زاكروس - أربيل
بدأت اليوم الثلاثاء محادثات تستضيفها مدينة جدة السعودية بين مسؤولين من الولايات المتحدة وأوكرانيا لإيجاد مسار لإنهاء الحرب مع روسيا بعد ساعات من أكبر هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على موسكو منذ اندلاع الصراع.
ويأمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تؤدي المحادثات في جدة إلى إحياء العلاقات "العملية" مع الولايات المتحدة بعد لقاء بالبيت الأبيض الشهر الماضي شهد مناوشات كلامية بين زعيمي البلدين.
واقترح زيلينسكي البدء بهدنة مع روسيا في الجو والبحر، وفق ما نقلت رويترز.
ويهدف اقتراح الرئيس الأوكراني إلى إظهار أنه يعمل نحو تحقيق هدف نظيره الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب سريعا بعد أن اتهمه بأنه غير مستعد للسلام وواصل المحادثات المباشرة مع روسيا.
وكتب أندريه يرماك مدير مكتب زيلينسكي ورئيس الوفد الأوكراني على تطبيق تيليجرام "بدأ الاجتماع على نحو بناء للغاية".
ويراقب حلفاء أوكرانيا الأوروبيون، الذين يشعرون بالقلق، أي علامة على تحسن العلاقات بين كييف وواشنطن أو تدهورها أكثر.
وتبدلت سياسة الولايات المتحدة المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية وتحولت واشنطن من حليف لكييف إلى تكثيف الضغط عليها وقطع المساعدات العسكرية ووقف تبادل معلومات المخابرات معها.
وعبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لترامب أمس الاثنين عن أمله في أن تؤدي المحادثات إلى العدول عن هذا التحرك.
وكتب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك على منصة إكس يقول "أيها الأمريكيون الأعزاء، أيها الأوكرانيون الأعزاء، لا تضيعوا هذه الفرصة. العالم كله يتابعكم في جدة اليوم. حظ سعيد!".
وذكر مسؤولون روس أن أوكرانيا شنت أكبر هجوم بطائرات مسيرة على موسكو الليلة الماضية واستهدفت 91 طائرة مسيرة على الأقل العاصمة الروسية مما أودى بحياة ثلاثة أشخاص على الأقل وتسبب في اندلاع حرائق وإغلاق مطارات وتحويل مسار عشرات الرحلات الجوية.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت 337 طائرة مسيرة أوكرانية فوق البلاد. ويهدف توقيت الهجوم فيما يبدو إلى إظهار أن كييف لا تزال قادرة على شن هجمات كبيرة بعد سلسلة هجمات صاروخية روسية أدت إحداها إلى مقتل 14 شخصا على الأقل يوم السبت.
ودعا زيلينسكي الحلفاء في أوروبا إلى دعم اقتراح الهدنة التي يقول إنها ستكون فرصة لاختبار إرادة موسكو لإنهاء الحرب.
وتحاول أوكرانيا إصلاح علاقاتها مع الولايات المتحدة بعد الصدام بين زيلينسكي وترامب الذي عرقل توقيع صفقة المعادن بين البلدين وحصول كييف على ضمانات أمنية من واشنطن.
وقدم ترامب الاتفاق المقرر مناقشته اليوم الثلاثاء باعتباره ركيزة لاستمرار الدعم الأمريكي والتعويض عن مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا منذ الغز الروسي قبل ثلاث سنوات.
وقال يرماك للصحفيين قبل المحادثات إن الضمانات الأمنية لا تزال مسألة أساسية بالنسبة لأوكرانيا، لكنه أشار إلى أنهم قد لا يبحثون ذلك إلا بشكل مبدئي اليوم الثلاثاء.
وأضاف "الأمر الأهم هو كيفية بدء هذه العملية ونحن منفتحون جدا".
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو للصحفيين وهو في طريقه إلى جدة أمس الاثنين إن المحادثات مع كييف ستكون ضرورية لقياس مدى استعدادها لتقديم تنازلات في سبيل التوصل إلى السلام.
وأضاف "يتعين علينا فهم الموقف الأوكراني وأن يكون لدينا فكرة عامة عن التنازلات التي قد يكونون على استعداد لتقديمها، لأننا لن نتوصل إلى وقف لإطلاق النار ونهاية لهذه الحرب ما لم يقدم الجانبان تنازلات".
وينضم إلى روبيو في المحادثات مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتس.
ولن يشارك في المحادثات زيلينسكي الذي بدأ زيارة للسعودية أمس الاثنين للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وقال مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إنه يأمل في توقيع صفقة المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا قريبا.
وقال مصدر مطلع أمس الاثنين إن ويتكوف يعتزم زيارة موسكو للقاء الرئيس فلاديمير بوتين.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن