Erbil 28°C الأحد 14 كانون الأول 21:53

نيجيرفان بارزاني: حماية المكونات ليست مجرد شعارات بل مفاهيم ومبادئ راسخة في إيماننا بضرورة العيش معاً

Zagros TV

زاكروس - أربيل

أكد رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارازني، أن حماية المكونات والدفاع عن حقوقها، ليست مجرد شعارات نرفعها، بل هي مفاهيم ومبادئ راسخة في إيماننا بضرورة العيش معاً.

 وقال في كلمة له خلال مشاركته في أعمال مؤتمر إدارة الأوقاف الكنسيّة في عنكاوا، اليوم الاثنين إن حماية التعددية والحقوق لا تتحقق بالنوايا الحسنة وحدها، بل بإطار قانوني واضح وبمؤسسات فعالة وبتعاون وثيق ومشترك بين جميع مكونات المجتمع.

نيجيرفان بارزاني أكد دعمه الكامل للإسراع في إصدار قانون خاص بالأوقاف المسيحية، بشكل يتوافق مع روح الدستور العراقي ويحمي تلك الممتلكات من أي انتهاك، مضيفاً أنه سيكون هذا القانون رسالة واضحة بأن ممتلكات المسيحيين في كوردستان والعراق محمية، وأن مشاركتهم الوطنية مصانة بإرادة سياسية ثابتة وضمانات قانونية ودستورية.

 

وفما يلي نص كلمة رئيس إقليم كوردستان: 

مساء الخير

قداسة البطريرك مار آوا

الحضور الكرام

الضيوف الأعزاء

رجال الدين الأفاضل

أهلاً وسهلاً بكم جميعاً

يسعدني أننا جميعاً هنا معاً للمشاركة في مراسم افتتاح المؤتمر السنوي للجامعة الكاثوليكية في أربيل حول إدارة أوقاف وأموال الكنائس.

إن مشاركتي وحضوري اليوم هنا معكم، هو تعبير عن التزامنا الراسخ بدعم جميع المكونات في إقليم كوردستان، وخاصة مواطنينا المسيحيين الذين يشكلون جزءاً أصيلاً ورئيسياً من نسيج مجتمعنا وتاريخنا المشترك في كوردستان.

 

الحضور الكرام

كوردستان وطننا جميعاً. بدون تمييز، تجمعنا جميعاً تحت سمائها وعلى أرضها. لها حق علينا جميعاً ولنا جميعاً حقوق فيها. يجب علينا حمايتها والدفاع عنها.

هذه الأرض تُعرف بجمعها لكل المكونات الدينية والقومية، وبالقبول المتبادل والتعايش السلمي الذي يمتد لآلاف السنين بين جميع المكونات. كلنا معاً نشارك في بناء هذا الجزء وحمايته وتطويره، وفي تحمل المسؤوليات والواجبات.

إن حماية المكونات والدفاع عن حقوقها، ليست مجرد شعارات نرفعها، بل هي مفاهيم ومبادئ راسخة في إيماننا بضرورة العيش معاً. نحن منذ بداية تأسيس برلمان وحكومة إقليم كوردستان، دافعنا عن مشاركة وتمثيل المكونات في الساحة السياسية والإدارية.

لقد أثبتت كوردستان ذلك على مر السنين والعصور، وهذا هو ما منح القوة لكوردستان. التعددية ووجود المكونات الدينية والقومية، أصبحت مصدر قوة وثراء واستقرار لكوردستان. لذلك، سنبقى دائماً أوفياء ومخلصين لهذه الثقافة الأصيلة.

عندما اجتاحت أعمال العنف، للأسف، العديد من المناطق المختلفة في العراق بعد عام 2003، وكذلك عندما هاجم تنظيم داعش الإرهابي مناطق شنكال والموصل وسهل نينوى، مر المكون المسيحي، شأنه شأن الإيزيديين وجميع المكونات الأخرى، بظروف صعبة للغاية وبكثير من الآلام والمحن.

في تلك اللحظات الحساسة، أثبت إقليم كوردستان، بقيادته وشعبه، كواجب ومسؤولية، أنه ملاذ آمن لجميع أولئك الذين يبحثون عن الحرية والكرامة والإنسانية. لكل أولئك الذين واجهوا الخطر بسبب معتقداتهم أو دينهم أو قوميتهم، أصبحت كوردستان بيتاً ووطناً ثانياً لهم. أصبحت مكاناً للأمل والاستمرارية. لذلك، نقف اليوم معاً ونعمل معاً لبناء مستقبل يحترم التعددية ويحمي حقوق الجميع.

 

الحضور الكرام..

إن موضوع إدارة أوقاف وأموال الكنائس، الذي يناقشه هذا المؤتمر، يحظى بأهمية كبيرة. الأوقاف المسيحية ليست مجرد ممتلكات، بل هي جزء من تراث حضاري وثقافي وروحي هام وقيم وثري لهذه المنطقة، وهي أيضاً ضمان لاستمرار المسيحيين ودورهم الحيوي في مجتمع كوردستان والعراق.

من هذا المنطلق، نؤكد دعمنا الكامل للإسراع في إصدار قانون خاص بالأوقاف المسيحية، بشكل يتوافق مع روح الدستور العراقي ويحمي هذه الممتلكات من أي انتهاك أو تعدٍ. سيكون هذا القانون رسالة واضحة بأن ممتلكات المسيحيين في كوردستان والعراق محمية، وأن مشاركتهم الوطنية مصانة بإرادة سياسية ثابتة وضمانات قانونية ودستورية.

نحن، بحماية هذا الإرث، سواء كان أراضٍ أو ممتلكات وثروات، نقدم ضمانات حول مستقبلهم ونرسل رسالة طمأنة للمسيحيين بأن إرث آبائهم وأجدادهم محفوظ في هذا الوطن.

سيكون ذلك دعماً لاستمرار وجود المسيحيين، وهذا من خلال حماية الأوقاف المخصصة لتغطية نفقات أنشطة الكنيسة وحياة موظفيها ومساعدة الفقراء والمحتاجين.

كما أنه سيثبت حقوق مديري الأوقاف وسلطاتهم، حتى يتمكنوا من تطوير الأوقاف وتنميتها، ويمنح الكنيسة حق ملكية وإدارة الأوقاف. 

كل هذه الأمور مهمة، لأنه بعد قرن من التغيرات السياسية والاضطهاد والآلام والمحن، يرتبط بقاء المسيحيين في وطنهم وعلى أرض أجدادهم بتقديم ضمانات حقيقية وبالتأكد من أن مستقبلهم آمن.

من هنا، أرى أنه من الضروري والمهم جداً أن نعود إلى قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين الذي كان موضوع مؤتمركم العام الماضي. يجب أن نقف بجدية كبيرة على هذا الموضوع، لأنه موضوع مهم وحساس للغاية. أشكر جهودكم وتعبكم في هذا الصدد. 

أدعو رجال الدين الأفاضل ورؤساء الكنائس المحترمين في كوردستان والعراق، بروح الوحدة، إلى الاستمرار في إكمال صياغة هذا القانون المهم الذي يعد ضرورة ماسة للمسيحيين في العراق، والذي يحترم خصوصيات المسيحيين ويحمي حقوقهم بالكامل.

 

أيها السادة 

أود أن أؤكد مجدداً أن المسيحيين والمكونات الأخرى، من أي دين أو قومية كانوا، ليسوا ضيوفاً في كوردستان، بل هم أصحاب وشركاء وجزء رئيسي وأصيل من هذه الأرض وهذا الوطن. نؤكد للجميع أن كوردستان التي احتضنت الجميع على مر التاريخ، ستبقى دائماً وطن التعددية والتسامح والحرية.

إن حماية التعددية والحقوق لا تتحقق بالنوايا الحسنة وحدها، بل بإطار قانوني واضح وبمؤسسات فعالة وبتعاون وثيق ومشترك بين جميع مكونات المجتمع. آمل أن تساعد نتائج هذا المؤتمر في تحقيق هذه الأهداف السامية وأن تساهم في تحسين أوضاع المسيحيين من جميع النواحي.

أقدم الشكر والتقدير والثناء للجامعة الكاثوليكية في أربيل ولرئاسة الجامعة، جناب المطران بشار متي وردة، ولجميع السادة الذين شاركوا في تنظيم هذا المؤتمر.

معاً، كلنا معاً سنستمر في تطوير كوردستان التسامح والتعايش السلمي، وسنشارك في بناء عراق عادل ومتعدد الأطياف تُصان فيه حياة وكرامة وحقوق جميع المكونات في أي مكان من هذا الوطن. 

شكراً جزيلاً، أتمنى لكم جميعاً أمسية سعيدة.

 

الأخبار كوردستان

التعليقات (0)

لا توجد تعليقات حتى الآن

الرد كضيف

هل ترغب في تلقي إشعارات؟
ابق على اطلاع بآخر أخبارنا وأحداثنا.