لا احد يختلف على ان كل مايبذل من جهود كبيرة وعمليات نوعية استباقية , وقائية كانت ام اجهاضية من قبل اجهزة الدولة الامنية والعسكرية وحتى المدنية ،التي تهدف لمكافحة الارهاب والجريمة المنظمة والتهريب والتخريب والعبث بامن واقتصاد الدولة، او اي عملية اخرى تستهدف الامن والسلم المجتمعي هي انجازات واقعية تستحق الاشادة ورفع القبعة ، لكل من بذل الجهود وقدم التضحيات دون استثناء، خصوصاً اؤلئك الذين قدموا اثمن العطايا واقدسها ومنها الشهادة ،فالجود بالنفس هو اسمى غاية الجودِ ، فتكللت جهودهم على اثرها بنجاحات ساحقة في سنين الحرب على الارهاب وتبديد حلم دولة الخرافة ،التي كانت شبحاً وغول تنفخ فيه قوى الاستكبار والاستبداد وتنميه بعض الجهات الداخلية والخارجية ، التي كانت تراهن على بقاء العراق في خانة الضعف والانعزال والتقوقع والانكماش الاقليمي والدولي ،لجعله وحيداً ومنبوذاً ومنبعاً رئيسياً لانتاج وتصدير الازمات والارهاب ، ليكون فاقد الامن والنفوذ وغير مؤثر بوجه القرارات المفصلية المصيرية التي تفرض على المنطقة.
ربما تكون حكمة " ان الوقت لا ينتظر " صحيحة في بعض الاحيان ، لكنها ربما للتأني في حقل التحليل والتمحيص اثناء العمل الامني والاستخباري ،فقد يؤدي التسارع باعلان اي نجاح الى ضياع الاهداف المعلنة وغير المعلنة وفشل المهمة وكشف الخطط التي تحافظ على دقة وسرية المعلومة،بسبب عدم اهلية البعض من العاملين في بعض المفاصل الحساسة ،وبالتالي يضعف الجهود المبذولة لكشف الخيوط التي تدعم عمل مؤسسات الدولة والاجهزة الامنية التي تعتمد اهم اركانها على واجب كتمان الاسرار .
ان عملية تحوّل التحديات الى فرص يعتمد بالدرجة الاساس على مدى اهمية ان يكون هنالك دقة واحكام لجزئيات التخطيط الاستراتيجي ،لتجنب تقزيم وتحويل النصر الميداني الاعلامي والعسكري العالي المستوى،الى نصر هزيل ليس له قيمة او فائدة ، بسبب صعف وغياب التنسيق بين الجهات الساندة التي اوكلت لها واجباتها الوطنية ،وعدم اهلية البعض في ضبط عدادات افواههم لتجنب الاضرار بأمن وسيادة الدولة، ان العمل على كشف الخلايا الارهابية النائمة والفاعلة ومجاميع التهريب ومافيات التخريب والفساد ، هي حالة صحية بلاشك لكنها تحتاج لبلورة احترافية اكثر وتوحيد الرؤى وحرفية الاداء من باب ضرورة الايمان بالعمل الجماعي وتبادل المشورة ، استنادا لقول الامام علي ( ع ) ،"المؤمن مستشار فأذا استشير فليشر بما هو شائرُ لنفسه " ، لان ضياع جهود الغير سيقلل من عطاءهم ، ويزيد من اعداد الانتهازيين والوصوليين الغير مؤمنين بالفرملة والتأني داخل سباق العطاء والماراثون الوطني ،والذي يؤدي بنهاية المطاف لمصادرة جهود الاخرين نتيجة غياب التنسيق وعدم اعطاء كل ذي حق حقه.
بقلم .. عمر الناصر
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن