زاكروس - أربيل
لقي شخص مصرعه، اليوم الأحد، جراء قصف نفذته طائرة مسيرة يُرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، استهدفت سيارة بالقرب من بلدة كللي شمالي محافظة إدلب. ووفقاً للتقارير الأولية، يُعتقد أن الشخص المستهدف هو "جعفر التركي"، أحد القيادات البارزة في تنظيم "حراس الدين"، الجماعة الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة والنشطة في الشمال الغربي السوري.
تفاصيل العملية
وقعت الحادثة في وقت مبكر من صباح اليوم، حيث أفادت مصادر محلية بأن الضربة الجوية أسفرت عن تدمير السيارة بالكامل، مما أدى إلى مقتل سائقها على الفور. ولم تصدر القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) تأكيداً رسمياً فورياً للعملية حتى الآن، لكن مثل هذه الضربات تتماشى مع نمط العمليات التي تنفذها قوات التحالف ضد قيادات التنظيمات المصنفة إرهابياً في المنطقة.
يأتي هذا الحادث بعد أيام قليلة من إعلان التحالف في 21 فبراير/شباط الجاري عن تنفيذ ضربة دقيقة أخرى أسفرت عن مقتل "وسيم تحسين بيرقدار"، وهو قيادي كبير في "حراس الدين"، مما يشير إلى تصعيد واضح في استهداف قادة التنظيم.
سياق الاستهداف
يُعد تنظيم "حراس الدين" أحد أبرز فروع "القاعدة" في سوريا، وقد تشكل في عام 2018 بعد انشقاق عدد من قيادات "هيئة تحرير الشام" التي كانت تُعرف سابقاً بـ"جبهة النصرة".
على مدار السنوات الماضية، تعرض التنظيم لضربات متكررة من التحالف الدولي، أدت إلى مقتل العديد من قادته، مثل "أبو عبد الرحمن المكي" في أغسطس/آب 2024، و"خالد العاروري" في يونيو/حزيران 2020. ومع ذلك، يبدو أن التنظيم لا يزال يحتفظ بقدرات تنظيمية محدودة، رغم تراجع نفوذه مقارنة بـ"هيئة تحرير الشام" التي أصبحت القوة المهيمنة في إدلب.
هل رفعت "تحرير الشام" الغطاء عن قيادات "حراس الدين"؟
ترى بعض التحليلات أن بقاء "حراس الدين" في إدلب بات يشكل عبئًا على "تحرير الشام"، التي تسعى إلى تحسين علاقاتها مع الغرب، خاصة بعد ظهور مؤشرات على احتمالية انخراطها في تفاهمات إقليمية. ومع غياب الحماية التي كانت توفرها الهيئة سابقًا لبعض الشخصيات الجهادية، يصبح قادة "حراس الدين" أكثر عرضة للاستهداف من قبل التحالف الدولي.
فمنذ عام 2020، شنت "هيئة تحرير الشام" حملات أمنية ضد "حراس الدين"، شملت اعتقال قادة وتفكيك خلايا، في محاولة لإثبات قدرتها على ضبط الأمن وتفكيك الجماعات المتشددة. ويعتقد البعض أن هذه الخطوات قد تكون جزءاً من تفاهمات ضمنية مع الغرب، تقضي بإضعاف التنظيمات المتطرفة الأخرى مقابل تقديم تنازلات سياسية أو تخفيف العقوبات على الهيئة مستقبلاً.
حراس الدين" في مرمى نار الهيئة والتحالف الدولي
إذا كان استهداف "جعفر التركي" مؤشراً على استمرار هذا النهج، فقد يعني ذلك أن "حراس الدين" أصبح في مرمى نار مشترك بين التحالف الدولي و"هيئة تحرير الشام"، مما يقلص من قدرته على البقاء كقوة مؤثرة. ومع ذلك، يحذر خبراء من أن هذا الوضع قد يدفع بعناصر متشددة إلى الانضمام لتنظيمات أخرى، مثل "داعش"، أو اللجوء إلى العمل تحت الأرض، مما يطيل أمد التهديد الأمني في المنطقة.
هذا ويبقى استهداف قيادات "حراس الدين" مثل "جعفر التركي" حلقة في سلسلة طويلة من العمليات التي تهدف إلى القضاء على التنظيمات الجهادية في سوريا.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن