Erbil 7°C السبت 23 تشرين الثاني 07:08

من يعيد الناجيات الايزيديات !؟

خارج النص / قد تتحول منطقة سنجار إلى أهم سلاح جيوسياسي مستقبلاً .

عمر الناصر
رغم كل المعاناة التي مر بها الايزيديون لكننا لم نسمع أصواتاً إعلامية تتعالى، وجهوداً استثنائية تبذل من قبل جميع الحكومات السابقة لغرض حسم هذا الملف الشائك والمعقد ، الذي تحوّل حسب اعتقادي من ملف اجرامي قامت به عصابات تكفيرية إلى ملف سياسي بإمتياز ، وخصوصاً الصراع الحقيقي على منطقة سنجار/شنكال موطن المكوّن الايزيدي2 وسر من أسرار طريق الحرير ، الذي يقع اليوم تحت تأثير وتجاذبات العوامل الدولية والإقليمية، في ظل صمت مطبق من قبل المجتمع الدولي وتحركات حكومية خجولة ،وتأثير ضعيف لمنظمات حقوق الإنسان ،رغم وجود قاعدة بيانات كاملة لديهم عن النازحين الذي يقدر عددهم  نحو ٣١٠،٠٠٠ نازح، وتدمير مايقارب عن ٦٨ مزاراً ومعبداً ، ناهيك عن ٦٤١٧ مواطن اختطفهم داعش أو قام بقتل المئات منهم ،واسترقاق الكثير من النساء والأطفال ، وتشريد أكثرهم إلى مخيمات النزوح.

في وقت بلغ أعداد الناجين والناجيات من قبضة الارهاب إلى ٦٤١٧ مواطن ، حتى وإن عادو إلى ديارهم فهم سيواجهون حتماً مشاكل معيشية وعقد نفسية تحتاج لوقت طويل للتخلص منها ،وظروف اقتصادية سيئة وفي غاية الصعوبة ، ولازال أكثرهم يواجهون مصاعب حقيقية لإعادة الاندماج ، وغالبيتهم في وضع إنساني مأساوي وضعف في الخدمات منذ صيف عام ٢٠١٤، ناهيك عن ايجاد آلية واقعية لإعادة الأعداد الكبيرة منهم التي فرت خارج العراق وتقدر بأكثر من ١٠٠.٠٠٠ ألف إيزيدي .

جميع التحركات والجهود الحكومية الرامية إلى ايجاد مخرج وحل جذري لهذا الملف مازالت خجولة ، وأصبح هذا الملف عبارة عن قنبلة موقوتة ، ربما ستستغله بعض الأطراف الخارجية لزعزعة الأمن والسلم المجتمعي مجدداً ، لاستخدامه كورقة ضغط سياسية ربما كبقية الأوراق التي مازالت لم تستخدم بعد ، في وقت نحن فيه بأمس الحاجة لإعادة الكرامة والاستقرار لمكوّن عراقي أصيل عانى من ويلات التكفيريين والإرهاب والمارقين ، يقع مابين مطرقة السياسة وسندان الأجندات المسمومة ، ليبقى السؤال قائم، من له القدرة على إعادة ما تبقى من الناجيات الايزيديات إلى ديارهن ؟ ومن يدلنا على الحلول النوعية والواقعية التي تعيد لنا جزءاً من النسيج المجتمعي إلى الوضع الذي كان عليه قبل دخول داعش إلى الموصل ؟

الأخبار

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.