Erbil 28°C الجمعة 05 كانون الأول 12:08

بوتين ومودي يناقشان التجارة والسلام في قمة نيودلهي

زاكروس - وكالات

بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي محادثات القمة في نيودلهي يوم الجمعة، في الوقت الذي فرشت فيه نيودلهي السجادة الحمراء للزعيم الروسي، وأخبره مودي أن الهند تدعم جهود السلام في أوكرانيا.

ويقوم بوتين بأول زيارة له إلى الهند منذ أربع سنوات، ويهدف إلى تعزيز التجارة مع أكبر مشترٍ للأسلحة الروسية والنفط الروسي المنقول بحراً، في ظل الضغوط التي تفرضها العقوبات الغربية على العلاقات التي تمتد لعقود بين البلدين.

وتأتي الزيارة في وقت تجري فيه نيودلهي محادثات مع الولايات المتحدة بشأن صفقة تجارية لخفض الرسوم العقابية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على بضائعها بسبب مشتريات الهند من النفط الروسي.

وكانت موسكو المورد الرئيسي للأسلحة إلى الهند لعقود، وقالت إنها ترغب في استيراد المزيد من السلع الهندية في محاولة لزيادة حجم التجارة إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030، وهو ما كان حتى الآن يميل لصالحها بسبب واردات الطاقة الهندية.

ومنذ أن خفضت الدول الأوروبية اعتمادها على الطاقة الروسية بعد غزو روسيا لأوكرانيا قبل نحو أربع سنوات، زادت الهند مشترياتها من النفط الروسي المخفض، لكنها اضطرت لتقليصها هذا العام تحت ضغط الرسوم والعقوبات الأمريكية.

 

الجهود لإنهاء الصراع في أوكرانيا

قال مودي لبوتين مع بدء محادثاتهما: "الهند ليست محايدة — للهند موقف، وهذا الموقف هو من أجل السلام. نحن ندعم كل جهد من أجل السلام، ونقف جنبًا إلى جنب مع كل مبادرة تُتخذ من أجل السلام".

ورد بوتين بشكر مودي على اهتمامه وجهوده الرامية إلى حل النزاع.

قال بوتين: "لقد أتيحت لنا الفرصة – وأنتم منحتموني هذه الفرصة – للحديث بالتفصيل عن ما يحدث في المسار الأوكراني وعن الخطوات التي نتخذها بشكل مشترك مع بعض الشركاء الآخرين، بما في ذلك الولايات المتحدة، نحو تسوية سلمية محتملة لهذه الأزمة".

وأضاف بوتين: "مع نمو بلداننا واقتصاداتنا، تتوسع فرص التعاون. تظهر مجالات جديدة – مثل التقنيات العالية، والعمل المشترك في مجال الطيران والفضاء والذكاء الاصطناعي. لدينا علاقة قائمة على الثقة في مجال التعاون العسكري-التقني، ونعتزم المضي قدمًا في جميع هذه المجالات".

 

تحية بواحد وعشرين طلقة مدفع

وصل بوتين إلى دلهي يوم الخميس حيث استقبله مودي بحرارة، إذ استقبله بعناق على أرض المطار. ثم سافر الرجلان معًا في نفس السيارة لتناول عشاء خاص استضافه مودي.

وفي يوم الجمعة، حظي بوتين باستقبال رسمي في ساحة قصر راشتراباتي بهافان، القصر الرئاسي الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، حيث أطلقت 21 طلقة مدفعية أثناء دخول موكبه.

ومن المتوقع أن يعلن الجانبان عن مجموعة من الاتفاقيات في نهاية المحادثات الرسمية.

ومن المتوقع أن توقع الشركات الهندية اتفاقية مع مجموعة أورالكيم، أكبر منتج للبوتاس ونترات الأمونيوم في روسيا، لإنشاء مصنع مشترك لليوريا في روسيا، حسبما أفادت رويترز يوم الخميس.

كما أفادت رويترز أن المقرضين الروسيين غازبروم بنك وألفا بنك طلبا الموافقة لبدء العمل في الهند لمساعدة موسكو على تعزيز تجارتها مع الهند.

وفي مقابلة مع قناة "إنديا توداي" تم بثها في وقت متأخر من يوم الخميس، تحدى بوتين الضغوط الأمريكية على الهند بعدم شراء الوقود الروسي في حين يمكن للولايات المتحدة شراء الوقود النووي الروسي.

وقال بوتين: "إذا كان للولايات المتحدة الحق في شراء وقودنا، فلماذا لا يكون للهند نفس الامتياز؟ هذا السؤال يستحق دراسة متأنية، ونحن مستعدون لمناقشته، بما في ذلك مع الرئيس ترامب".

وأضاف أنه رغم وجود انخفاض طفيف في التجارة بين الهند وروسيا خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، فإن تجارة الطاقة "تسير بسلاسة".

وقالت الهند إن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب غير مبررة وغير معقولة، وأشارت إلى استمرار التجارة الأمريكية مع موسكو. ولا تزال الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يستوردان بضائع وطاقة روسية بمليارات الدولارات، بدءاً من الغاز الطبيعي المسال وصولاً إلى اليورانيوم المخصب.

 

"مأزق الهند"

وصل بوتين إلى الهند بعد يوم واحد من إجراء محادثات مع كبار مبعوثي ترامب حول صفقة سلام محتملة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنهم لم يتوصلوا إلى حل وسط.

وقد امتنعت الهند عن إدانة روسيا بسبب الحرب ودعت إلى السلام من خلال الحوار والدبلوماسية، بينما قالت إن علاقاتها مع موسكو تتعرض لاستهداف غير عادل من قبل الدول الغربية التي قالت إنها تواصل التعامل التجاري مع موسكو عندما يكون ذلك في مصلحتها.

 

الأخبار العالم

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.