زاكروس - أربيل
أكدت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، اليوم الثلاثاء (25 شباط 2025)، تحفظها على مؤتمر الحوار الوطني السوري المنعقد في دمشق "عقبَ الاجتماعات التي لم يشارك فيها الممثِّلون الحقيقيونَ للشعب، وكان من الواضحِ أنَّها أقربُ إلى الإقصاءِ والتهميش، وعدم أخذ فسيفساء الشعب السوري بعين الحسبانِ، وبالتالي لن نكونَ جزءاً من تطبيقِ مُخرجاتِه"، داعيةً "لعقد مؤتمر حوار وطني حقيقي، يُمثِّلُ كافَّةَ السوريينَ، ولا يُقصي أحداً".
وقالت الإدارة الذاتية في بيان: "مُنذ سقوط النظام البعثي في سوريا، وعموم الشعب السوري بكلِّ مكوناته يتطلَّعون إلى بناء سوريا موحدة لكلِّ السوريين دون إقصاءٍ أو تهميش، ولعلَّ المؤتمر الوطني كان أحد مطالب الشعب السوري لتحقيق أهداف ثورته التي مرَّ عليها أكثرُ من 14 عامًا، ومُنذ بدايةِ سقوط النظام البائد، وكافةُ السوريين يُناقشون ويتطلَّعون إلى المؤتمر الوطني السوري وإلى الخطوات العملية لمرحلة بناء الدولة".
واستدرك البيان: "إلَّا أنَّ هذه الخطوات التي تخطوها إدارةُ تصريف الأعمال في سوريا، فيما يخصُّ موضوع الحوار والتشاركية، كانت مخيِّبةً للآمال، فمُنذ البدايةِ، كانَ يتوجَّبُ تشكيل لجنة متكاملة للإعدادِ لهذا الحوار والتحضير له، ومن ثمَّ مناقشةُ تمثيلِ الذينَ سيحضرونه، وبعد ذلك يتمُّ عقد مؤتمر حوار وطني جامع، ولكنَّ كلَّ ما حدث - ويحدثُ الآن - بعيدٌ كلَّ البعدِ عن ما طمحَ إليهِ السوريون ويطمحون لهُ".
وتابع أن "اللجنةُ التي شُكِّلَت للتحضير للمؤتمر لا تمثِّلُ مكونات الشعبِ السوري، حتى إنَّ تصريحاتهم كانت بعيدةً عن لغةِ الحوار وتقريب وجهاتِ النظر، ومن ثمَّ، تمَّ عقد سلسلة اجتماعات في عددٍ من المحافظاتِ السورية، تحت اسم التحضير للحوار الوطني، ولكنَّ هذه الاجتماعات لم تكن سوى تجسيدٍ للسياسات التي ناضلَ الشعبُ السوري من أجلِ القضاء عليها".
ومضى بالقول: "اليوم، وعقبَ تلك الاجتماعات التي لم يشارك فيها الممثِّلون الحقيقيونَ للشعب، وكان من الواضحِ أنَّها أقربُ إلى الإقصاءِ والتهميش، وعدم أخذ فسيفساء الشعب السوري بعين الحسبانِ، يُعقَدُ في العاصمة دمشق المؤتمر الذي تمَّ تسميتُه بالحوار الوطني، نحنُ في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، في الوقتِ الذي كُنَّا ولا نزالُ نؤكِّدُ فيه على أنَّ الشعب السوري قادرٌ على أن يلملمَ جِراحَهُ، ويبني سوريا ديمقراطية تعددية من خلال الحوار الوطني الحقيقي بين مكوِّناتِ وأطياف الشعب السوري، نعلنُ أنَّ هذا المؤتمر لا يمثِّلُ الشعب السوري، ونحنُ، كجزءٍ من سوريا، ولم يتمَّ تمثيلُنا، نتحفَّظُ على هذا المؤتمر شكلًا ومضمونًا، ولن نكونَ جزءًا من تطبيقِ مُخرجاتِه".
وأوضح: "كما أنَّنا، نقولُ بأنَّنا، كسوريين، هدفُنا الأوَّلُ والأخير، مُنذ انطلاقةِ الثورة السورية، هو تحرير المجتمع السوري من الظلم والعدوان وسياساتِ الإقصاءِ والتهميش، وقد كانت لنا مبادراتٌ مُهمَّةٌ في هذا السياق، واليومَ أيضًا نجددُ مطالبَنا بأن يتمَّ عقدُ مؤتمر حوار وطني حقيقي، يُمثِّلُ كافَّةَ السوريينَ، ولا يُقصي أحدًا، ولا يُهمِّشُ أحدًا، ونُهيبُ بشعبِنا السوري بأنَّنا مُستمرون في عملِنا لتحقيق أهداف ثورتِنا، لنكونَ جديرين بالتضحيات التي قدَّمناها، لِنحقِّقَ آمال وطموحات شعبِنا".
وعقد مؤتمر الحوار الوطني في دمشق اليوم، وجاء في البيان الختامي التأكيد على الإسراع بإعلان دستوري مؤقت يتناسب مع متطلبات المرحلة الانتقالية، ويضمن سد الفراغ الدستوري،_الدعوة إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، فيما أدان "التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية" كما اعتبر أن التشكيلات المسلحة هي "جماعات خارجة عن القانون".
وفي كلمة من قصر الشعب في مستهل المؤتمر، شدد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع على أن "وحدة السلاح واحتكاره بيد الدولة ليس رفاهية بل هو واجب وفرض"، مشددا على أن "سوريا لا تقبل القسمة فهي كلّ متكامل وقوتها في وحدتها".
وجاء تنظيم المؤتمر قبل أيام من تشكيل السلطات حكومة انتقالية مطلع الشهر المقبل، وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني تعهّد في وقت سابق أن تكون الحكومة "ممثلة للشعب السوري قدر الإمكان وتراعي تنوعه".
وانتقد 35 حزبا من الأحزاب المنضوية في الإدارة الذاتية الكوردية الثلاثاء التمثيل "الشكلي" في المؤتمر، واعتبرت في بيان اصدرته الثلاثاء أن "مؤتمر الحوار الوطني الحقيقي يجب أن يكون شاملا أما المؤتمرات التي تُعقد بتمثيل شكلي لأفراد لا يعكسون حقيقة المكونات السورية، فلا معنى ولا قيمة لمخرجاته".
وقال حسن محمّد علي، عضو الهيئة الرئاسية في مجلس سوريا الديموقراطية المنبثق عن الإدارة الذاتية، لوكالة فرانس برس، إن ما قامت به اللجنة التحضيرية "ستكون له تداعيات سلبية ولن يأتي بحلول للمشاكل والقضايا التي تعانيها سوريا منذ عقود".
وحذّر الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي من أن "استبعاد" قواته مع "شرائح واسعة من المجتمع السوري" يؤكد أن المؤتمر "موجه لإرضاء الخارج وليس البحث عن مستقبل أفضل مع شركاء الداخل".
وقال المنظمون في وقت سابق إنه لم يتم توجيه دعوة الى أي كيانات أو تشكيلات عسكرية ما زالت تحتفظ بسلاحها، في إشارة الى قوات سوريا الديموقراطية، الذراع العسكرية للإدارة الذاتية.
وبعد افتتاح المؤتمر، جرى توزيع المشاركين على ست ورش عمل، تسنى لمن يرغب من السوريين المشاركة فيها عبر رابط إلكتروني. وأحصت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" مشاركة أكثر ستة آلاف شخص، غالبيتهم من الخارج، وتناولت ورش العمل ست قضايا أساسية، بينها "الحريات الشخصية" و"البناء الدستوري"، إضافة الى "العدالة الانتقالية". وتعهد الشرع في هذا الصدد بالعمل "على تشكيل هيئة للعدالة الانتقالية ترد الحقوق للناس.. وتقدم المجرمين للعدالة".
وجالت اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي شكلتها السلطات الشهر الحالي من سبعة أعضاء بينهم سيدتان، على محافظات عدة في الأسبوع الماضي، والتقت بأكثر من أربعة آلاف شخص من رجال ونساء، وفق ما أعلنت الأحد.
وغداة إعلانه في 29 كانون الثاني رئيسا انتقاليا للبلاد، تعهّد الشرع إصدار "إعلان دستوري" للمرحلة الانتقالية بعد تشكيل "لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغّر" وحلّ مجلس الشعب، وقال إن بلاده ستحتاج من أربع إلى خمس سنوات لتنظيم انتخابات.
ومنذ إطاحة الأسد، شكّلت دمشق وجهة لوفود دبلوماسية عربية وغربية أبدت دعمها للسلطات الجديدة وحثتها على إشراك كل المكونات السورية في إدارة المرحلة الانتقالية.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن