Erbil 12°C الجمعة 22 تشرين الثاني 23:06

شيخ شامو البيشمركة، السياسي، المثقف والشخصية الاجتماعية الحكيمة

خسارة شخصية كبيرة بحجمه ومكانته السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية هي فعلاً مصيبة

هذا هو قدرنا وكأنه مكتوب علينا أن نتلقى الضربة تلوى الأخرى، فرمان يليه فرمان، مصيبة تعقبها مصيبة، خسارة تلحقها خسارة وحزن يتبعه حزن. هذا المسلسل التراجيدي الذي عاشه ويعيشوه الايزيديون لا ينتهي ويبدو انه ليس له نهاية. وآخر هذه المصائب كانت في فقداننا المرحوم شيخ شامو شيخو البيشمركة، السياسي، المثقف والشخصية الاجتماعية الايزيدية الحكيمة.

عندما نقول إن وفاة الشيخ هي مصيبة لأن خسارة شخصية كبيرة بحجمه ومكانته السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية هي فعلاً مصيبة ليس بالنسبة لنا نحن الايزيديون فقط بل حتى على المستوى الكوردي والكوردستاني فقد كان له في كل شأن كلمة وفي كل حدث حضور وموقف وفي كل انجاز بصمة، فيا لبؤسنا ويا لمصيبتنا الكبيرة بفقدانك ايها الكبير.   

 قال المهاتما غاندي: "إن ما سيبقى بعد رحيلك عن هذه الدنيا هو ما فعلته لا ما قلته أو ما كتبته"، وما قدمه الشيخ شامو لم تكن فقط اقوالاً بل كانت حياته كلها اعمالاً وافعالاً في خدمة شعبه ووطنه وهذا ما جعل الجميع من مختلف شرائح المجتمع الايزيدي بشكل خاص والكوردستاني بشكل عام في حالة صدمة اثر انتشار خبر وفاته.

حيث لم يكن المغفور له نشطا فعالا مجتهدا متفانيا في جانب او مجال من مجالات الحياة بل كنت تجده يبذل كل ما في وسعه في خدمة شعبه اينما كان الناس بحاجة اليه.

ففي مجال البيشمركة كان المغفور له بيشمركة شجاع وتراها موجوداً في كل الجبهات التي كان القيادة الكوردية بحاجة اليه واخر مشاركاته كانت برفقة البيشمركة في عملية استعادة شنكال من يد ارهابيي داعش.

وفي الشأن السياسي كان الشيخ مناضلا مخلصا لمبادئه وشخصية فعالة ومؤثرة في صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستانى وشغل عدة مناصب منها عضو برلمان كوردستان ضمن قائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومستشار رئيس وزراء اقليم كوردستان مسرور بارزاني.

وعلى الصعيد الثقافي كان المرحوم من مؤسسي مركز لالش الثقافي والاجتماعي وكان رئيس الهيئة الادارية للمركز حتى وفاته، ومن خلال عمله هذا قدم خدمات ومساهمات كبيرة لشريحة المثقفين الايزيديين وغير الايزيديين وتشجيعهم على الكتابة خاصة عن ما حدث لاهلنا في فرمان شنكال وتوثيقه. وعمل كل ما في وسعه لمساعدت الناجيات ماديا ومعنويا والعمل على ايصال صوتهم الى المنظمات الدولية. وبذل جهودا كبيرة لنقل الاف الطلبة الايزيديين الى جامعات ومعاهد اقليم كوردستان اثر تدهور الاوضاع الامنية وسيطرة ارهابيي داعش على محافظة نينوى.

وفي الشان الديني كان المغفور له يكن احتراما وتقديرا كبيرا لرجال الدين ويشارك في معظم المناسبات والمراسيم الدينية. وبجهود شخصية استحصل موافقة الحكومة على تخصيص رواتب لمئات من رجال الدين الايزيديين ومخصصات لترميم المزارات وتاهيل قاعات لالش للمناسبات في معظم مناطق الايزيدية.

وعلى الصعيد الاجتماعي كان الشيخ شخصية بارزة  وذو مكانة ويحظى باحترام كبير لما يمتلكه من كارزما وحكمة وعلاقات واسعة اهلته ليكون حاضرا بشكل مؤثر وبقوة في مختلف المناسبات والاحداث في المجتمع الايزيدي والكوردستاني.

ما ذكرته عن المرحوم شيخ شامو ليس إلا بعض من رؤوس النقاط فالحديث عن الشيخ وأعماله ونشاطاته في خدمة الايزيدية والايزيديين بشكل خاص والمجتمع الكوردستاني بشكل عام لا تسعه مقالة او اثنتين فالكتابة عن هذه الشخصية الاستثنائية بحاجة الى كتب ومجلدات للحديث عن عطائها وانجازاتها. في الختام نبتهل الى الله تعالى ان يرحم شيخنا العزيز ويسكنه فسيح جناته وان يلهم اهله ومحبيه الصبر والسلوان.

كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.