زاكروس - أربيل
كشف البرلمان العراقي عن دخول مواشٍ مستوردة إلى البلاد "دون فحص"، ما أدى إلى انتشار الحمى القلاعية في عدة محافظات، وسط جهود حكومية للحد من تفشي المرض.
وسجّل العراق مؤخراً نفوق مئات المواشي بسبب الإصابة، مما دفع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تشكيل لجنة تحقيقية لمعرفة أسباب تفشي المرض، بمشاركة مختصين في الطب البيطري والثروة الحيوانية.
اتهامات بالإهمال وغياب الفحوصات
فقد قال عضو لجنة الزراعة البرلمانية، النائب ثائر الجبوري، إن التحقيقات الميدانية والاتصالات مع مربي الماشية أكدت أن استيراد مواشٍ خلال الأشهر الأخيرة كان السبب الرئيسي لظهور الحمى القلاعية.
كما حمّل الجبوري في تصريح صحافي للجنة الزراعة في البرلمان، إضافة إلى وزارة الزراعة ودائرة البيطرة، مسؤولية الإخفاق في منع دخول المواشي المصابة. وأوضح أن المواشي المستوردة دخلت البلاد بشكل "عشوائي" دون فحوصات دقيقة، مما تسبب في خسائر كبيرة لمربي الثروة الحيوانية.
وأكد أن التحقيقات مستمرة لتحديد الجهات المسؤولة، مشيراً إلى ضرورة إعادة النظر في آليات الاستيراد، وتشديد إجراءات الفحص البيطري لمنع انتقال الأمراض الوبائية إلى البلاد.
وزارة الزراعة تقلل من خطورة المرض
في المقابل، قللت وزارة الزراعة من خطورة انتشار المرض، مؤكدة أنه بات "منحسراً" في بؤر محددة.
إذ قال المتحدث باسم الوزارة محمد الخزاعي، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، إن الإصابات انخفضت مؤخراً، لا سيما في بؤرة الفضيلية ببغداد، حيث تم تسجيل 3,151 إصابة و654 حالة نفوق، معظمها بين صغار الجاموس غير الملقح.
أوضح أن حملات التلقيح التي جرت في أغسطس وأكتوبر 2024 لم تشمل بعض الحيوانات لأنها لم تكن قد وُلدت بعد، مما جعلها عرضة للإصابة. وأضاف أن وزير الزراعة عباس المالكي أمر بتشكيل لجنة لحصر الأضرار التي لحقت بالمربين، تمهيداً لرفع تقرير إلى مجلس الوزراء لاتخاذ قرارات تعويضية.
فحوصات مخبرية لتحديد مصدر المرض
من جهته، كشف الوكيل الفني لوزارة الزراعة ميثاق عبدالحسين عن إرسال عينات المرض إلى مختبرات في بريطانيا لتحليل التسلسل الجيني وتحديد مصدره.
وقال إن العراق، باعتباره عضواً في منظمة الصحة الحيوانية العالمية، التزم بإرسال عينات إلى المختبرات المرجعية في المملكة المتحدة، بهدف معرفة أصل الفيروس وتحديث اللقاح المناسب لمكافحته.
ما هي الحمى القلاعية؟
الحمى القلاعية مرض معدٍ يصيب الأبقار والجاموس، ويؤدي إلى ظهور تقرحات في اللثة، وسيلان اللعاب، وفقدان الشهية، مما يسبب ضعف الحيوان. كما تؤثر العدوى على الحوافر، وقد تصل إلى حد اقتلاعها، مما يجعل المرض من أخطر التهديدات للثروة الحيوانية في العراق.
التعليقات (0)
لا توجد تعليقات حتى الآن