زاكروس - أربيل
نفت قيادة العمليات المشتركة، اليوم السبت، وجود أي صلة بين عملية الإنزال الجوي التي نفذتها القوات العراقية داخل العمق السوري وبين الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت تنظيم "داعش" مؤخراً، مؤكدة أن العملية العراقية نُفذت بناءً على خطط استخبارية مستقلة وتوقيتات منفصلة.
وأوضح نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق أول الركن قيس المحمداوي، في تصريح صحفي، أن عملية الإنزال الجوي نُفذت بعمق نحو 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية، وجاءت ثمرة ملاحقة استخبارية دقيقة دامت لأسابيع من قبل "خلية الصقور" التابعة لوكالة الاستخبارات في وزارة الداخلية. وأسفرت العملية عن إلقاء القبض على أهداف إرهابية "مهمة"، مشيراً إلى أن التنسيق مع التحالف الدولي اقتصر على الجوانب الفنية الداعمة للإنزال، بينما اختلف الموقع الجغرافي للعملية تماماً عن موقع الضربات الجوية الأمريكية.
استراتيجية تحصين الحدود
وحول أمن الحدود العراقية السورية البالغة 615 كم، كشف الفريق المحمداوي عن نجاح الخطط الدفاعية التي وُضعت بإشراف القائد العام للقوات المسلحة، مؤكداً أن معدلات التسلل خلال عام 2025 وصلت إلى "صفر" في عدة أشهر.
وشملت الإجراءات الأمنية المتخذة إنشاء منظومة تحصينات متكاملة تضم خنادق شقية وأبراج مراقبة فنية مع تفعيل مكثف للطائرات المسيرة ومنظومات الدفاع الجوي والمراصد المتطورة، توازياً مع نشر خطوط دفاعية متعاقبة من تشكيلات الجيش والحشد الشعبي في عمق الصحراء ومنطقة الجزيرة وقاطع غرب نينوى لضمان السيطرة التامة ومنع إنشاء أي مضافات إرهابية.
التنسيق مع الجانب السوري
وفي سياق التعاون الإقليمي، أكد المحمداوي وجود تنسيق ميداني حالي على مستوى الآمرين والقادة الحدوديين لتبادل المعلومات وتسليم المطلوبين، مع السعي لتعزيز هذا التعاون وفق مبادئ احترام السيادة والمصالح المشتركة. وأضاف: "الرؤية العراقية تتجه نحو مأسسة هذا التنسيق لضمان استقرار سوريا، لما له من انعكاس مباشر على الأمن الوطني العراقي".
واختتم المحمداوي بالتشديد على أن التحصينات المادية، رغم أهميتها القصوى، تظل وسيلة للعرقلة والإنذار المبكر، مشيراً إلى أن الركيزة الأساسية للأمن تكمن في الجهد الاستخباري المستمر، والتعاون الوثيق مع سكان المناطق المحررة الذين أبدوا رفضاً قاطعاً لأي تواجد إرهابي.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن