زاكروس - وكالات
وقّع العراق وتركيا اليوم الأحد آلية تنفيذية لـ "اتفاقية التعاون الإطارية في مجال المياه"، في خطوة تهدف إلى إطلاق حزمة من المشاريع المشتركة والمستدامة لمعالجة أزمة الجفاف وشح المياه غير المسبوق الذي يواجهه البلدان اللذان يمر فيهما نهرا دجلة والفرات.
وقد جرى التوقيع على "وثيقة آلية تمويل المشاريع بخصوص اتفاقية التعاون الإطارية في مجال المياه" بين وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، ونظيره العراقي، فؤاد حسين، في بغداد، برعاية رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، لتمكين التطبيق الفعلي للاتفاقية الإطارية التي أُبرمت خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد في نيسان 2024.
وفي ظل مواجهة العراق لأسوأ أزمة مائية في تاريخه الحديث، ناجمة عن قلة المتساقطات وارتفاع درجات الحرارة وتراجع الإطلاقات المائية من دول الجوار، أفاد مكتب رئيس الوزراء العراقي بأن هذا الاتفاق سيكون أحد الحلول المستدامة لأزمة المياه، حيث يشمل حزمة مشاريع كبيرة ستُنفذ في قطاع المياه على مدى خمسة عشر عاماً.
ووفقاً لمستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون المياه، طورهان المفتي، فإن هذه المشاريع ستتضمن بناء "سدود ومحطات تحلية ومحطات لضخّ المياه ومعالجتها" في العراق، على أن تكون تركيا أحد الأطراف الرئيسية المنفذة لها، كما تتضمن الآلية فقرات حول التوفير المستدام للمياه المتدفقة إلى العراق.
وتتضمن وثيقة الآلية ترتيبات تمويل المشاريع، حيث سيتم تمويل الأعمال التي ستتولاها الشركات التركية في مجال تحديث وتشييد البنية التحتية للمياه من خلال نظام يعتمد على مبيعات النفط العراقي، وذلك بهدف زيادة مساهمة تركيا في تطوير البنية التحتية وتحسين كفاءة استخدام الموارد المائية. وتعد هذه الاتفاقية والآلية التمويلية بداية لمرحلة استراتيجية جديدة في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، ومن المتوقع أن تسهل وصول شركات المقاولات التركية إلى السوق العراقية في المشاريع ذات الأهمية الاستراتيجية.
وتتزايد أهمية هذا التعاون الإقليمي بالنظر إلى تناقص الموارد المائية في المنطقة بسبب التغير المناخي العالمي؛ فالعراق يتلقى اليوم أقل من 35 في المئة من حصته المائية المفترضة من النهرين، وقد تراجع الاحتياطي المائي في السدود والخزانات إلى ما يقل عن 8% من طاقة التخزين الكلية، مما أرغم السلطات على تقنين استخدام المياه وتقليص الأراضي الزراعية. وفي المقابل، تواجه تركيا أيضاً جفافاً غير مسبوق، إذ بلغت المتساقطات لديها أدنى مستوياتها منذ 52 عاماً، مما يشدد على ضرورة الجهود المشتركة لإيجاد حلول طويلة الأمد لهذه الأزمة.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن