Erbil 25°C الجمعة 18 تشرين الأول 09:24

انتخابات بطعم الثورات

إننا في كوردستان اليوم نقف أمام مفترق طرق.. فإما أن تبقى حرة تمتلك قرارها بيدها، أو أن تسيطر عليها تلك القوة الإقليمية التي لم تسيطر على دولة إلا ودمرتها بما لديها من توجهات لا تتطابق مع توجهات المجتمع الدولي والعالم الحر. لذلك فالانتخابات الحالية في كوردستان تتعدى المنافسة الطبيعية بين الأحزاب الكوردستانية وتتجاوز الانتماء السياسي لكل مواطن، فهي ما ستحدد مصير كوردستان ومستقبلها أمام محاولات قوى إقليمية وعراقية إجهاض تجربة إقليم كوردستان

 

هناك مفاصل في تاريخ الشعوب تكون مهمة في تحديد مصيرها ورسم مستقبلها توجب على المواطنين المشاركة في حيثياتها كي يمنعوا تداعياتها السلبية وكي تصب نتائجها في صالحه. 

وقد تعتبر انتخابات إقليم كوردستان التي ستجرى بعد أيام من إحدى تلك المفاصل، فهي لا تقل أهمية عن الثورات التي خاضها الشعب الكوردي طوال تاريخه، أو الانتفاضة التي قام بها عام 1991 وصولاً إلى استفتاء عام 2017، وهو ما يحتم على الشعب الكوردي بكافة شرائحه وطوائفه وتوجهاته السياسية المشاركة فيه والذهاب إلى صناديق الاقتراع بكثافة يوم 20 من الشهر الجاري.

فالمتغيرات التي تمر بها المنطقة سواء في غزة أو لبنان أو سوريا، اليمن أو العراق تفرض على القوى الإقليمية والدولية تنظيم أوراقها من جديد في المنطقة.. 

ويبدو أن قوة إقليمية معينة ترى في انتخابات كوردستان هذه المرة ثغرة يمكن لها الدخول منها لتعويض الخسارة التي لحقت بها في دول أخرى كانت تهيمن عليها، لذلك فهي تحاول مع القوى المتحالفة معها في العراق الدفع بتلك الانتخابات كي تصب نتائجها في صالح توجهاته في كوردستان والعراق والمنطقة، وإن كانت هذه القوة الإقليمية عليها شبهات بتدخلها في الانتخابات الأمريكية فليس من الصعب عليها أن تتدخل في انتخابات كوردستان بوجود الكثير من حلفائها المتغلغلين في جميع مؤسسات الدولة العراقية.

إننا في كوردستان اليوم نقف أمام مفترق طرق.. فإما أن تبقى حرة تمتلك قرارها بيدها، أو أن تسيطر عليها تلك القوة الإقليمية التي لم تسيطر على دولة إلا ودمرتها بما لديها من توجهات لا تتطابق مع توجهات المجتمع الدولي والعالم الحر. لذلك فالانتخابات الحالية في كوردستان تتعدى المنافسة الطبيعية بين الأحزاب الكوردستانية وتتجاوز الانتماء السياسي لكل مواطن، فهي ما ستحدد مصير كوردستان ومستقبلها أمام محاولات قوى إقليمية وعراقية إجهاض تجربة إقليم كوردستان وإكمال ما فشلوا عن تحقيقه في مؤامرة 16 اكتوبر عام 2017 , حتى إن اقتضى الأمر للتلاعب بنتائجها لتفوز الجهة الـ" كوردية" المعروفة بعمالتها لها والتي رضت لنفسها بأن تكون معولاً لهدم كل توجه كوردستاني وطني وجسراً لتنفيذ كل مؤامرة ضد كوردستان، فالتسريبات الصوتية التي اطلع عليها جميع المواطنين تثبت أن هناك اتفاقات جرت بين تلك الجهات الإقليمية والعراقية من جهة وبين تلك الجهة "الكوردية" لتزوير نتائج الانتخابات المقبلة.

لقد نجح الحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ انتفاضة آذار عام 1991 في دفع الإقليم نحو الإعمار والازدهار رغم الضغوطات التي كان يتعرض لها والمؤامرات الكثيرة التي كانت تحاك ضده من الداخل والخارج . والأهم من ذلك هو نجاحه في إبعاد الإقليم عن سياسة المحاور التي فشلت دول كبيرة في المنطقة من إبعاد نفسها عنها.. لكن يبدو أن تلك القوى الإقليمية تحاول اليوم وبجدية إخضاع كوردستان وجرها لمحورها لتعويض فشل تجربتها في اليمن ولبنان وسوريا، وهو ما يفسر اهتمام أذرعها في العراق بفوز "حليفها" الكوردي في الانتخابات كي يصبح العراق بأكمله تابعاً لها من زاخو إلى البصرة.

إن وعي مواطني كوردستان سيجهض هذه المؤامرة الجديدة مثلما أجهضوا مؤامراتهم السابقة ولن يرضوا بأن تتحول كوردستان إلى ساحة تهيمن عليها تلك القوى وتحولها إلى بيئة تنتشر فيها أفكار رجعية تدمرها  فكوردستان وجدت كي تكون واحة للتعايش والازدهار في ظل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والقوى الوطنية الأخرى.

الأخبار كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.