زاكروس - أربيل
أكدت ممثلية حكومة إقليم كوردستان في بغداد، أن حكومة الإقليم "لن تتخلى" عن دعم واستمرار إيواء جميع النازحين من الإيزيديين والمكونات الأخرى رغم الصعوبات المالية التي تعاني منها جراء قطع موازنتها، وفيما أشارت إلى أن إعادة النازحين الإيزيديين إلى موطنهم وإنهاء معاناتهم بحاجة الى إرادة و جهود وطنية متمثلة بالتعاون والتنسيق بين الحكومتين الاتحادية وإقليم كوردستان، وذلك بتنفيذ اتفاقية سنجار، أوضحت أن مكتب رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، نجح في تحرير وإعادة الآلاف من النساء والفتيات اللواتي تم اختطافهن على يد تنظيم داعش الإرهابي إلى ذويهن عبر وضع الخطط.
وقال فارس عيسى، رئيس ممثلية حكومة كوردستان، عبر بيان اليوم الأحد: "قبل إحدى عشر عاماً وفي مثل هذا اليوم ارتكب مسلحي تنظيم داعش الإرهابي إحدى ابشع جرائم الإبادة الجماعية، ضد أهلنا الكورد الإيزيديين، حيث شن الإرهابيون هجوماً بربرياً قل نظيره على المدنيين العزل في مدينة شنكال والمناطق والقرى المحيطة بها، وقاموا بقتل أعداد كثيرة من الرجال والنساء والأطفال، واختطاف عشرات الآلاف من الفتيات والنساء الإيزيديات، بشكل يندى له جبين الإنسانية".
وأضاف "ومنذ الساعات الأولى للهجمة الوحشية للإرهابيين، قامت قوات البيشمركة بالتصدي البطولي في شنكال والمناطق المحيطة بها، للمسلحين الإرهابيين وكبدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات وقدموا تضحيات جسام من أجل إنقاذ ما تبقى من المواطنين العزل في الجبال والوديان وبالأخص في جبل شنكال".
عيسى أشار إلى أنه "كان لإشراف الرئيس مسعود بارزاني على معارك التحرير، جنبًا إلى جنب مع قوات البيشمركة، الأثر البالغ في رفع معنويات المقاتلين، وقتل أعداد كبيرة من الإرهابيين وتحرير مناطق واسعة وبالأخص قضاء شنكال من براثن التنظيم الإرهابي".
ومن جانبها، قامت حكومة إقليم كوردستان، بإعداد خطة شاملة لإحتضان وإيواء النازحين الفارين من مناطق القتال، وإنشاء المخيمات وتقديم يد العون لهم للتخفيف من معاناتهم ، وما تزال مستمرة في إدارة وتقديم الدعم رغم الظروف المالية والإقتصادية الصعبة التي تعاني منها جراء قطع موازنتها لعدة أعوام متتالية، وفق ما ذكر عيسى.
وتابع "هنا ينبغي أن نذكر، أن رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، طالب بضرورة تحرير الفتيات والنساء الإيزيديات، وباشر مكتبه بوضع الخطط الكفيلة لهذه المهمة، حيث كان له دورًا كبيرا في إعادة الآلاف من الفتيات والنساء اللواتي اختطفن على يد الإرهابيين، إذ بلغ مجموع عدد المختطفين حينها 6,417 بين امرأة ورجل وطفل، وما يزال حتى اليوم 2,827 منهم في عداد المفقودين ومصيرهم مجهولًا، وما تزال عمليات التحرير مستمرة ولم يدخر مكتب رئيس إقليم كوردستان جهدًا للقيام بواجبه إزاء إنهاء معاناة وآلام أسر وذوي الضحايا".
عيسى نوّه إلى أن إعادة النازحين الإيزيديين إلى موطنهم وإنهاء معاناتهم بعد مضي احد عشرعامًا، بحاجة إلى "إرادة وجهود وطنية متمثلة بالتعاون والتنسيق بين الحكومتين الاتحادية وإقليم كوردستان، وذلك بتنفيذ اتفاقية سنجار التي وقعت بين أربيل وبغداد عام 2020 والتي تعد خارطة طريق وطنية وواقعية وضرورية لإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة ومن ثم إعادة إعمار المدن والقصبات والقرى المدمرة وتوفير الخدمات لها لإعادة النازحين معززين مكرمين".
وأوضح أن حكومة إقليم كوردستان "ورغم الصعوبات المالية التي تعاني منها جراء قطع موازنتها، سوف لن تتخلى عن دعم واستمرار إيواء جميع النازحين من الإيزيديين والمكونات الأخرى"، لافتاً إلى أنه "ما يزال أكثر من 280 ألف نازح إيزيدي يعيشون في مخيمات اللجوء في إقليم كوردستان، وتقوم الحكومة بتوفير الخدمات والمؤن لهم لحين إعادتهم إلى مناطقهم، بوصفها مسؤولية قومية وطنية"، مستدركاً "لكن يصعب عليها ذلك لوحدها، وينبغي على الحكومة الاتحادية والمنظمات الدولية، استمرار التعاون مع حكومة إقليم كوردستان، لحين عودة الأوضاع إلى طبيعتها".
وعاهد عيسى أسر وذوي الشهداء الإيزيديين بأنه "لن نتركهم لوحدهم إلى حين عودتهم إلى مناطقهم بعز وكبرياء وشموخ".
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن