زاكروس - أربيل
أكد رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، اليوم الاثنين (25 آب 2025)، ضرورة منح الثقة والأمل للإيزيديين وتحقيق الاستقرار وتوفير الخدمات لمناطقهم ليعودوا إلى ديارهم ويبدأوا حياة جديدة، ومنع تحويل سنجار إلى ساحة للقوات غير الشرعية وميدان لتصفية الأجندات الإقليمية، مبيناً: "لتحقيق ذلك نحن مستعدون لأي تعاون وتنسيق مع بغداد، وسنواصل عملنا وجهودنا حتى تحرير آخر مختطف إيزيدي، وتحويل سنجار إلى محافظة والاعتراف بالإبادة الإيزيدية بشكل أوسع على المستوى العالمي ومحاسبة الجناة وتحقيق العدالة للإيزيديين، وتقديم كل الدعم المادي والمعنوي لهم"، وأشار إلى أن نحو نصف المجتمع الإيزيدي لا يزالون يعيشون في المخيمات بعد مرور 11 عاماً على الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش.
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الأكاديمي الدولي الخاص بالإبادة الجماعية للإيزيديين، الذي وصفه بأنه الأول من نوعه في أربيل، وشدد على أنه يمثل "ضرورة ملحة" لتوثيق الجريمة من أبعادها التاريخية والقانونية والنفسية.
واستهل نيجيرفان بارزاني كلمته بتوجيه التحايا لأرواح ضحايا الإيزيديين وجميع ضحايا داعش، مؤكداً أن المؤتمر الأكاديمي سيكون جسراً بين العلم والسياسة والإنسانية، وسيساهم في "تحويل الأوجاع إلى معرفة، والمآسي إلى عبر ودروس"، بما يساعد على توسيع الاعتراف الدولي بالإبادة ومحاسبة المجرمين.
واستذكر أحداث الثالث من آب 2014، عندما سعى داعش إلى محو مكون أصيل في كوردستان والعراق، وقوض ثقافة التعددية والتعايش، عبر إعدام آلاف الرجال، واختطاف آلاف النساء والفتيات، وتشريد مئات الآلاف، وتدمير المعابد والرموز الدينية في حملة ممنهجة. ووصف هذه الجريمة بأنها "جرح غائر ووصمة عار في تاريخ البشرية"، مشيراً إلى أن الناجين والآباء والأمهات الذين فقدوا أبناءهم هم "شهود أحياء على هذه الكارثة".
نصف الإيزيديين في المخيمات
ولفت رئيس الإقليم إلى أن إقليم كوردستان تعامل مع هذه الكارثة كواجب وطني وإنساني، فاستقبل مئات الآلاف من الإيزيديين، وقدم مئات من مقاتلي البيشمركة أرواحهم لحمايتهم وتحرير مناطقهم. ومع ذلك، أكد أن "نحو نصف المجتمع الإيزيدي لا يزال يعيش حياة قاسية في المخيمات"، لافتاً إلى أن أطفالاً بعمر 11 عاماً قضوا كل حياتهم في ظروف عصيبة، وأن مصيرهم لا يزال مجهولاً.
وشدد على أن العراق دولة غنية، وأن من واجبها رعاية مواطنيها الإيزيديين بشكل أفضل، وأن مسؤولية الجميع في العراق وكوردستان والمجتمع الدولي هي تقديم الدعم اللازم لهم ومنحهم الثقة والأمل لبدء حياة جديدة. وأوضح أن هذا لا يمكن أن يتحقق دون تحقيق العدالة التي تتجاوز مجرد محاسبة الجناة، لتشمل العمل الجاد على دعمهم نفسياً ومجتمعياً.
دعوة لتطبيق اتفاقية سنجار
وفيما يتعلق بالأوضاع الأمنية، دعا نيجيرفان بارزاني إلى تطبيق اتفاقية سنجار بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية لتطبيع الأوضاع، وتوفير الأمن والاستقرار الذي يعتبر من أبسط حقوق الإيزيديين للعودة إلى ديارهم، مشدداً على ضرورة منع تحويل مناطقهم إلى ساحة للقوات غير الشرعية وميدان لتصفية الأجندات الإقليمية.
واختتم رئيس الإقليم كلمته بالتأكيد على استمرار العمل حتى تحرير آخر مختطف إيزيدي، وتحويل سنجار إلى محافظة، والحصول على اعتراف دولي أوسع بالإبادة، وتقديم كل الدعم المادي والمعنوي لتجاوز الصدمة النفسية.
فيما يلي أبرز ما ورد في كلمة نيجيرفان بارزاني:
هذا المؤتمر هو الأول من نوعه بهذا المستوى الواسع من الحضور في أربيل، ونحن نستذكر اليوم الضحايا الإيزيديين وكل ضحايا داعش، ونرسل آلاف التحايا لأرواحهم، ونؤكد بأننا لن ننساهم ونظل نستذكرهم بإجلال.
المؤتمر الأكاديمي ضرورة ملحة ومهمة وخاصة مع مشاركة الخبراء من المراكز العلمية والأكاديمية للتباحث وتقديم بحوثهم، وهذا دور مهم وضروري من أجل توثيق الإبادة والتداعيات العلمية والأكاديمية المتعلقة بإبادة الإيزيديين من الأبعاد التاريخية والسياسية والقانونية والنفسية، والتي تكون مصدراً مهماً لحاضر ومستقبل هذه القضية والتحقيق في جميع جوانب الإبادة.
واثق من أن هذا المؤتمر سيحول الأوجاع إلى معرفة، والمآسي إلى عبر ودروس، ويكون كذلك جسراً بين العلم والسياسة والإنسانية ويساهم في توسيع الاعتراف الدولي بالإبادة ومحاسبة المجرمين الذين ارتكبوا هذه الفعلة،
في 3 آب 2014 سعى داعش لمحو مكون أصيل في كوردستان والعراق وتقويض ثقافة التعددية والتعايش، حيث أعدم آلاف الشباب والرجال، وخطف آلاف النساء والفتيات وقام بالاعتداء عليهن واستعبادهن، وتغيير دين الأطفال قسراً وتدريبهم للقيام بأعمال انتحارية وإرهابية، وتشريد مئات آلاف وتدمير المعابد والرموز الدينية والثقافية ضمن حملة ممنهجة.
هذه الجريمة لا تعبر عن تاريخ المنطقة بل هي جرح غائر لا يندمل ووصمة عار في تاريخ البشرية، وكل الناجين من الإبادة والآباء والأمهات الذين فقدوا أبناءهم، والأطفال الذين باتوا دون عائلة ومعيل، هم شهود أحياء على هذه الكارثة.
استقبل إقليم كوردستان منذ بداية المأساة، كواجب وطني وإنساني، مئات آلاف الإيزيديين، كما ضحّى مئات البيشمركة بقيادة الرئيس بارزاني بأرواحهم ودمائهم لحماية الإيزيديين وتحرير سنجار، وقد تعاملنا مع هذه الكارثة باعتبارها قضية كوردستانية، لأن الإيزيديين جزء أصيل من النسيج الكوردستاني.
كل سنة، نستذكر هذه الذكرى المؤلمة بالعديد من الطرق وفي العديد الأماكن، وهذا مهم لكي تعلم الأجيال المقبلة ما تعرض له الإيزيديون والمكونات الأخرى من مآسٍ، لكن بالتأكيد هذا ليس كافياً للمجتمع الإيزيدي،.
للأسف بعد 11 سنة من هذه الكارثة، لا يزال نحو نصف المجتمع الإيزدي يعيش حياة قاسية في المخيمات، هناك أطفال ايزيديون عمرهم 11 سنة، وقضوا كل حياتهم في ظروف عصيبة وشاقة بالمخيمات، وليس هناك أمل حقيقي بحدوث تغيير إيجابي في أوضاعهم وحياتهم، فهم لا يستطيعون التطلع إلى المستقبل بأمل، لأن مصيرهم غير واضح.
العراق دولة غنية، والمجتمع الإيزدي كمواطنين عراقيين لديهم حقوق كثيرة على الدولة، وعلى العراق أن يرعى المواطنين الإيزيديين بقدر أكثر بكثير مما هو عليه الحال الآن، وواجبنا جميعاً في العراق وكوردستان والمجتمع الدولي، فعل كل ما يمكن للإيزيديين، وقبل كل شيء يجب منحهم الثقة والأمل لكي يستطيعوا أن يبدأوا حياة جديدة بعد خراب ودمار الماضي المرير، وهذا لا يمكن دون تحقيق العدالة للإيزيديين، ليس فقط بمحاسبة الجناة ومنفذي الإبادة بل بالالتفات والعمل الجاد من أجل الإيزيديين في جميع جوانب الحياة ومنحهم الطمأنينة وضمان عدم التعرض لمآس مماثلة.
الآن بعد 11 سنة من الإبادة، لا يزال المجتمع الإيزيدي في صدمة نفسية ومجتمعية عميقة والتي ستبقى ظلالها لفترة طويلة، ومن واجبنا جميعاً مساعدتهم ودعمهم للعلاج وتخطي الأوجاع النفسية، وهذا المؤتمر جزء مهم من هذا الدعم والإسناد.
نحن في إقليم كوردستان مستعدون دائماً لأي تعاون وتنسيق مع الحكومة الاتحادية لتقديم كل أنواع الدعم والمساعدة للمكون الإيزيدي، وحماية التعددية والتعايش وقبول الآخر أولويتنا جميعاً في كوردستان والعراق، فتعددية المجتمع العراقي بما فيها كوردستان تشكل قوة وإثراء وليست معضلة أو تهديداً، ولا بد من تعزيزها.
اليوم من أبسط حقوق الإيزيديين هو استتباب الأمن والاستقرار في مناطقهم ليعودوا إلى ديارهم وتوفير الخدمات للعودة وبدء حياة جديدة لذا يجب تطبيق اتفاقية إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية لتطبيع أوضاع سنجار، وأن لا يكون الإيزيديون ومناطقهم بعد الآن ساحة للقوات غير الشرعية وميداناً لتصفية الأجندات الإقليمية، ولتحقيق ذلك نحن مستعدون لأي تعاون وتنسيق مع بغداد، وسنواصل عملنا وجهودنا حتى تحرير آخر مختطف إيزيدي، وكذلك من أجل تحويل سنجار إلى محافظة والاعتراف بالإبادة الإيزيدية بشكل أوسع على المستوى العالمي ومحاسبة الجناة وتحقيق العدالة للإيزيديين، وتقديم كل الدعم المادي والمعنوي من أجل تخطي الصدمة النفسية،
نشكر كل الجهات التي تقدم المساعدة للمجتمع الإيزيدي بأي شكل من الأشكال سواء في العراق وكوردستان والمنطقة والعالم.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن