زاكروس - أربيل
هنأت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) الشعب السوري، وخاصة أهالي شمال وشرق سوريا، بالذكرى الأولى لسقوط النظام البعثي الذي وصفته بأنه جر البلاد إلى "الكارثة" وعمّم الاستبداد والعنف لعقود طويلة، وفيما دعت إلى إطلاق حوار وطني حقيقي وشامل بعيد عن الإقصاء وضرورة عودة مئات الآلاف من مهجري عفرين وتل أبيض وسري كانيه، حذّرت من إعادة إنتاج ذهنية البعث القائمة على احتكار السلطة وتجاهل إرادة الشعب.
وأكدت القيادة في بيانها أن مناطق شمال وشرق سوريا كانت أول من كسر قبضة النظام الأمنية والعسكرية منذ انتفاضة آذار 2004 وطردت مؤسساته القمعية عام 2012، مما أدى إلى تأسيس إدارة مدنية ديمقراطية ونموذج فريد لتنظيم المجتمع. وأشارت إلى أن قوات سوريا الديمقراطية نشأت بالتوازي مع ذلك، وقدمت آلاف الشهداء في معارك التحرير والدفاع، لتصبح القوة الأكثر فاعلية ومهنية في مواجهة الإرهاب.
وشدد البيان على أن شرعية القوات نابعة من صمود الشعب وتضحيات أبنائه الذين أسقطوا مشروع "داعش" وحرروا مساحات واسعة من سوريا، وأن هذه الشرعية هي التي تمنحها مكانتها ومسؤوليتها في الحفاظ على الأمن والاستقرار اليوم.
واعتبرت قسد أن سقوط النظام ليس مجرد حدث سياسي، بل هو سقوط لذهنيته القائمة على احتكار السلطة وتجاهل إرادة الشعب، محذرة من أن إعادة إنتاج هذه الذهنية بأي شكل سيعني عودة سوريا إلى المأساة ذاتها. وأكدت القيادة على ضرورة طي حقبة هيمنة حزب البعث السوداء التي مارس خلالها الإقصاء والتجويع والتهجير الممنهج والتغيير الديمغرافي بحق السوريين.
كما انتقدت القيادة العامة لغة التحريض والكراهية التي تستخدمها بعض أطراف السلطة، مشيرة إلى أن هذا الخطاب "المتشنج والمتعالي لم يعد مقبولاً"، ولا يمكن أن يكون أساساً لبناء وطن جديد.
وفي الختام، أكدت قسد أن المرحلة القادمة تتطلب إطلاق حوار وطني حقيقي وشامل بعيد عن الإقصاء، وتأسيس عقد اجتماعي جديد يضمن الحقوق والحريات والمساواة، وقطع الطريق نهائيًا على عودة الطغيان والاستبداد.
كما جددت التأكيد على أن قضية عودة مئات الآلاف من مهجري عفرين وتل أبيض وسري كانيه ستبقى أولوية وطنية، ولن يكون أي حل سياسي عادلاً أو كاملاً ما لم يتضمن عودتهم الآمنة والكريمة، مؤكدة أنها ستبقى القوة الأساسية للدفاع عن شعبها والتصدي لأي اعتداء أو تهديد يمس أمن واستقرار مناطق شمال وشرق سوريا.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن