد حضوره جلسات المحاكمة الأربع التي تم تأجيلها.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن