في الذكرى الثانية للخطوة التاريخية التي سجّلها قائد الأمة الكوردية الرئيس مسعود بارزاني، بسطور من النور، عندما أجرى إقليم استفتاء الاستقلال لكوردستان يوم 25 سبتمبر/أيلول 2017، شمل محافظات الإقليم الأربعة أربيل والسليمانية ودهوك، وكركوك، والذي أسفر عن نتائج صادمة للمتربصين بكوردستان، حيث صوت المنتخبون -حسب النتائج الرسمية- للاستقلال بنسبة فاقت 92%، مما أثارت حفيظة الحكومة الاتحادية في بغداد التي رفضت الاعتراف بالاستفتاء، واقدمت على ممارسة أبشع الأساليب للنيل من إرادة الشعب الكوردستاني، مستخدماً النار والحديد عبر جرائم ضد الإنسانية تجاه المدنيين الكورد ، فقط لأنهم عبروا عن رغبتهم في العيش كوردستانيين.
هذه الذكرى التي غيرت مسار الدبلوماسية الدولية ومخططات المتحاصصين في المنطقة، والتي دمغت التاريخ بحدث ذو صبغة كوردستانية أصيلة، أسعف بكتاب ومحللين ومؤرخين ليؤرّخو هذا التحول المفصلي في تاريخ شوب المنطقة بأسرها والكورد خصيصياً.
جميعهم عاشو يوم الإستفتاء.. منهم من انحاز بضميره ليقيئ سموم التشدد والتعصب... وآخرون حملوا الرسالة بأمان ليحتفظوا بها لأجيال قادمة كي يكملوا ما اسسه هذا القائد التاريخي من أسس للعبور الى دولة كوردستان في أعظم وثيقة تاريخية، حاملا بصمة 93% من الشعب الكوردي للإنعتاق ونيل الحرية باستقلال موطن أجدادهم كحق إنساني مشروع.
الكاتبة والحقوقية الكوردية زهرة أحمد، عضو الامانة العامة للمجلس الوطني الكوردي في سوريا، لم تتوانى في مهامها ككاتبة كوردية ومحامية، شاركت اليوم التاريخي بلحظاتها الدقيقة بحكم عضويتها في لجنة المراقبة من قبل المفوضية العليا للإنتخابات والإستفتاء في إقليم كوردستان، في عداد المراقبين الحقوقيين القانونيين الذين قصدوا أربيل من كوردستان سوريا، قامت بتدوين هذه الذكرى في عمل ثقافي ضمن كتاب تناول السيرة البطولية للنضال الثوري والسياسي لقائد الاستفتاء مسعود بارزاني، خلال فترة زمنية شامخة، من الثورة إلى الاستفتاء، بطولاته كبيشمركه قاد جبهات القتال، حكمته كسياسي محنك قاد الاستفتاء إلى الانتصار التاريخي.
تقول الكاتبة أحمد:
أيلول الثورة .. أيلول الاستفتاء
كانت الثورة، كان الاستفتاء، ليكون أيلول شامخاً، تاريخاً خالداً.
من أيلول الثورة إلى أيلول الاستفتاء، تاريخ مقدس بعبق الشهداء، ببطولات البيشمركه، بشموخ البارزانية، نهجاً، مدرسة للكوردايتي، قائداً، رئيساً، زعيماً، وبيشمركه بطل، إنه تاريخ كوردستان.
صدرت كتابها الثالث:
يذكر أن "البيشمركه مسعود بارزاني وإرادة الاستفتاء" هو ثالث كتاب يصدرها الكاتبة زهرة أحمد، حيث أصدرت سابقاً مجموعتين قصصيتين:
- قصة وطن "مجموعة قصصية عام 2017م.
- أبجدية الجبل" مجموعة قصصية عام 2018م
ويقع الكتاب في 162 صفحة من القطع المتوسط، لوحة الغلاف والتصميم الفني: إبراهيم محمد.
الكتاب هدية لقائد الاستفتاء الرئيس مسعود بارزاني في ميلاد الاستفتاء الثاني.
افتتاحية الكتاب مقال عن البارزاني الخالد في جوانب مشرقة من السيرة الكوردستانية البطولية لأسطورة الجبل جاء فيها:
"البارزاني، كوردستان" الثنائية المقدسة في اتحادها اللامتناهي، في روح النضال والحرية، في قواميس للتضحية والفداء.
القائد الأسطوري الذي اختزل التاريخ في نضاله المشرف، وتضحياته السامية، ونهجه المقدس.
فالجبال لا تنحني، والإرادة الكوردايتية لا تقهرها الأزمات ولا عهود الدكتاتورية ولا حتى الجينوسايد.
وهذا ما أكده البارزاني الخالد بعد مؤامرة الجزائر الخيانية قائلاً:
" نحن أقوى من الجبال، سنرجع ونثور ونصمد مع صمود جبال كوردستان".
يتضمن الكتاب عشر مقالات ودراسة قانونية سياسية، تحمل بين طياتها ملاحم في أبجدية الجبال، بطولات أسطورية، إرادة شامخة، مقومات راسخة مهدت للاستفتاء بقيادة البيشمركه مسعود بارزاني، أضافت إلى التاريخ التحرري الكوردي أهم وثيقة سياسية قانونية رسمت ولا تزال وسترسم ملامح دولة قادمة.
بلى "بلي" كانت عنواناً شامخاً لإرادة الشعب الكوردي في تقرير مصيره بنفسه.
تتناول المقالات محطات مشرقة من السيرة البطولية للنضال الثوري والسياسي لقائد الاستفتاء مسعود بارزاني خلال فترة زمنية شامخة، من الثورة إلى الاستفتاء، بطولاته كبيشمركه قاد جبهات القتال، حكمته كسياسي محنك قاد الاستفتاء إلى الانتصار التاريخي في 2017/9/25.
أما الدراسة القانونية السياسية التي عنونت بـ "كوردستان وحق تقرير المصير" تناولت حق تقرير المصير من جوانبه القانونية في الاتفاقيات الدولية وفي الدستور العراقي لتؤكد بالأدلة القانونية والدستورية على حق الشعب الكوردي في تقرير مصيره بنفسه.
يقول الكاتب والشاعر ابراهيم اليوسف في مقدمة الكتاب: "لقد كانت زهرة أحمد من عداد أصحاب الأقلام التي رهنت نفسها لخدمة ثورة- الاستفتاء- نتيجة استشعارها، بأهميته، حاضراً، ومستقبلاً، لعلَّ بعض مما قامت به نتيجة وعيها العالي بأهمية قضيتها هو أنها كتبت منذ إعلان مشروع الاستفتاء العديد من المقالات التي جمعتها ضمن دفتي هذا الكتاب، كما أنها كانت من عداد المراقبين الحقوقيين القانونيين الذين تجشموا، وعانوا مشاقَّ ومغامرة السفر إلى هولير من مسقط رأسها في كوردستان سوريا، عبر رحلة محفوفة بالمخاطر، تتبعتها، شخصياً، لتقرن القول بالفعل، ولتكمل رؤيتها، وموقفها، عبر إعداد مانشرته من مقالات ضمن كتاب، أراه الأول من نوعه، جمعت خلاله بين حبها لكل شبر من أرضها وبين صوابية الاستفتاء، وفق القوانين والأنظمة المحلية في- الجمهورية العراقية- والدولية، على حد سواء، ليكون الكتاب وثيقة متكاملة يمكن اللجوء إليها، وقراءتها، والاستفادة منها، لأنها ليست مجرد انطباعات- فحسب- وإنما لما فيها من خلاصة عاطفة الكوردستاني، وعقله، وضميره، ووجدانه، وأسانيده التي يمكن أن يلوح بها في وجه أي مشكك!؟
من جانبه يؤكّد الكاتب صبري رسول أنّ ما يلفت النّظر في محتوى الكتاب، المحور الأساسي للنصوص، كخيطٍ يربط محتويات المقالات كلّها «التاريخ النضالي للحركة الكوردية في كوردستان العراق منذ بدايات الخالد مصطفى بارزاني وإلى الاستفتاء كحدثّ مفصلي في تاريخ كوردستان».
فتأتي أهمية النصوص من كونها تمنح القارئ إضاءة معرفية لفترة تاريخية لِمنْ لم يستطع تتبع أحداثها متسلسلة.
والنّص القانوني في الكتاب يوضّح، وفق المواثيق الدولية، حقّ الشعب الكوردي في الاستقلال، ولا يناقض في الوقت نفسه الدستور العراقي الذي يُقرّ بذلك، ويحرّم استخدام العنف في حلّ الأزمات. الاستفتاء جاء متوالياً كثمرة لثوراتٍ كثيرة، حيث كلّ ثورة أنتجت خطوة، وكلّ خطوة بنت أسساً مهّدت للقادم. فجاءت دعوة الرئيس مسعود بارزاني إلى الاستفتاء كثمرة نضرة لنضالات الكورد بقيادة البارزاني لـ«يصادق برلمان الإقليم في 15 سبتمبر/أيلول 2017 على إجراء الاستفتاء في موعده المقرر».
ويُشير صبري رسول إلى أنَّ اشتغال الكاتبة على فكرة الثّورات الكوردية بدأ شعورياً، في حبّ شخصية لعبتْ دوراً كبيراً في إبراز القضية الكوردية، ليرتقي إلى الدفاع القانوني والإعلامي.
كما ينوّه الكاتب إلى أنّ نصوص زهرة أحمد جديرة بالقراءة والاهتمام.
"تقول الكاتبة في كتابها:
كانت الثورات لتكون الجبال شامخة، جبال كوردستان الثورية، في ثناياها إضاءات أزلية من ملاحمنا البطولية، عبق من دماء الشهداء، وسطور مجد نحتت في التاريخ بتضحيات البيشمركه وقائدهم الأسطوري، كانت ولاتزال عنوانا لحريتنا في عمق التاريخ النضالي، حمت وجودنا من إبادات متكررة من صانعي الاستبداد ومضطهدي الشعوب، وبقيت شامخة بشموخنا الأبدي."
رفعت حاجي.. Zagros tv
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن