زاكروس - وكالات
حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب روسيا اليوم الثلاثاء (23 أيلول 2025) من استعداده لفرض إجراءات اقتصادية صارمة إذا لم تنجح في إنهاء الحرب في أوكرانيا، ورفض أي تحرك عالمي للاعتراف بدولة فلسطينية، كما شدد لجمه لإيران وضرورة عدم امتلاكها سلاحاً نووياً، جاء ذلك في خطابٍ حادّ أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي خطابٍ واسع النطاق حول السياسة الخارجية، تضمن انتقاداتٍ لاذعة للأمم المتحدة والدول الأوروبية، دافع ترامب عن خفض مستويات الهجرة العالمية، وقال إن على قادة العالم التخلي عن جهود مكافحة تغير المناخ، التي وصفها بـ"أكبر عملية احتيال" في العالم.
بمجمله، كان الخطاب، الذي استغرق 56 دقيقة، بمثابة "توبيخٍ" للمنظمة الدولية وعودةٍ إلى نهج ترامب، الذي دأب على انتقاد الأمم المتحدة خلال ولايته الرئاسية الأولى.
وكان تحذير ترامب لروسيا أحدث محاولةٍ له للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قاوم دعوات الرئيس الأمريكي بالانسحاب من أكبر حربٍ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال ترامب إنه يريد من حلفاء الولايات المتحدة فرض الإجراءات نفسها على روسيا، ويقترح ممارسة الضغط على بوتين.
وحذر الرئيس الأمريكي من إمكانية فرض عقوبات على روسيا عدة مرات، لكنه لم يُنفذها بعد. وطالب مؤخرًا أوروبا بوقف جميع مشتريات النفط الروسي قبل اتخاذ أي إجراء.
وقال: "في حال لم تكن روسيا مستعدة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، فإن الولايات المتحدة مستعدة تمامًا لفرض جولة قوية جدًا من الرسوم الجمركية، والتي أعتقد أنها ستوقف إراقة الدماء بسرعة كبيرة".
ولكن لكي تكون هذه الإجراءات فعالة، قال: "يجب على الدول الأوروبية، جميعكم المجتمعون هنا، الانضمام إلينا في تبني الإجراءات نفسها تمامًا".
لم يُفصّل الإجراءات، لكنه يدرس حزمة تتضمن عقوبات على الدول التي تتعامل تجاريًا مع روسيا، مثل الهند والصين. والمشترون الرئيسيون للنفط الروسي في أوروبا هم المجر وسلوفاكيا وتركيا.
خطط ترامب لعقد اجتماع في وقت لاحق من اليوم مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يضغط من أجل مزيد من الدعم الأمريكي لمقاومة التقدم الروسي.
وفيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أبدى ترامب رفضه لجهود قادة العالم الرامية إلى قبول دولة فلسطينية، وهي خطوة تواجه مقاومة شرسة من إسرائيل.
وقال ترامب: "ستكون المكافآت كبيرة جدًا على إرهابيي حماس، على فظائعهم"، مكررًا دعوته لإعادة الرهائن الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية المسلحة.
وأكد ترامب أن الولايات المتحدة تريد اتفاقًا لوقف إطلاق النار مقابل الرهائن، يضمن عودة جميع الرهائن المتبقين، أحياءً وأمواتًا.
وقال: "علينا وقف الحرب في غزة فورًا. علينا التفاوض فورًا على السلام".
ومن المقرر أن يناقش مستقبل غزة خلال محادثات بعد الظهر مع عدد من قادة الخليج.
في الشأن الإيراني قال الرئيس الأمريكي إنه لا يمكن السماح لإيران بحيازة أسلحة نووية.
وأضاف "موقفي بسيط للغاية: لا يمكن السماح للراعي الأول للإرهاب في العالم بامتلاك أخطر سلاح في العالم".
واشتكى ترامب، الذي صوّر نفسه صانع سلام سعيًا للفوز بجائزة نوبل للسلام، من عدم دعم الأمم المتحدة لجهوده لإنهاء النزاعات حول العالم.
وربط شكواه بمظالم شخصية بشأن البنية التحتية للأمم المتحدة، قائلاً إنه والسيدة الأولى ميلانيا ترامب انقطعا عن العمل لفترة وجيزة على سلم كهربائي للأمم المتحدة، وأن جهاز التلقين الخاص به لم يكن يعمل في البداية.
وتابع ترامب: "هذان هما الشيئان اللذان تلقيتهما من الأمم المتحدة - سلم كهربائي سيء وجهاز تلقين سيء"، مشيرًا إلى أن ميلانيا ترامب كادت أن تسقط عندما توقف السلم الكهربائي فجأة.
وجادل ترامب بضرورة تبني قادة العالم الآخرين لسياساته المتشددة تجاه المهاجرين، مروجًا لحملته لاعتقال وترحيل المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة، وهو موقفٌ شككت فيه العديد من دول العالم.
واتهم الأمم المتحدة، دون تقديم أدلة، بدعم "الهجرة غير المنضبطة".
وقال: "أوروبا في ورطة حقيقية. لقد غزتها قوة من المهاجرين غير الشرعيين لم يشهد لها العالم مثيلًا. المهاجرون غير الشرعيين يتدفقون إلى أوروبا".
وأضاف لقادة العالم: "أنت بحاجة إلى حدود قوية ومصادر طاقة تقليدية إذا أردت أن تعود عظيمًا".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن