زاكروس - أربيل
أكّد قيادي في حزب العمال الكوردستاني التقته وكالة فرانس برس في جبال قنديل أن حزبه "لن يتخذ أي خطوة أخرى" في عملية السلام مع أنقرة، مطالبا إيّاها بالإفراج عن الزعيم عبدالله أوجلان.
وبعد محادثات مع السلطات التركية عبر حزب المساواة وديموقراطية الشعوب في تشرين الأول 2024، أعلن حزب العمال الكوردستاني حل نفسه في أيار تلبية لدعوة مؤسسه عبدالله أوجلان، بعد أكثر من أربعة عقود من القتال ضد القوات التركية، خلّفت نحو 50 ألف قتيل.
وفي منطقة قنديل، قال القيادي آمد ملازغرت لوكالة فرانس برس في مخبأ حفره مقاتلون من حزبه "نفّذنا كل الخطوات التي بادر إليها آبو (أوجلان)... ومن بعد هذه الخطوات لن تكون هناك أي خطوة أخرى".
وأضاف "من الآن فصاعدا، نحن في انتظار الدولة التركية التي يجب أن تتخذ هي الخطوات".
وذكّر بأن "المطلبَين" الرئيسيين لحزب العمّال الكوردستاني هما "الحرية لآبو" المسجون منذ 1999، و"الاعتراف الدستوري وبشكل رسمي بالشعب الكوردي في تركيا".
وتابع "لن نستخدم السلاح في مواجهة الدولة التركية".
وفي الأشهر الأخيرة، اتخذ حزب العمال الكوردستاني الذي لجأ معظم مقاتليه في السنوات العشر الماضية إلى مناطق جبلية في إقليم كوردستان، عدة خطوات تاريخية نحو إنهاء قتاله ضد تركيا ففي تموز، أقام الحزب مراسم لإلقاء السلاح في إقليم كوردستان حيث أحرق 30 مقاتلا بينهم أربعة قياديين أسلحتهم.
ومن قنديل، أعلن الحزب في 26 تشرين الأول سحب جميع قواته من تركيا، داعيا أنقرة إلى المضي قدما في الإجراءات القانونية اللازمة لحماية عملية السلام.
وشكّلت تركيا في آب لجنة برلمانية تعمل على وضع القواعد الأساسية لعملية السلام مع حزب العمال الكوردستاني والتي تتضمن إعداد الإطار القانوني لانتقال الحزب ومقاتليه إلى العمل السياسي.
وستحدد اللجنة أيضا مصير أوجلان (76 عاما) الذي يمضي عقوبة السجن مدى الحياة في حبس انفرادي في جزيرة إيمرالي قبالة اسطنبول منذ العام 1999.
ومن المقرر أن يستمر عمل اللجنة البرلمانية حتى نهاية العام الجاري، مع إمكان التمديد لها لشهرين إضافيين في حال الضرورة.
واعتبر ملازغرت أن "الدولة التركية اتخذت خطوة إيجابية بإنشاء هذه اللجنة، لكنها ليست كلّ شيء. نحن نتابع هذه المهمة من قرب".
ومنذ المحادثات التي انطلقت في تشرين الأول 2024، استقبل أوجلان عدة مرات أفرادا من عائلته ومفاوضين من حزب المساواة وديموقراطية الشعوب.
الأسبوع الماضي، زار أعضاء من اللجنة البرلمانية أوجلان في سجنه للمرة الأولى، وقد أفضى الاجتماع إلى "نتائج إيجابية" بحسب رئاسة الجمعية الوطنية.
ويأمل الكورد في تركيا أن يمهّد تخلي الحزب عن الكفاح المسلح إلى تسوية سياسية مع أنقرة تتيح انفتاحا جديدا تجاههم.
ويشكل الكورد في تركيا نحو 20% من سكان البلد البالغ عددهم 85 مليون نسمة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن