زاكروس - أربيل
في خطوة مفاجئة، أعلنت السلطات السورية، اليوم الخميس، اعتقال اللواء إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات العامة في عهد حافظ الأسد، في مدينة جبلة على الساحل السوري.
يُتهم حويجة بالإشراف على اغتيال الزعيم اللبناني كمال جنبلاط عام 1977، بالإضافة إلى تورطه في مئات الاغتيالات خلال عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.
وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية، تمكنت القوات الأمنية من توقيف حويجة، بعد حملة أمنية مكثفة استهدفت مناطق الساحل السوري، بما في ذلك جبلة وطرطوس وريف اللاذقية.
ويُتهم اللواء المتقاعد بمسؤوليته عن مئات الاغتيالات السياسية التي طالت معارضين داخل سوريا وخارجها، من بينها دوره المزعوم في الإشراف على اغتيال الزعيم اللبناني كمال جنبلاط عام 1977، وهي عملية أثارت جدلاً واسعاً في حينها وأُرجعت إلى أجهزة المخابرات السورية.

تاريخياً، شغل إبراهيم حويجة منصب رئيس المخابرات العامة في فترة حساسة من تاريخ سوريا الحديث، حيث كان النظام يعتمد بشكل كبير على الأجهزة الأمنية لقمع المعارضة وتثبيت أركان الحكم، وتشير التقارير إلى أن حويجة كان أحد المهندسين الرئيسيين لسياسات القمع التي ميزت تلك الحقبة، بما في ذلك عمليات التصفية الجسدية والاعتقالات التعسفية التي استهدفت شخصيات سياسية ومثقفين ونشطاء. كما يُنسب إليه تنسيق عمليات خارجية استهدفت معارضين سوريين في لبنان ودول أخرى، مما جعله رمزًا للقمع الأمني في تلك المرحلة.
هذا الاعتقال يأتي في سياق متغير سياسيًا وأمنيًا في سوريا، حيث تسعى السلطات الحالية إلى تصفية الحسابات مع رموز النظام السابق، وسط ضغوط داخلية وخارجية لتحقيق العدالة الانتقالية.
من الناحية القانونية، يُتوقع أن يواجه حويجة اتهامات ثقيلة تشمل جرائم ضد الإنسانية، إلى جانب دوره في الاغتيالات السياسية، ومع ذلك، لم تُصدر السلطات بعد تفاصيل رسمية حول موعد محاكمته أو الإجراءات القضائية التالية.
ويبقى السؤال المطروح: هل سيفتح هذا الاعتقال الباب أمام كشف المزيد من أسرار النظام السابق، أم أنه سيظل حدثًا معزولاً في ظل التحديات التي تواجهها سوريا اليوم؟
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن